أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

لغو

صفحة 568 - الجزء 1

  وردتهُ قبلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ ... وقبل جَوْنيّ القطا المخطَّطِ

  لغم - رمى البعيرُ بلُغامه والزبد على مَلاغمه؛ وأنشد ابن الأعرابيّ:

  بملغميها زَبَدٌ كالبُرْسِ

  وهو ما حول الفم، ولغَم البعيرُ يلغَمُ.

  ومن المجاز: تلغّمتِ المرأةُ بالطّيب: جعلته على ملاغمها. وإنّها لحَسَنة المَلاغِم والمَراغِم وهي طرف الأنف وما حوله إلى الشفتين. وتلغّموا بذلك: تحدّثوا. وما زلتُ أتلغّم بذكرك أي أحرّك به مَلاغِمي.

  لغو - لغا فلان يلغو، وتكلّم باللّغو واللَّغا. وتقول: زاغ عن الصّواب وصغا وتكلّم بالرَّفَثِ واللَّغا، ولَغَوتُ بكذا: لفظتُ به وتكلّمتُ. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم: فاستنطقهم، وسمعتُ لَغواهم؛ قال الراعي يصف القطا:

  قوارب الماء لَغواها مبيّنَة ... في لجّةِ الماء لمّا راعَها الفَزَعُ

  وتقول: اسمع لَغواهم ولا تخف طَغواهم، ومنه: اللُّغة، وتقول: لغة العرب أفصح اللّغات وبلاغتها أتمّ البلاغات. وهم يَلغون في الحساب: يغلطون. ولاغيتُه: هازلتُه، وهو يلاغي صاحبَه، وما هذه الملاغاة؟ وحلف بِلَغْوِ اليمين. وأخذوا الحاشية لَغْواً إذا لم يَعدّوها في الدّيَة.

  ومن المجاز: لغا عن الطريق وعن الصواب: مال عنه.

  لفأ - «رضي من الوفاء باللَّفَاء»: وهو ما على وجه الأرض من القماش والتراب، وهو مِن لَفَأهُ حقّه إذا انتقصه.

  لفت - التفتُ إليه وتلفّتُ؛ قال:

  تلفّتُ نحوَ الحيّ حتى وجَدتني ... وجِعتُ من الإصغاء لِيتاً وأخدَعا

  وما لي إليه مُلتَفَتٌ ومُتلَفَّتٌ، وإذا أخبرك فلا تلتفتْ لِفْتَه أي تَطّلِعْ طِلْعَه، وأخذ بعنقه فلفَتَه، ولَفَتُ ردائي على عنقي: عطفته. ولفَتُ الدقيقَ بالسّمن: عصدتُه، واتخذتُ لَفيتَةً: عصيدةً. ولِفْتُه مع فلان: صِغْوُه، ولِفْتَاهُ. وطبخ لِفْتِيّةً: سَلْجَمِيّة؛ وقال بعض الأعاريب:

  إلى طاهرٍ عَسّفتُ كلَّ تَنُوفَةٍ ... فيافٍ كلوْنِ السُّختِ ما تنبت اللِّفْتا

  ولو لا رَجائي جودَ كفّيك لم أزُرْ ... سَرَخْسَ ولا طُوساً ولم أنزل الدّشتا

  ورجلٌ ألفَتُ: أحولُ. وتيسٌ ألفتُ: ملتوي القرنين.

  ومن المجاز: لفَتُّه عن رأيه: صرفتُه. وفلان يَلفِتُ الكلامَ لَفْتاً: يرسله على عواهنه لا يبالي كيف جاء. ولَفَتَ اللّحاءَ عن العود: قشره.

  لفح - لفَحَتْه النّارُ: أحرقَتْ بَشَرَته، ولفَحَتْه السَّموم، وأصابه من الحَرّ لَفْح ومن البرد نَفْح. ورأيتُ معهم التّفّاح واللَّفّاح، وهو شيء أصفر أصغر من التّفّاح طيّب الرّيح.

  لفظ - لَفَظَ النّوى. وكأنّها لَفْظُ العَجْم ولَفيظُه: ما لُفِظ منه. ولَفَظَ اللّقمة من فيه. ورمى باللُّفاظة وهي ما يُلفَظ.

  ومن المجاز: لَفَظَ القولَ ولَفَظَ به، {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ}، ويقال: ما يَلْفِظُ بشيء إلّا حُفِظَ عليه. ولَفَظَ نَفْسه: مات، كما يقال: قاء نفسَه. وفلان لافظ فائظ؛ قال:

  وقلتُ له إن تَلْفِظِ النّفْسَ كارِهاً ... أدعْكَ ولا أدفِنْكَ حينَ تنبّلُ

  أي تموت. ولفَظتِ الرّحِمُ ماءَ الفحل. ولفَظتِ الرّحَى بالدّقيق. ولفَظت الحيّة سمّها. ولفَظتْ إلينا البلادُ أهلَها. ولفَظتْ آسادَها الأجم؛ وقال ذو الرّمّة:

  تروّحن فاعصَوْصبنَ حتى ورَدْنَه ... ولم يلفِظِ الغرْثَى الخداريّةَ الوكْرُ

  والبحر يلفِظ بالشيء إلى الساحل. والدنيا لافظة بالنّاس إلى الآخرة، والأرض تَلفِظ الموتَى. وجاء وقد لفَظ لجامه وهو مجهود من العطش والإعياء. وما بقي إلّا فُضاضةٌ ولُعاعةٌ ولُفاظةٌ: بقيّة يسيرة.

  لفع - تلفّعت المرأةُ بمِرْطها والتفعت: اشتملت، وما لها لِفَاعٌ: ما تتلفّع به، ولفّعتْ رأسَها.