أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

دلف

صفحة 193 - الجزء 1

  ملساء برّاقة. وصخرة مُدَلَّصة. وقد دلَّصَتْها السيول: ملّستها؛ قال ذو الرّمّة:

  إلى صَهوَةٍ تحدو مَحَالاً كأنّهُ ... صفا دلَّصَتْهُ طَحْمة السيل أخلَقُ

  وشيء دَليصٌ: برّاق. ودَلَصْتُه ودلَّصْتُه: ذهّبتُه فصار له بريق. واندلص الشيء من يدي: انملص وسقط. ودَلَّص فلان ولم يُوعب إذا جامع فيما دون الفرج أي حواليه ولم يولج وهو التزليق والتدحيض.

  دلع - أدلَعَ لسانَه ودَلَعَه، ودَلَعَ بنفسه واندلع: خرج واسترخى من كرب أو عطش، كما يَدْلَعُ الكلب. وفي حديث بَلْعَمَ: «إنّ الله لعنه فأدلع لسانه فسقطت أسلته على صدره».

  ومن المجاز: اندلع السيف من غمده واندلق.

  دلف - دَلَفَ الشيخُ والمقيَّدُ دليفاً ودُلُوفاً، وهو فوق الدّبيب، وشيخ دالف، وعجائز دوالف؛ قال طرفة:

  لا كَبيرٌ دالِفٌ من هَرَمٍ ... أرهبُ النّاسَ ولا كَلُّ الظُّفُرْ

  وجاء يدلف بحمله لثقله.

  ومن المجاز: جمل دلوف: سمين يَدْلِفُ من سمنه. ونخلة دلوف: كثيرة الحمل كمن يدلف بحمله. وسهم دالف.

  دلق - دَلَقَ السيفُ دُلُوقاً: خرج من غمده من غير أن يُسلّ، واندلق، وسيف دالق؛ قال:

  أبيَضُ خرّاجٌ من المآزِقِ ... كالسيف من جفن السلاح الدالقِ

  وقال ابن مقبل:

  دلوق السُّرَى ينضُو الهماليج مشيُها ... كما دَلَقَ الغمدُ الحسامَ المهنّدَا

  أخرجه بسرعة حين أكله. وبينما هم آمنون إذ دَلَقَ عليهم السيلُ. ودلقت عليهم الخيل واندلقت، وخيل دوالقُ ودُلُقٌ؛ قال طرفة:

  دُلُقٌ في غارَةٍ مَسفوحَةٍ ... كرِعال الخيلِ أسراباً تَمُرّ

  ودَلقوا عليهم الغارةَ: شنّوها. ودلَق البعيرُ شقشقته: أخرجها. وضربه فاندلقت أقتاب بطنه.

  دلك - كلّ شيء مرَسته فقد دلَكتَه. ودَلك السنبلَ حتى انفرك: قشره من حبّه. ودَلَكَتِ المرأة العجين. ودلَك الثوب: ماصه ليغسله. ودلَك العود: مرنه. ودلك الخفّ على الأرض. ودلَكه الدلّاك في الحمّام. وأطعِمنا من التّمرِ الدّليك وهو المَرِيسُ. ويقال للحَيْس: الدليكة. وفلان يأكل دليكاً من نِحْيِ أهله. وتدلّكَ بدَلُوكٍ من نورة أو طيب أو غيره.

  ومن المجاز: بعيرٌ مدلوكٌ: قد عاود السفر ومَرَن عليه. وقد دلَكتْه الأسفار؛ قال:

  عَلِّ عَلاواكَ على مَدلُوكِ ... على رَجيعِ سَفَرٍ مَنهوكِ

  جمع عِلاوة، كهَراوى في هِراوة. وفرس مدلوك الحَجبة إذا لم يكن بها إشراف، كأنّما دُلكت دلْكاً. ودَلكتِ الشمس دُلوكاً: زالت أو غابت لأن الناظر إليها يدلِك عينه، فكأنّها هي الدالكة. ودالك غريمه: ماطله، مثل داعكه. تقول: ما هذه المداعكة والمدالكة؟

  دلل - دلّهُ على الطريق، وهو دليل المفازة وهم أدلَّاؤها، وأدللت الطريق: اهتديت إليه. وتدلّلتِ المرأة على زوجها، ودَلّتْ تدِلُ، وهي حسنة الدّلّ والدّلال، وذلك أن تريه جرأة عليه في تغنّج وتشكّل، كأنّها تخالفه وليس بها خلاف. وأدلّ على قريبه وعلى من له عنده منزلة، وأدلّ على قِرنه، وهو مدلّ بفضله وشجاعته، ومنه أسد مدلّ. ولفلان عليّ دلال ودالّة، وأنا أحتمل دلاله؛ قال:

  لعمرُك إنّي بالخَليلِ الذي لهُ ... عليّ دَلالٌ واجبٌ لمفجَّعُ

  ومن المجاز: «الدالّ على الخير كفاعله». ودلّه على الصراط المستقيم. ولي على هذا دلائل. وتناصرت أدلّة العقل، وأدلّة السمع. واستدلّ به عليه. واقبلوا هدى الله ودِلِّيلاه.

  دلم - هم أجْوَرُ من الترك والدَّيْلَم وجوارهم من الإدّ الصَّيلم؛ ورجل أدلم: أسود طويل، ورجال دُلْمٌ. والدُّلمة: لون الفيل.