أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سرج

صفحة 292 - الجزء 1

  وأنفاقاً. وسرّب سَرَباً: عمله. وسال سَرَبُ القِربَةِ وهو الماء الذي يقطر من خُرَزها، وسِقاء سَرِب وماء سرِب، وقد سَرِبَ سَرَباً، وسَرِّبِ القِربةَ: اجعل فيها ماء ليسدّ الخرز. وهو دقيق المَسْرَبة وهي الشّعر السّائل من الصدر إلى العانة. وتقول: أخدع من سَراب و «أشأم من سَراب» وهي ناقة البسوس.

  ومن المجاز: سَرِّبْ عليّ الخيلَ والإبلَ: أرسلها سُرَباً. وسرّبتُ إليه الأشياء: أعطيته إيّاها واحداً بعد واحد. وأُخضلتْ مساربُ عينيه وهي مجاري الدّمع؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  أقولُ لأسماء اشتكاءً وأخضَلتْ ... مساربَ عينيّ الدّموعُ السّواجمُ

  سرج - أسْرَجَ السّراجَ وهو الزاهر، ووضع المِسْرَجة على المَسْرَجَة، المكسورة التي فيها الفتيلة، والمفتوحة التي توضع عليها، وكأن في وجهه السُّرُجَ. والسيوف السُّرَيْجِيّة؛ قال يصف خيلاً:

  كِراماً أبَتْ أربابُها أن تَبيعَها ... وباعوا السُّرَيجيّاتِ والأسلَ السُّمرَا

  وفرس مُلجَم مُسرَج.

  ومن المجاز: سرّج الله تعالى وجهَه: حسّنه وبهّجه، ووجه مُسرَّج. والشمس سِراج النهار. والهدى سراج المؤمنين، ومحمّد رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم السّراج الوَهّاج. وإنّه لسَرّاج مرّاج: كذاب يزيد في حديثه، وقد سرَج عليّ أُسْرُوجة؛ قال:

  وإنّيَ فيما قلتُ فيهِ لَصَادِقٌ ... إذا هوَ أخطا خُطّةَ الحقّ سارجُ

  وإنّه ليسرّج الأحاديث تسريجاً، وتسرّج عليّ: تكذّب.

  سرح - سرّح الصبيانَ والدّوابّ. وسرّح إليه رسولاً. وسرّحتْ شَعرَها: مشَطته. وسرّح الشاعر الشِّعر؛ قال جرير:

  ألمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحيَ القَوَافي ... فلا عِيّاً بهِنّ وَلا اجْتِلابَا

  وأمرٌ سَريح: لا مَطل فيه. وإن خيرك لَسريح. وفعل ذلك في سَريح. وناقة سُرُح ومنسرحة: سريعة سهلة السّير، وقد انسرحتْ في سيرها. وهو منسرحٌ من ثيابه: خارج منها؛ قال رؤبة:

  مُنسَرِحٌ إلّا ذَعاليبَ الخِرَقْ

  وأنشد الأصمعي:

  ورُبّ كُلّ شَوْذَبيٍ مُنسَرِحْ ... منَ الثّيابِ غَيرَ جَرْدٍ ما نُصِحْ

  ما خِيط. وخرج إلى سَرْح له وهو المال السّارح، وسرَحه في المرعى سرْحاً، وسرَح بنفسه سروحاً. وسرَحَ السّيلُ، وسيلٌ سارح: يجري جرياً سهلاً. وسرَح البولُ بعد احتباسه: انفجر. وفرس كالسِّرحان، وخيل كالسِّراح. والدنيا ظلّ سَرْحه مشفوعة فرحتها بترحه. وفرس سُرْحوب: طويل، وخيل سراحيب.

  ومن المجاز: قولهم لامرأة الرّجل: هي سَرْحَتُه. وسرّحك الله تعالى للخير: وفّقك. وفلان يسرَح في أعراض النّاس: يغتابهم. وهو منسرح من أثواب الكرم: منسلخ. وفي مثل: «السَّراح من النّجاح».

  سرد - سرَد النّعلَ وغيرها: خرزها؛ قال الشمّاخ يصف حُمُراً:

  شكَكنَ بأحساء الذِّنابِ على هَوًى ... كما تابعتْ سَرْدَ العِنانِ الخوارِزُ

  أي تتابعن على هوى الماء. وثقَبَ الجلدَ بالمِسْرَد والسِّراد وهو الإشفَى الذي في طرفه خَرْق. وسرَد الدّرعَ إذا شكّ طرفي كلّ حلقتين وسمّرهما، ودرع مَسرودة، ولَبوسٌ مُسرَّد.

  ومن المجاز: جاؤوا عليهم السَّرْدُ وهو الحَلَق تسمية بالمصدر، ولأمة سَرْدٌ؛ قال ذو الرّمّة:

  كأنّ جُنُوبَ اللأمَةِ السَّرْدِ شَدّها ... على نَفسِهِ عبلُ الذّراعينِ مُخدِرُ

  ونجومٌ سَرْدٌ: متتابعة؛ قال:

  دَعوْتُ سعداً والنّجومُ سَرْدُ ... لرِحلَةٍ وغَيرها يَوَدُّ

  فقالَ نَمْ ما بالبِلادِ بُعْدُ ... أنّى لكَ النّوْمُ هُنا يا سَعدُ