أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مدد

صفحة 585 - الجزء 1

  وأستنشئها. ومخَرْتُ الأرضَ مَخْراً: سقيتها لتطيبَ. وخرجتْ من فيه مَخْرَةٌ خبيثةٌ وهي الريح الخارجة من الجوف. وكلّ طائر دَفِرُ المَخْرَةِ؛ قال:

  كأنّ على أنيابِها بعد هَجعَةٍ ... إذا سافها العِشّيقُ مخرَةَ طائرِ

  وتقول: لأن يطرحك أهلُ الخير في المآخير خيرٌ من أن يصدّرك أهلُ المواخير، جمع ماخور وهو مجلس الرّيبة.

  مخض - مخضَ اللّبنَ في المِمخَضة فتمخّض فيها، وأمخضَ اللّبنُ: حان له أن يُمْخض، واستمخض لبنُك إذا أبطأ رُؤوبه وإذا كان كذلك لم يكد يخرج زُبده وهو من أطيب اللبن لأن زُبدَه غائب فيه، يقال: أطيبُ اللّبن المُستمخِضُ.

  ومن المجاز: تمخّضت الحاملُ ومَخَضَتْ مَخَاضاً: ضربها الطّلْق، وهي ماخِض، وهنّ مواخِض، وكثُرت في إبله المَخَاضُ: الحوامل، الواحدة خَلِفة. وهو ابن مَخاض، وهي بنت مَخاضٍ، وهنّ بنات مَخاض. ومخَض الماءَ بالدّلو إذا أكثر الاستقاء؛ قال يخاطب البئر:

  لنَمْخَضَنْ جوفَكِ بالدُّليّ ... حتى تعودي أقطعَ الأتيّ

  وتمخّض الزّمانُ بالفتن. وتمخّضَتِ السّماء: تهيّأت للمطَر. وتمخّضتْ هذه اللّيلة عن صباح سوء. وتمخّضَتْ له المنون بيوم إذا مات؛ قال:

  تمَخّضَتِ المَنونُ له بيَوْمٍ ... أنَى ولكلّ حامِلةٍ تَمامُ

  ومخضَ رأيَه حتى ظهرَ الصّوابُ. ومخض اللهُ السّنين حتى كان ذلك زُبْدتها.

  مخط - امْتَخَط وتمخّط. ومخَطتُ الصّبيَّ ومخَّطته. ومخَط الرّاعي السَّخْلة ومخّطها: مسح أنفَها؛ قال الكميتُ:

  بيَبابٍ منَ التّنائِفِ مَرْتٍ ... لم تُمَخَّطْ به أُنُوفُ السِّخالِ

  ومن المجاز: ما أوّلُك إلّا بَصْقة أو مَخْطة. وهذه الناقة مُخِطت عندنا أي نُتجت، وأصله أن النّاتج يَمْخَط الغِرْس من أنف المنتوج أي يمسحه عنه؛ قال ذو الرّمّة:

  وانْمِ القُتُود على عَيرانةٍ حَرَجٍ ... مَهْريّة مَخّطتها غِرْسَها العيدُ

  ويقال: نحن مَخَطناك غِرسَك أي نحن ربّيناك وقمنا عليك. وهذا أمرٌ أنا مخَطتُ غِرسَه أي قمتُ به. ومخَط السيفَ وامتخطَه: سلّه، وامتخطَ ما في يده: انتزعه، ومرّ برمحه مركوزاً فامتخطه. ورماه بسهم فأمخطه منه إذا أمرقه، ومخَط السّهمُ بنفسه، وسهم ماخط: مارق. وسال مُخاطُ الشّيطان، ومُخاط الشّمس: للُعابها.

  مدح - مَدَحَه وامتدحه. وفلان ممدوح ومُمْتَدَح ومُمَدَّح: يُمْدح بكلّ لسان، ومادَحه وتمادَحوا، ويقال: التّمادح التّذابح. والعربُ تتمدّح بالسّخاء. وهو يتمدّح إلى النّاس: يطلب مَدْحَهم. وعندي مَدْحٌ حسنٌ ومَديحٌ ومَدائحُ ومِدْحة ومِدَح ومَمْدَحة ومَمادِحُ وأُمْدوحة وأماديحُ؛ قال:

  لوْ كانَ مِدْحةُ حَيّ مُنشِراً أحداً ... أحيا أباكُنّ يا لَيلى الأماديحُ

  مدد - مَدّ الحبلَ وغيرَه فامتدّ، وهذا مَمَدّ الحبل؛ قال ابن مقبل:

  وللشّمسِ أسبابٌ كأنّ شُعاعَها ... مَمَدُّ حِبالٍ في خِباءٍ مُطَنَّبِ

  وتمدّد الأديمُ. وطِراف مُمَدَّد. ومادّه الثوبَ وتمادّاه. وأمدّ الجيشَ، وضمّ إليه ألفَ رَجُل مَدَداً، واستمدّوا الأمير فأمدّهم. وأمددتُ الدّواةَ بالمِداد ومددتُها. وأمددتُ ومددتُ الأرضَ بالدَّمَال والسّراجَ بالسّليط. والسّرْقين مِدادُ الأرض، والدُّهن مِداد السراج؛ قال الأخطل:

  رَأوْا بارقاتٍ بالأكفّ كأنّها ... مَصابيحُ سُرْجٍ أُوقدَتْ بمِدادِ

  ومُدّ أرضَك يا فلان، ومُدّ سراجك، وأمِدّني يا غلام ومُدّني: أعطني مَدّة من الدّواة. واستمدّ الكاتبُ من الدّواة. ومدّ النّهرُ، ومدّه نهرٌ آخر؛ قال:

  فَيْضَ خَليجٍ مَدَّه خَلِيجَانْ