أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خول

صفحة 178 - الجزء 1

  وتخوّفه: تنقَّصه وأخذ من أطرافه؛ قال زهير:

  تخَوّفَ السّيرَ منها تامِكاً قَرِداً ... كما تخَوّفَ عُودَ النَّبعَةِ السَّفَنُ

  معناه نقّصَه قليلاً قليلاً على مهل كأنّما يخافه. ويقال: تخوّفتنا السّنة. وتخوّفني حقّي إذا تهضَّمك {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ} أي يصابون في أطراف قراهم بالشرّ حتى يأتي ذلك عليهم.

  خول - خوّله الله مالاً؛ قال أبو النّجم:

  كُوم الذّرَى مِن خَوَلِ المُخَوَّلِ

  ولفلان خيل وخَوَل أي حشم، جمع خائل. يقال: فلان خائلُ مالٍ أي راعيه ومصلحه، وقد خال المالَ يخوله خَوْلاً. وهو يخُول على أهله: يرعى عليهم أغنامهم ويكفيهم؛ قال:

  وَلا تحسَبنْ أنّي لأُمِّكَ خائل

  ويقال للقهارمة: الخُوّال. «وكان رسول الله ÷ يتخوّل أصحابه بالموعظة». يتعهدهم بها. وفلان تخَدّم بني فلان واستخولهم أي اتخذهم خَوَلاً. وأدلى بالخؤولة والعمومة، وهو مُعَمٌ مُخْوَلٌ ومِعَمٌ مِخْوَلٌ، وتعمّمت عمّاً، وتخَوّلت خالاً واستخولته، يقال: استخولْ خالاً غير خالك.

  ومن المجاز: جاؤوا الأوّل فالأوّل ثمّ تفرّقوا أخول أخول؛ وكان أصله في الرعاة يتفرّقون في الكلإ فيأخذ هذا في شق وهذا في شق وكلّهم يقول: أنا أخول من الآخرين أي أحسن رعيةً وتعهّداً للمال؛ قال البعيث:

  ودافعتُ عن ذوْد الخِصاف بن ضَمْضَمٍ ... وقد قُسمَتْ في الجيش أخول أخولا

  خون - خانه في العهد، وخانه العهد. {لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ}؛ قال أوس:

  خانَتْكَ منهُ ما علمتَ كما ... خانَ الإخاءَ خَليلُهْ لُبَدُ

  وهو شديد الخون والخيانة والمخانة. وتقول: استبدل بالنصح المخانه وبالستر المجانه، واختانَ المالَ، واختان نفسه، وهو خَوّان، وقوم خَوَنَة، وكفاك من الخيانة أن تكون أميناً للخونة. وخَوّنَه: نسبه للخيانة، وكان فلان أميناً فتخوّن.

  ومن المجاز: خانه سيفه: نبا عن الضريبة. وقيل في الرمح: أخوك وربّما خانك. وخانته رجلاه إذا لم يقدر على المشي؛ وقال زهير:

  غربٌ على بَكْرَةٍ أوْ لُؤلُؤٌ قَلِقٌ ... في السِّلكِ خانَ به ربّاته النُّظُمُ

  وخان الدلوَ الرّشاءُ إذا انقطع؛ قال ذو الرّمّة:

  كأنّها دَلوُ بئرٍ جَدّ ما تحُها ... حتى إذا ما رآها خانها الكَرَبُ

  وإنّ في ظهره لخوناً أي ضعفاً وهو من خانه ظهره. وتخوّن فلان حقّي إذا تَنقَّصه كأنّه خانه شيئاً فشيئاً، وكلّ ما غيّرك عن حالك فقد تخوّنك؛ قال لبيد:

  تخَوّنَها نُزُولي وارتحالي

  وأما تخوّنته: تعهدته فمعناه تجنّبت أن أخونه. «وكان رسول الله ÷ يتخوّنهم بالموعظة». والحمّى تتخوّنه: تتعهّده وتأتيه في وقتها. و {يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ} وهي النظرة المسارقة إلى ما لا يحلّ. وفَرَسَه الخوّانُ أي الأسد. وأعوذ بالله من الخوّان وهو يوم نفاد الميرة.

  خوي - خَوَى المنزلُ: خلا خَوَاءً، ودار خاوية، وخوى البطنُ خَوًى: خلا من الطعام، وأصابه الخَوَى أي الجوع. وخوَى رأسه من الدم لكثرة الرّعاف. وخوّى البعيرُ: تجافى في بروكه. وخوّى الرجلُ في سجوده. وخوّى عند جلوسه على المجمر وهو أن يبقيَ بينه وبين الأرض خَواء. يقال: هذا مُخَوّى بعيرك. ودخل في خَواء فرسه وهو ما بين يديه ورجليه؛ قال أبو النجم يصف الظليم:

  هاوٍ تضلُّ الرّيحُ في خوائِهِ

  وخوّى الطائرُ: بسط جناحيه ومدّ رجليه عند الوقوع.

  ومن المجاز: خَوَى النوءُ. وخَوَتِ النجوم: خلت من المطر وأخلفت. ويقال: أخوتْ وخَوّتْ؛ قال:

  وأخوَتْ نجُوم الأخْذِ إلّا أنِضَّةً ... أنِضّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطرُها يُثرِي

  خيب - خاب الرجل، وخيّبه الله، وخاب سعيه وأملُه،