أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زلخ

صفحة 273 - الجزء 1

  كالرّواغي في جمع الراغية بمعنى الرُّغاء لأن زُقاءها يثقل على الأحبّة والسُّمَّار؛ وقال:

  فإنْ تَكُ هامَةٌ بِهَرَاةَ تَزْقُو ... فقَد أزْقَيتَ بالمرْوينِ هامَا

  زكر - معه زُكْرة من خمر أو خلّ وهي وعاء من أَدَم.

  ومن المجاز: تزكَّر بطنُه: امتلأ حتى صار كالزُّكْرة. وزكَّر القِربةَ ووكَّرها: ملأها.

  زكم - به زُكام وزُكْمَة وقد زُكم فهو مزكوم.

  ومن المجاز: زَكَمَ بالنّطفة: حذف بها كمخطة المزكوم. ولفلان زُكْمَةُ سوء أي ولد غير صالح. وهو ألأم زْكْمَةٍ في الأرض أي أحقر نطفة. ولعن الله أُمّاً زَكَمَتْ به. ويقال للعِجْزَة: هو زُكْمَة ولد أبويه.

  زكن - رجل ذَهِنٌ زَكِنٌ: فرّاس، وفيه زَكَنُ إياس، وهو «أزكن من إياس». وفي كلام سيبويه: وتقول لمن زكِنتَ أنّه يقصد مكّة: مكّةَ واللهِ. ويقال: قد زَكِنتُ بك كذا وأزكنتُ. وغفل عن الشيء فأزكنته: فطّنته، وزاكنتُه: فاطنته؛ وقال قَعنب:

  ولَنْ يراجعَ قَلبي حُبُّهم أبَداً ... زَكِنْتُ منهم على مثلِ الذي زَكِنُوا

  فضمنه معنى وقفت واطّلعت، ورُوي: زكِنتُ من بغضهم مثل ... وعن ابن دَرَسْتَوَيْه: زكِن فلان وزكَّن: حزَر وخمّن، وفلان زَكِنٌ ومُزكِّن وصاحب إزكان.

  زكو - زرعٌ زاكٍ ومالٌ زاكٍ: نامٍ بيّن الزَّكاء، وقد زَكَا الزّرعُ وزَكَتِ الأرضُ وأزكتْ، وأزكى الله مالك وزكّاه. ويقال: أخَساً أم زَكاً.

  ومن المجاز: رجلٌ زَكِيٌ: زائد الخير والفضل بيّن الزّكاء والزّكاة. {وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً}. وقوم أزكياء، وقد زَكَوْا. وزكّى نفسه: مدحها ونسبها إلى الزّكاء. وزكّى الشهودَ: عدّلهم ووصفهم بأنّهم أزكياء، وزكّاه فتزكّى، وتزكّى فلان: طلب أن يُعدّ في الأزكياء. وزكّى الرجلُ مالَه تزكية: أدّى زكاته لأنّه ينميّه بما يبارك الله له فيه {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ}. وهو مُصَدِّق بني فلان ومُزكّيهم: آخذ صدقاتهم وزكواتهم، وقد زكّاهم وصدّقهم، وتزكّى الرجل: تصدّق. ولفلان عمل زاكٍ، وقد زكا عمله إذا فضل.

  زلج - مكان زَلَجٌ وزَلْجٌ: زَلَقٌ؛ وقد زَلجَتْ رجله تَزْلِج زُلُوجاً وتزلّجتْ، وهذه مَدْحَضة تزلِج فيها الأقدام، وأزلج قَدَمَه. وأزلجَ الباب: علّقه بالمِزلاج. ويقال: المِزلاج يُعلَّق به الباب ولا يُغَلَّق.

  ومن المجاز: زلَج الماءُ عن الحنجرة؛ قال ذو الرّمّة:

  حتى إذا زَلجَتْ عن كلّ حنجرَةٍ ... إلى الغَليلِ ولم يَقصَعنَهُ نُغَبُ

  وسهم زالجٌ: يزلج على وجه الأرض ثمّ يمضي، وأزلجه صاحبه، وفي مثل: «لا خيرَ في سهم زَلْجٍ». وزلَج في مشيه: أسرع. وزلَج من فيه كلام، وزلّج من فيه كلاماً ثمّ ندم عليه. وتقول: ربّ كلمة عوراء زلجَتْ من فيك ثمّ زَلَّجَتْ قدَمَك في مقام تلاقيك. ورجل مزلَّج: لئيم مدفَّع عن المكارم مزلَّق عنها. ومنه عيش مزلَّج وعطاء مزلَّج وحُبٌ مزلَّج: دونٌ.

  زلخ - مكانٌ زَلْخٌ: دحضٌ؛ قال يصف ساقيَ إبل وقع في البئر:

  قامَ على مترَعةٍ زَلْخٍ فزَلّ ... يا لَيتَهُ أصْدرَها فيها غُلَلْ

  ولم يُدَلِّ رِجْلَهُ حَيثُ نَزَلْ

  وتقول: رمى الله بالزُّلَّخَه مَن طعن في المشيخه؛ وهي وجع في الظّهر لا يتحوّل من شدّته؛ قال:

  كأنّ ظَهري أخَذتهُ زُلَّخَهْ ... لمّا تَمَطّى بالفَرِيّ المِفضَخَهْ

  تَفْضَخ الظّهر لثقلها.

  زلز - أخذه عَلَزٌ وزَلَزٌ: قلق.

  زلع - تزلّعتْ يده: تشقّقت. ويقال: في ظاهر يده زَلَع وفي باطنها كَلَع؛ وهما الشُّقاق.

  زلف - له زُلفة وزُلفَى، واحتمل فلان الكُلَف حتى نالَ الزُّلَف. وأزلفته: قرّبته، وأزلفني كذا عند الأمير، وازدلف