أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

بدأ

صفحة 31 - الجزء 1

  بخص - عَينٌ مَبْخُوصَةٌ: عَوْراء، وبَخِصَتْ عينُه، وبخَصَها: عَوّرَها، وبعينه بَخَصٌ ولَخَصٌ وهما لحمَتان: البَخَصُ بالجَفْنِ الأسْفَل، واللَّخَصُ بالأعلى، وبَخِصَتْ عينُه ولَخِصَتْ.

  بخع - بَخَعَ الشّاةَ: بَلَغَ بذَبْحِها القَفَا.

  ومن المجاز: بَخَعَه الوَجْدُ إذا بلغَ منهُ المَجْهُودَ؛ قال ذو الرُّمّة أنشده سيبويه:

  ألا أيّهَذا الباخعُ الوَجْدِ نَفسَهُ ... لِشيءٍ نَحَتْهُ عَن يَدَيْهِ المَقَادِرُ

  وبَخَعْتُ له نَفسي ونُصْحي: جَهَدْتُهُما له. وأهلُ اليمن أبْخَعُ طاعةً. وبَخَعَ أرْضَه بالزّراعَةِ: نَهَكَها ولم يُجِمّها. وبَخَعَ لي بحَقّي إذا أقَرّ إقرارَ مُذْعِنٍ بالغٍ جُهْدَه في الإذْعانِ به.

  بخق - بخَقَ عَينَه مثلُ بخَصَها، وبَخِقَتْ: عَوِرَتْ فهي مَبْخُوقَةٌ وباخِقَة، وبه بَخَقٌ وهو أقبَحُ العَوَر وأكثره غَمَصاً؛ قال رُؤبَةُ:

  كَسّرَ من عَيْنَيْهِ تَقوِيمُ الفُوَقْ ... وما بعَيْنَيْهِ عَوَاوِيرُ البَخَقْ

  وفي الحديث: «في العَينِ إذا بُخِقَتْ مائةُ دينارٍ».

  بخل - فلان لم يَبْخَل ولم يُبَخَّلْ، وما كانت منه بَخْلَةٌ قَطُّ؛ قال عَدِيّ:

  ولَلْبَخْلَةُ الأولى لمَنْ كانَ باخِلاً ... أعَفُّ ومَنْ يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّدِ

  وفلان أصيلٌ في اللُّؤم بَخّال ما له عمّ كريمٌ ولا خال. ويقال: لا يكادُ يُفْلِحُ النّخِيل إذا أبَّرَها البَخيل. وقيل لرجل: بفلان خَبَلٌ وبأخيه بَخَلٌ. فقال: الخبَلُ أهْوَنُ من البَخَل والمُبَخَّلُ فِداء للمُخَبَّل.

  ومن المجاز: قول أبي النّجم:

  والضّامِنِينَ عَثرَاتِ الدّهرِ ... إذا السّماء بخِلَتْ بالقَطْرِ

  بخنق - بَرَزْنَ على وجوههن البَخانِق وفي أعناقهِنّ المَخانِق. وتَبَخْنَقَتِ المرأةُ: تَبَرْقَعَتْ. وأمْلَتْ عليّ أُمُّ هِبَةَ أُمُّ مَثْوَايَ بالطائف في كتابٍ اسْتَكْتَبَتْنِيهِ إلى ابنتِها⁣(⁣١) بمكّةَ خَفِرَةً تقول: لَكَمْ يا عمّتي أشكو إليكِ حَرّ العُرْيِ في وجهي فأرْسِلي إليّ من مَخَاضِبِ حِنّائكم ما أتَبَخْنَقُ به. والمُبَخْنَق من الخيل الذي أخَذَتْ غُرّتُه لَحْيَيْهِ إلى أُصُولِ أُذُنَيْه.

  بدأ - بَدَأ اللهُ الخلقَ وابتدأه، وكان ذلك في بدء الإسلام ومُبْتَدإ الأمر. وافعل هذا بَدْأً وبادئَ بَدْء وبادئَ بَدِيء. وافعله بَدْأً مَّا، تريدُ أوّل شيء. وهاتِها من ذي تُبُدِّئَتْ أي أعِد الكلمةَ أو القِصّةَ من أوّلها. وأَبْدَأَ في الأمرِ وأعَادَ، والله المُبْدِئ المُعِيدُ. وفلانٌ ما يُبْدِئ وما يعيدُ إذا لم يكن له حِيلَةٌ؛ قال عَبِيدٌ:

  أقْفَرَ مِنْ أهلِهِ عَبِيدُ ... فاليوْمَ لا يُبدي وَلا يُعيدُ

  وفَعَلَهُ عَوْداً وبَدْأً وعَوْداً على بَدْء، وفي عَوْدَته وبَدْأته. واكْتَرَيْتُ للبَدْأةِ بكذا، وللرَّجعَةِ بكذا، وأنت في بَدْأتِك أحسنُ حالاً منكَ في مَرْجِعِك. وأَمرٌ بَدِيء: عجيبٌ. وبَدَءُوا بفلان: قَدّمُوه. ومنه: هو بَدْءُ بني فلان لسيّدهم ومُقَدَّمِهم، وهم بَدْأةُ قومهم لخِيارِهم؛ قال سُوَيْدُ ابنُ أبي كاهِلٍ:

  أبَتْ ليَ عَبْسٌ أنْ أُسَامَ دَنِيّةً ... وسَعْدٌ وذُبْيَانُ الهِجَانُ وعَامِرُ

  وحَيٌّ كِرَامٌ بَدْأةٌ مِنْ هَوَازِنٍ ... لهم في المُلِمّاتِ الأُنُوفُ الفَوَاخِرُ

  وخُذْ أَبداءَ الجَزُورِ وبُدُوءَها وهي خيرُ أعضائِها؛ قال نَهْشَل بن حَرِّيّ:

  تَرَكَ البُدُوءَ منَ الجَزُورِ لأهْلِها ... وأحَالَ يُنْقي مُخّةَ العُرْقُوبِ

  وبَدَأ يَفعَلُ كذا نحوُ أنشأ يفعَلُ. وأبْدَأتُ من أرضٍ إلى أخرى، ومِنْ أينَ أبْدَأتَ. وبئرٌ بَدِيء: جديدة الحَفْر ليست بِعَاديّةٍ. وفَعَل هذا بادئَ الرأي.


(١) الى ابنتها: هكذا بالأصل ولعله إلى عمتها.