أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شرب

صفحة 324 - الجزء 1

  يغلِبْهُ». وشدّ في العَدْوِ واشتدّ. وأتاني شدّاً؛ قال:

  وبَقِيَ الهَيْقُ يَشُدّ شَدّا ... يَكادُ عَنهُ الجِلْدُ أنْ يَنْقَدّا

  وامشِ في شِدّة الأرض وصلابتها. وقاسيتُ من فلان الشِّدّة. وبَلَغَ أشُدَّهُ. وفلان شديد ومُتَشَدِّدٌ: بخيل، وفيه شِدّة وتشدُّدٌ. وأتانا شَدَّ النّهار وشدَّ الضّحى وهو ارتفاعه. وشَدّوا عليهم شَدّة صادِقة؛ قال خِداش بن زُهير:

  يا شَدّةً ما شَدَدْنا غَيرَ كاذِبَةٍ ... على سَخينَةَ لَوْلا اللّيْلُ والحَرَمُ

  شدق - هو أشدق: واسع الشِّدْقَين وهما نُهْيَتَا الفَم من الجانبين. وتقول: غضِبوا فانقلبت أحداقُهم وأزبدتْ أشداقُهم. ورجل أشدقُ: واسع الشِّدق، وقوم شُدْق، وفيهم شَدَق.

  ومن المجاز: خطيبٌ أشدقُ: مُفَوَّهٌ كِلّيمٌ. ومنه قيل لعمرو بن سعيد: الأشدقُ، وتَشَدّق في كلامه: تشبّه بالأشدق تَفَصُّحاً. ونزلوا بشِدق الوادي. ونزلنا بشِدق العراق: بناحيته. وأقبل سيل فأفعمَ أشداقَ الأودية.

  شدن - جارية كأنّها شَدَن: ظبْيٌ. وقد شدَن أي ترعرع. وظبيةٌ مُشدِنٌ، وقد أشدنت. وناقة شدنِيّة. وشدَن بلد أو فحل.

  شده - هو مَشدوهٌ: مشغول مدهوش، وهو في مشادِهَ: في مشاغِلَ.

  شدو - شدا من العلم شيئاً وهو شادٍ، وأخذ منه شَداً: طرفاً وذَرْواً؛ قال:

  فاطِمَ رُدّي لي شَداً مِنْ نَفْسِي

  وكذلك شَداً من الغناء، ثمّ قيل للمغنّي: الشّادي، وهو يشدو بكذا: يُغَنّي به، وذِكره يشدو به الشُّدَاه ويحدو به الحُداه.

  شذب - شَذَبَ الشجرة. ونخل مشذَّب، وطار عن النّخل شذَبه وهو ما قُطِعَ عنه.

  ومن المجاز: فرس مُشذَّب: طويل، استعير من الجذْع المشذَّب؛ قال يصف فرساً:

  بمُشَذَّبٍ كالجِذْعِ صَا ... كَ على حَواجِبِهِ خِضَابُهْ

  يعني دم الصيد. وفي الأرض شَذَبٌ من كلأ: بقيّة منه. وبقي عنده شَذَبٌ من مال. وما بقي له إلّا شَذَب من العسكر. وتشذّب القوم: تفرّقوا.

  شذذ - شذّ عن الجماعة شذوذاً: انفرد عنهم. وهو من شُذَّاذِ القوم: من الذين هم فيهم وليسوا منهم. وجاءني شُذّانُ النّاس: متَفرّقوهم.

  ومن المجاز: هو شاذّ عن القياس. وهذا ممّا شَذّ عن الأصول. وكلمة شاذّة. وأصابه شُذّانُ الحَصَى: ما تفرّق منه.

  شذر - التقط الشَّذْرَ من المَعْدِن والشُّذُورَ. وتشذّر القومُ وغيرهم: تفرّقوا. وذهبتْ غنمك شَذَر مَذَر. وأقبل يتشذّر: يتهدّد. ولبِستِ الجاريةُ شَوْذَرَها: إتبها؛ قال:

  كأنّ إذا استَقبلتَهُ أَجنِحَاتِهِ ... شَوَاذِرُ جافَتها ثُدِيٌّ نَوَاهِدُ

  شذو - السّفيهُ وأذاه كالكَلْبِ وشَذَاه؛ وهو ذِبّانه.

  ومن المجاز: لقِيتُ منه الأذى والشَّذَا، وضَرِمتْ شَذَاتُه واضطرمَتْ إذا اشتدّتْ أذاته؛ قال الطرمّاح:

  لعَلّ حُلُومَكمْ تأوِي إلَيكُمْ ... إذا شَمّرْتُ واضطَرَمتْ شَذَاتي

  وقال:

  ضَرِمُ الشَّذاةِ على الحَمي ... رِ إذا غدا صَخِب الصّلاصِلْ

  وضَرِمَ شَذاهُ إذا اشتَدّ جوعه. ونامتْ شَذَاته وماتتْ شذاته إذا كُفيَ شَرّه، والأصل شَذَا الكلب: ذبابه وهو مؤذٍ.

  شرب - شرِبَ الماءَ والعسلَ والدّواء. ورجُلٌ شَرُوب وشِرّيب، وهو من الشَّرْبِ. وسقاني بالمشْربة وهي الإناء، وهذا مَشرَب القوم ومَشربتُهم، ومنه قيل للغرفة: المَشرُبة والمَشرَبة لأنّهم كانوا يشربون فيها وهي مشاربهم. وطعام ذو مَشرَبة: مَن أكله شرِب عليه. وهو شَريبي: لمن يشاربك. وماء شَروب: يصلح للشُّرب مع بعض كراهة، وله شِرْبٌ من الماء. ومررتُ بالشَّاربة وهم الذين مسكنهم على ضفة النهر.