أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خلع

صفحة 172 - الجزء 1

  إلى الأرض: اطمأنّ إليها وسَكَن.

  خلس - خلس الشيءَ من يده واختلَسَه، وأسرعُ من قُبلة الخَلْسِ، وطعنَةٌ خَلْس، ولا قَطعَ في الخُلسة، وأخذها بين الحُذَيّا والخُلْسَة، وهذه خُلْسَةٌ فانتهزها أي فرصة. وخالستُه الشيءَ وتخالساه، والقرنان يتخالسان نفسيهما؛ قال أبو ذؤيب:

  فتَخَالَسا نَفسَيهِما بنَوَافِذٍ ... كنوافِذِ العُبُطِ التي لا تُرْقَعُ

  وشَعَرٌ خَليسٌ ومُخْلِسٌ، وقد خَلَسَ وأخلَس: اختلط شمطه وسواده.

  ومن المجاز: نباتٌ خَلِيسٌ ومُخْلِس: اختلط يابسه وأخضره، ومنه الدّجاج الخِلاسي الذي بين الهندي والفارسي، والولد الخِلاسيّ الذي بين أبوين أسود وأبيض.

  خلص - خَلَصَ الشيءُ خُلُوصاً فهو خالص، وخَلّصته: صفّيتُه. واستخلص الشيءَ لنفسه. وياقوت مُتخلَّص: مُتنقَّى. وهذه خُلاصة السمن أي ما خلص منه.

  ومن المجاز: أخلص له المودّةَ، وأخلص لله دينَه، وخَلّص لله دينَه، وهو عبد مُخْلِص ومُخَلِّص. وخالصتُه الودّ. وخالص الله دينَه. ويقال: خالِص المؤمنَ وخالق الكافرَ. وتخالَصوا. وهو خالِصَتي وخُلْصَاني، وهؤلاء خُلْصاني، وهذا الشيء خالصةٌ لك. ونطق بشهادة الإخلاص وهي كلمة الشهادة. وهذا ثوب خالص إذا كان صافي البياض. وعليه قباء أزرق خالص البطانة: أبيضها؛ قال الذبياني:

  يصونون أجساماً قديماً نَعيمُها ... بخالصَةِ الأردانِ خُضرِ المَناكبِ

  وخَلَصَ من الورطة خَلاصاً: سلم منها سلامة الشيء الذي يصفو من كدره وتخلّص منها. وتخلّص الظبي والطائر من الحبالة. وخلّصه الله. وخلّص الغزلَ الملتبَس. وخَلَص بنفسه. والزبد خِلاص اللبن أي منه يُستخلَص، بمعنى يُستَخرج. وخَلَصَ من القوم: اعتزلهم. وخَلَصَ إليهم: وصل. وخَلَص إليه الحزنُ والسرور.

  خلط - خَلَطَ الماءَ بالشراب، وخالطَه الماءُ وخَلّطَه واختلط به. وجَمَعَ أخلاط الدواء، الواحد خِلط. وعلفته الخليط وهو تِبن وقَتٌ مختلطان. وهو يبيع مخلّط خراسان.

  ومن المجاز: خالطت فلاناً، وهو خليطي، وهم الخليط المجاور؛ قال الطرمّاح:

  بانَ الخَليطُ بسُحرةٍ فتَبَدّدوا ... والدّارُ تُسعَفُ بالخَليط وتُبعَدُ

  وهو خليطه في التجارة وفي الغنم أي شريكه. وبينهما خُلْطَةٌ. وهم خُلطاؤه. ورجُل مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ. واختلط القوم في الحرب وتخالَطوا: تشابكوا. وخالط الذئبُ الغنمَ. وهو في تخليطٍ من أمره. وجمعَ مالَه من تخاليطَ. وخالط المرأة خِلاطاً، وخالط الفحلُ الناقة، واستخلط الفحلُ، وأخلطه صاحبه: أدخل قضيبه في الحياء. وخالط الدواءُ جوفه. وخالطه السهمُ. وخُولط في عقله واختلط. ورجل خَلِطٌ: يتحبّب إلى الناس ويختلط بهم، وقد خالطهم وخالقهم؛ قال طرفة:

  خالِطِ النّاسَ بخُلقٍ واسِعٍ ... لا تكُنْ كلباً على النّاس يَهِرّ

  خلع - خَلَعَ الرجلُ ثوبه ونعله. وخلع الفرس عذاره. وخلع عليه إذا نزع ثوبه وطرحه عليه. وكساه الخِلْعة والخِلَعَ. وشواء مُخَلَّع: خُلعتْ عظامه. وتزَوّدوا الخَلْعَ وهو اللحم تُخلع عظامُه ثمّ يطبخ ويُبزَّر.

  ومن المجاز: خَلَعَ فلان رسنه وعذاره فعدا على النّاس بشرّ. وخلع دابّته في الجَشَر: أرسله. وخلَعَ الوالي العاملَ، وخَلَعَ الخليفةَ، وقيل للأمين المخلوع. وخالعتْ فلانة بعلَها، واختَلَعَتْ منه، وهي خالع ومختلعة، وخَلَعها زوجُها. وفي الحديث: «المختلعات هنّ المنافقات». وهن اللّواتي يخالعن أزواجهن من غير مضارّة منهم، ونساء خوالع؛ قال ذو الرّمّة:

  إذا الصّبحُ عن نابٍ تَبَسّمَ شِمْنَهُ ... بأمثالِ أبصارِ النّساء الخَوالِعِ

  وكان الرجل في الجاهليّة إذا غلبه ابنه أو من هو منه بسبيل جاء به إلى الموسم ثمّ نادى: «يا أيّها النّاس هذا ابني فلان وقد خلعته فإن جَرَّ لم أضمَنْ، وإن جُرَّ عليه لم أطلب» يريد قد