أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هنف

صفحة 707 - الجزء 1

  همي - هَمَى القَطرُ والدمع يهمي، وهَمَتِ العينُ. ورأيتُ الخيل تَهمي أفواهُها دماً. وهذا من هَوامي الإبل، وهَمَتْ على وجوهها: ذهبت. وله هِميانٌ أعجرُ وهَمايينُ عُجْرٌ.

  هنأ - طعامٌ هنيء، وقد هَنُؤَ هَناءةً، وما كان هنيئاً، ولقد هَنُؤَ، وهَنَأني ومَرَأني، ويقال للآكل: هنيئاً مريئاً، ولك المَهْنَأُ، وهَنَأكَ اللهُ. وهَنَأتُهُ: أعطيته، واستهنأتُه: استَعطيتُه. وسمع الكسائيُّ أعرابيّاً يقول: إنّما سُمّيتَ هانئاً لتَهْنئ. وهَنَأ البعيرَ بالهِناء، وناقة مهنوءة؛ قال امرؤ القيس:

  لِيقتلَني وقد شعَفتُ فؤادها ... كما شعَف المهنوءةَ الرّجلُ الطّالي

  ومن المجاز: هذا أمرٌ أتاك هنيئاً. ومُلْكٌ هَنيء، وهَنّأتُهُ بالوِلاية.

  هند - سيف هُنْدُوانيّ وهِنْدُوانيّ ومُهَنَّدٌ. وأعطاه هُنَيْدَةً: مائةً من الإبل، وهِنْداً: مائتين.

  ومن المجاز: قوله:

  ونصر بن دُهمانَ الهُنَيْدَةَ عاشَها ... وخمسين عاماً ثمّ قُوّم فانصاتا

  أراد مائة سنةٍ.

  هنف - تهانف: ضحِك باستهزاء، وهانف صاحبَه مُهانَفةً.

  هينم - هَيْنَمَ هَيْنَمَةً: أخفى كلامَه. وفي النوابغ: لا تُمسِ بالرّيبة مُهينِما ولا تنسَ أنّ عليك مُهيمِنا.

  هنو - فيه هَنَاتٌ وهَنَواتٌ وهُنَيّاتٌ: خِصالُ سُوء؛ قال لبيد:

  أكرمتُ عِرضي أن يُنال بنَجوة ... إنّ البَرِيّ من الهَنَاتِ سَعيدُ

  ويا هَني ويا هَناةُ ويا هَناهُ؛ قال امرؤ القيس:

  وقد رابني قولُها يا هَنا ... هُ ويحَكَ ألحقْتَ شرّاً بشَرّ

  أي تُهْمَةً بتُهْمَةٍ. وأقمتُ عنده هُنَيّةً وهُنَيْهَةً. واقعُد هُنَا وهَنّا وهِنّا.

  هوج - رجل أهْوجُ، وامرأة هَوْجاء، وفيه هَوَجٌ: حُمْق مع طُول.

  ومن المجاز: فلان أهوجُ: شجاع يرمي بنفسه في الحرب. وهو أهوج الطُّولِ: مُفرِطه. وناقة هَوْجاء: كأنّ بها هَوَجاً لسُرْعتها لا تتعهّد مواضِعَ المَناسم من الأرض. وريح هَوْجاء، ورياحٌ هُوجٌ، ولعِبتْ بها هُوج الرّياح؛ قال ابن أحمر:

  هوجاء ليس لِلُبّها زَبْرُ

  هود - لُعِنَت الهُودُ واليَهُودُ، ويَهُود، وهادَ الرجلُ وتَهَوّدَ، وهوّدَ ابنَه. وهادَ المذنِبُ إلى الله: رجَع وتاب، هَوْداً {إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ}. وهوّد في مَشْيِه تهويداً إذا مشى مشياً ساكناً فاتراً. وفي حديث عِمْرانَ بن الحُصَينِ، رضي الله تعالى عنه: «إذا مِتُّ فأخرجتموني فأسرعوا بي المشيَ ولا تُهَوِّدوا كما تُهوّد اليهود والنصارى». وهاوده: وادعه، مهاودة، وبينهم مُهَاوَدَةٌ وهَوَادَةٌ. وما في فلان هَوادَةٌ أي لِين ورِفْق.

  هور - هوّر البِناءَ فتهوّرَ: هدَمه. وهار الجُرُفُ وانهار وتهوّر، وجُرُف هائر وهَارٍ.

  ومن المجاز: تهوّر اللّيلُ وتهوّر الشتاءُ: أدبر. وفلان يتهوّر في الأمور: يقع فيها من غير فِكْرٍ. وإنّ فيه لهَوْرَةً. وإنّه لَهَيِّرٌ.

  هوس - أسد هَوّاسٌ: طوّافٌ باللّيل مع جُرأةٍ في الطلب، وهو شديد الهَوْس. ورجل هَوّاس: أكول. وحمل على العسكر فداسهم وهاسهم. وفي رأسه هَوْسٌ: دوران ودويّ. ورجل مهوَّس: يحدّث نفسه.

  هوش - هاش القومُ هَوْشاً: هاجوا واضطربوا. وهاش أهلُ الحرب بعضُهم إلى بعض: خفّوا ونهضوا، وتهاوشوا؛ قال الطرمّاح:

  كأنَّ الخيمَ هاش إليّ منه ... نعاجُ صرائمٍ جُمِّ القرونِ

  وهاشت الخيلُ في الغارة: نفرت وتردّدت. وهنّ هوائشُ.