أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رزق

صفحة 230 - الجزء 1

  طعن وقرقرة. وفي الحديث: «من وجد رِزّاً في بطنه في الصّلاة فلينصرف وليتوضّأ». وسمعتُ رِزَّ الأنيس: صوتهم من بعيد. ورِزَّ هديرِ الفحلِ. ورِزَّ الرّعد. وقد رزّتِ السّماء تَرِزّ. وبياض مُرَزَّزٌ: معالَج بالأَرُزّ.

  ومن المجاز: وطّأتُ أمرَك عند فلان ورزّزْتُه: ثبّتّه ومهّدْتُه.

  رزق - رزقه الله الغِنى، واسترزِقِ الله يَرزقك، وهو مرزوق من كذا، وأجرى عليه رزقاً، وكم رزقك في الشّهر أي جرايتك، ورَزَقَ الأمير الجند، وارتزق الجند وأخذوا أرزاقهم ورَزَقاتهم. وأخذتُ رَزْقةَ هذا العام. وكساه رازِقِيّةً وهي ثياب من كتّان؛ قال عوف بن الخَرِع:

  كأنّ الظّبَاء بها والنِّعَا ... جَ جُلِّلْنَ من رَازِقيٍ شِعارَا

  رزم - عنده رِزْمةٌ من الثياب وهي ما شُدّ منها في ثوب واحد. وجاؤوا بالسّياط رِزَما وبالعصِيّ حُزَما؛ وقال رافع بن هريم اليربوعيّ:

  فينا بَقِيّاتٌ منَ الخيلِ صِرَمْ ... سبعةُ آلافٍ وأدرَاعٌ رِزَمْ

  ورزّمتُ ثيابي ترزيما وحزّمتُها تحزيما؛ وهي من رَزَمت الشيء إذا جمعته رَزْماً. وفلان يرازم بين المطاعم: يخالط بينها فيأكل خبزاً مع لحم وأقطاً مع تمر، وقيل هو أن يناوب بينها فيتناول مرّة لحماً ومرّة لبناً ومرّة حارّاً ومرّة بارداً. والإبل ترازم بين الحَمض والخُلَّة: تناوب بينهما؛ وقال الرّاعي:

  كلي الحمض بعد المقحَمين ورازِمي ... إلى قابلٍ ثمّ اعذري بعدَ قابِلِ

  بعد الذين أقحمتهم السنة إلى الأمصار. و «لا أفعل ذلك ما أرزمت أمُّ حائل»: ما حَنّتْ. ولها رَزَمَةٌ شديدة. وفي مثَل: «رَزَمة ولا دِرّة» لمن يُمَنّي ولا يفعل. وبعير رازم رَازِحٌ: شديد الإعياء. وهبّتْ أمُ مِرْزَم وهي الشَّمال لأنّها تأتي بنوء المرزم ومعه المطر والبرد؛ قال صخر الغيّ:

  كأنّي أُراهُ بالحَلاءةِ شاتِياً ... تُقشِّرُ أعلى أنفِه أُمُ مِرْزَمِ

  وقال آخر:

  أعدَدتُ للمِرْزَمِ والذّرَاعَينْ ... فرْواً عُكاظيّاً وأيَّ خُفَّينْ

  ومن المجاز: أرزم الرّعدُ، وأَرزَمتِ الرّيحُ، وسمعتُ رَزَمةَ الرّعد والرّيح. وسماء رَزِمة ومُرزِمَة، وأتاك خير له رغاء وخير له رَزَمة أي خير كثير؛ وقال جرير:

  واللّؤمُ قد خَطَمَ البَعيثَ وأرْزَمتْ ... أمُّ الفرَزْدَقِ عندَ شرّ حُوَارِ

  أراد بالحوار الفرزدق. وفي الحديث: «إذا أَكلتم فرازِموا». أي ناوبوا بين الأكل والحمد كما ترازمون بين الطعامين، كما جاء: أكلٌ وحَمدٌ خيرٌ من أكل وصمت.

  رزن - دينارٌ وزِينٌ رزين، ودنانيرُ رِزانٌ. ورَزَّن الشيءَ بيده: ثقّله.

  ومن المجاز: رَزُنَ فلان في مجلسه وهو رزين: حليم وقور، وفيه رزانة وزكانة. وهو رزين الرأي: وزينه. وامرأةٌ رَزَانٌ، ولا يقال: رزينة.

  رسب - رأيتهم من بين طافٍ وراسب، وقد رسب في الماء: ذهب سُفلاً رسوباً.

  ومن المجاز: سيف رَسُوبٌ ومِرْسَبٌ: يغيب في الضريبة، وسمَّى خالد بن الوليد سيفاً له مِرْسباً، وقال: ضربتُ بالمرسبِ رأس البِطريقْ بصارمٍ ذي هَبّةٍ فتيقْ؛ وهذا تسجيع ليس بشعر لاختلاف ضربيه اختلافاً خارجيّاً أحدهما مقطوع مذال والآخر مكبول وهما سلْبِطْرِيقِ وفتيقي. ورسَبَتْ عيناه: غارتا. وجبل راسب: ثابت في الأرض راسخ.

  رسح - به رَسَحٌ وزَلَلٌ: خفّة عَجُزٍ. وذئب وسِمْعٌ أرْسَحُ وأَزَلُّ، وامرأة رسحاء. وقيل لأعرابيّة: ما بالكن رُسْحاً؟ فقالت: أرسحَتْنا نار الزَّحْفَتَين.

  رسخ - رسخ الشيءُ: ثبت في مكانه رسوخاً. وجبل راسخ، ودمنة راسخة؛ قال لبيد:

  رَسَخَ الدِّمْنُ على أعضَادِه ... ثلَمَتْهُ كلُّ رِيحٍ وسَبَلْ

  ومن المجاز: رسخ الحبر في الصحيفة. والرقُّ الدهين