أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مطط

صفحة 598 - الجزء 1

  ومن المجاز: أمطر الله عليهم الحجارةَ، ومطَر في الأرض وتمطّر. ومرّ الفرسُ يَمطُر مَطْراً ويتمطّر: يعدو بشدّة كصوت المطر. وأُخذ ثوبي فلا أدري من مَطَر به. وتمطّر به فرسه. ويومٌ ماطِرٌ ومَطيرٌ. ومكان مُستمطر: محتاج إلى المطر. واستمطرتُ فلاناً: طلبتُ معروفه. والمال يَستَمْطِر: يبرز للمطر. ومنه: قعدوا في المُستمطَرِ: في المكان البارز المنكشف؛ قال:

  ويحلّ أحياءٌ وراء بيُوتنا ... حَذَرَ الصّباحِ ونحنُ بالمُستمطَرِ

  ومَطرهم خيرٌ، وما مطرني فلان بخير. ويقال: مطَرهم شرّ؛ قال مُضرّس بن رَبْعيّ:

  أتى دونَ نفعِ الغاضريّة أهلُها ... ولكنّ شرّ الغاضريّة ماطرُهْ

  وكلّمتُ فلاناً فأمطر واستمطر: أطرق وعرق جبينه. وما لك مستمطِراً؟ وإنّ تلك من فلان مَطرةٌ: عادة.

  مطط - مطّ الحرفَ: مدّه. ومطّ بهم في السير ومَطا بهم. وما رأيتُ الماء إلّا في المطائط وهي حُفر قوائم الدوابّ؛ قال:

  فلم يَبقَ إلّا نطفة في مطيطَةٍ ... من الأرض فاستَصفينها بالجحافل

  وله دِبْسٌ يتمطّط: يتمدّد لخُثورته.

  ومن المجاز: مطّ حاجبيه إذا تكبّر؛ قال:

  إذا اللّئيمُ مطّ حاجبَيهِ ... وذبّ عن حريمٍ درهميهِ

  فقُم إلى السّيفِ ومضربيهِ ... إنْ قعَدَ الدّهرُ فقُمْ إلَيهِ

  مطق - ذاقه فتمَطّق له إذا ضمّ شفتيه إليه وألصق لسانه بنطع فيه مع صوت؛ قال الأعشى:

  تُريك القذى من دونها وهيَ دونَه ... إذا ذاقَها مَن ذاقَها يَتَمَطّقُ

  وتمرُهم له مَطْقَةٌ: حلاوة يَتمطّق منها ذائقُها.

  مطل - مَطَلَ فلان حقّي، وما طلني به مَطْلاً ومِطالاً، ورجل مطّال ومَطول. وتقول: هو مسوِّف مَطول وله سوق يطول. ومطَل حديدةَ البيضةِ: مدّها؛ قال العجّاج:

  بمُرْهَفاتٍ مُطِلَتْ سَبائِكا ... تَقضّ أُمَّ الهامِ والترائِكا

  وله مَطيلة ومَطائلُ: حدائدُ ممطولة.

  مطو - مَطَوْتُ بهم في السّير. ومَطَا الرِّشاء من البئر. ورأيته قد مُطيَ في الشّمس. وركب المطيّة والمَطيّ والمطايا، وامتطاها وركب مَطَاها: ظهرَها. وتمطّى في مشيته: تبختر، وهو يتثاءب ويتمطّى، وبه ثُؤَباء ومُطَواء؛ قال المسيّب:

  بمُحالةٍ تَقِصُ الذّبابَ بطَرْفِها ... خُلِقتْ مَعاقمها على مُطَوائها

  أي لم تلقّح فهي حائل وكأنّها تمطّت فخُلقتْ على ذلك.

  ومن المجاز: تمطّى اللّيلُ إذا طال؛ قال بيهس:

  كلّما قلتُ قد تقضّى تمطّى ... حالكَ اللّونِ دامساً يَحمُومَا

  مظع - مَظَّعَ الفرعَ تمظيعاً: تركه في قشره حتى يتشرّب ماءه فلا ينشقّ ثم قشره بعد ذلك؛ قال الشمّاخ:

  فمظّعَها عامين ماءَ لحائها ... وينظرُ منها أيُّها هوَ غامزُ

  وقال أوس:

  فلمّا نجا من ذلك الكرب لم يزَلْ ... يُمَظِّعُها ماءَ اللّحاء ليَذبُلا

  أي فشرّبها ويشرّبها ماء اللّحاء، ومنه: مظّعه الغيظَ: جرّعه إيّاه.

  معج - حِمارٌ مَعّاجٌ: يشتقّ في عدوه يميناً وشمالاً. وقد مَعَجَتِ النّاقةُ براكبها. وتقول: إبلٌ نَواعج بالرّحال مَواعج.

  ومن المجاز: الريح تَمعَج في النّبات؛ قال ذو الرّمّة:

  أو نفحَةٌ من أعالي حَنوة مَعَجَتْ ... فيها الصَّبا موْهناً والرّوضُ مَرْهومُ