أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ندر

صفحة 625 - الجزء 1

  نخل - نخَل الدقيقَ بالمُنخُل وبالمَناخل.

  ومن المجاز: نخَل له النصيحةَ. وبذل له نَخيلة قلبه. وفي الحديث: «لا يقبل الله إلّا نخائلَ القلوب»؛ قال عمارة:

  تَبَحّثتُمُ سخطي فغيّرَ بحثُكم ... نخيلَةَ نفسٍ كان نُصحاً ضميرُها

  ونصيحة ناخلة. وانتخل الشيءَ وتنخّله: اختاره، وهو نخيلتي من إخواني ونخيلةُ نفسي أي خيرَتي. ونخلتِ السماءُ الثلجَ.

  نخو - به نَخْوَةٌ، ونُخيَ فلانٌ، وهو منخوّ: مزهوّ. وانتخى من كذا: استنكف منه، والعربُ تنتخي من الدنايا؛ وقال ذو الرمّة:

  فرُبّ امرئ ذي نَخوَةٍ قد رمَيتُه ... بقاصِمةٍ توهي عظامَ الحواجبِ

  ندب - به نَدَبٌ من الجرح ونُدوبٌ وأندابٌ؛ قال:

  على طَليحٍ عضَّها الأقتابُ ... فهي بها من عضّها أندابُ

  وضربه فأندبه: أثّر بجلده. ونُدِبَ لكذا وإلى كذا فانتَدَبَ له، وفلان مندوبٌ لأمر عظيم ومُنَدَّب له. وأهلُ مكّة يُسمّون الرّسُل إلى دار الخلافة: المُندَّبة. وتكلّم فانتدب له فلان إذا عارضه. ونَدَبتِ الميّتَ النّادبةُ والنّوادبُ، وأطلنَ النُّدْبَة. ورجلٌ نَدْبٌ إذا نُدِب لأمر خفّ له، وأراك نَدْباً في الحوائج. وقد نَدُبت نَدابة. وفرسٌ نَدْبٌ: ماضٍ. ويقول أهلُ النّضالِ: نَدْبُنا يوم كذا أي انتدابُنا للرّمي. وبينهم نَدْبٌ: خَطَر ورِهان، ومنه: أقام فلانٌ على نَدَبٍ: على خَطَر، وأندَبَ نفسَه: أخطرها؛ قال عُروةُ بن الورد:

  أيهلكُ مُعتمٌّ وزَيْدٌ ولم أقمْ ... على نَدَبٍ يوْماً وَلي نَفسُ مُخْطِرِ

  ومن المجاز: أضرّتْ به الحاجةُ فأندبتْه إنداباً شديداً أي أثّرتْ فيه. وما نَدَبني إلى ما فعلتُ إلّا النُّصحُ لك.

  ندح - لك في هذه الدار مُنتَدَحٌ: مُتّسع. وتَنَدّحتِ الغَنَمُ في مرابضِها: امتدّتْ واتّسعتْ من البِطْنة. ونَدَحتُ المكانَ نَدْحاً: وسّعْتُه. وندَحتِ النّعامةُ أُنْدُوحة إذا فَحَصَتْ أُفْحوصةً ووسّعتها لبَيْضها، ومن ذلك: لك عنه مَنْدُوحةٌ ومُنتَدَح أي سَعَةٌ وبُدٌّ.

  ندر - نَدَر نادِرٌ من الجبل إذا خرج ونتأ. وندَر العَظْمُ: انفكّ وزال عن مكانه. ونَدَر من بيته: خرج. وسمعتُ من يقول لامرأة: ا ندري. وأندرتُه: أخرجتُه. وأصاب المطرُ الحشيشَ فندَر الرُّطبُ من أعراضِه: خرج. وشَبِعت الإبل من نادِره ونوادِره. والمال يستندر الرُّطبَ: يَتتبّعه.

  ومن المجاز: استندَرُوا أثرَه: اقْتَفَرُوه. وهذا كلامٌ نادرٌ: غريب خارج عن المُعتاد، وأسْمعني النّوادرَ، ولا يقع ذلك إلّا في النُّدْرَة، وإنّي لألقاه في النُّدرة وعلى النُّدرة والنَّدَرَى. وفلانٌ يتَنادَر علينا. وأندَرَ البِكارةَ في الدّيَة: أسقطها وألقاها. وأصْلِح نوادِر المِغْلَق: أسنانه. وأندرتُ يدَ فلانٍ عن مالي إذا أزلتَ عنه تصرُّفه فيه. وضربه على رأسه فنَدَرَتْ عينُه، وأندرَها.

  ندس - نَدَسَه بالرّمح: طعنه، ورِماحٌ نوادِسُ؛ قال جرير:

  نَدسْنا أبا مَندوسة القيْن بالقَنا ... وما رَدَمٌ من جارِ بيبةَ ناقع

  وقال الكميتُ:

  ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غارةً ... تَميمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا

  وفلان يَتَنَدَّس عن الأخبار ويَتَحَدَّس عنها: يَتَبَحَّثُ عنها ليعلم منها ما هو خفيٌّ على غيره. ورجلٌ نَدِسٌ: فَطِن، تقول: فلانٌ عاقل نَدِس وأخوه غافل دَنِس.

  ندف - قُطْنٌ مَندوفٌ وندِيفٌ ومُنَدَّفٌ.

  ومن المجاز: الدابة تَندِف في سيرها: تُسْرِع رَجْعَ يَدَيْها. ونَدَفَتِ السماءُ علينا بمطرٍ أو ثلج. ونَدف العوَّادُ بمِزْهره، وفلان نَدَّافٌ: عَوَّادٌ؛ قال الأعشى:

  جالِسٌ حَوْلَهُ النَّدامَى فما يَنْ ... فَكُّ يُؤتَى بمِزْهَرٍ مَنْدوفِ

  ورجلٌ نَدَّافٌ: كثير الأكل. ورأيتُه يَندِف الطّعامَ