أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

غيظ

صفحة 460 - الجزء 1

  الملتفّة وفي الحديث: «فتسيرون إليهم في ثمانين غابة تحت كلّ غابة اثنا عشر ألفاً».

  غيث - غاثهم الله، وأرضٌ مَغيثة، وغِثْنا ما شئنا، وسقط الغيثُ في أرض بني فلان. ووقعنا على غيثٍ يقيّد الماشية أي على كلإٍ.

  غيد - امرأة غَيداء، وغادة ناعمة، وتقول: نساء جِيدٌ غيد يومُ لقائهنّ عيد. ونبات أغيد: ناعم. وهم من النّعاس غِيدٌ: مِيل الأعناق. وهو يتغايد في مشيته: يتمايل.

  غير - غار على أهله من فلان، وأنا أغار عليها من ظلّها ومن شعارها، وفلان لا يتغيّر على امرأته أي لا يغار. وأغار أهله، ورجل وامرأة غيور، ورجال ونساء غُيُرٌ وغَيارَى؛ قال الفرزدق:

  عصوا بالسّيوف المشرفيّة فيهِمُ ... غيارَى وألقَوا كلّ جفن ومِحمَلِ

  والدّهر ذو غِيَر. وشكوتُ إلى فلان فما كان عنده غِيَرٌ أي تغيير. وقبِلوا الغِيَرَ أي الدية وجمعه أغيار، وقيل: هو جمع، والواحد: غِيرَةٌ. وفي الحديث: «إلّا الغِيَرَ تريد»؛ وقال:

  لنجدعنّ بأيدينا أنُوفكُمُ ... بني أُميمَةَ إن لم تَقبَلوا الغِيَرَا

  وغيّرتُ السلطانَ: أعطيته الدية. وغايرته بسلعتي: بادلته. وأعلِم اليهوديَّ بالغِيار. ويقول السَّفْرُ: غَيِّروا يا قوم أي قفوا حتى تسوّوا رحالكم وتُغيِّروها؛ قال:

  جِدّي فما أنتِ بأرض تَغييرْ ... واعترفي لِدَلَج وتَهْجيرْ

  وتقول: جَدّوا في المسير ما لهم تغويرٌ ولا تغيير.

  ومن المجاز: جاء ببنات غَيْرٍ أي بأكاذيب؛ أنشد ابن الأعرابيّ:

  إذا ما جئتَ جاء بناتُ غَيْرٍ ... وإن وَلّيتَ أسرَعنَ الذّهابَا

  غيض - غاض ماء الركيّة، وغاضه الله، {وَغِيضَ الْماءُ}. وغَيَّض دمعَه فانهلّ، وهو مَغيض الماء.

  ومن المجاز: غاض الكرامُ غَيْضاً وفاض اللّئام فيضاً. وأعطاه غَيْضاً من فَيْض أي قليلاً من كثير.

  غيظ - فلان يغيظني ويغايظني، واغتاظ على صاحبه وتغيَّظ، وهو مَغِيظٌ مُحْنَقٌ؛ قال:

  متى تُرِدِ الشّفاء لكُلّ غيظٍ ... تكنْ ممّا يغيظك في ازدِيادِ

  ومن المجاز: البُرمةُ حليمةٌ مغتاظةٌ. وتغيّظتِ الهاجرة. وفلان يغايظ صاحبه في العمل أي يباريه ويغالبه.

  غيل - ساعدٌ غَيْلٌ ومغتال: ريّان. وهذا الصبيّ أفسدتْه الغِيلة وهي إرضاعه على حَبَلٍ. وقد أغالتْه وأغْيَلَتْه، وصبيّ مُغال ومُغْيَلٌ. وقالت امرأة: ما سقيتُه غَيْلاً ولا حرمتُه قَيْلا. وتقول: إذا أرضعتِ ولدكِ غِيلَه فكأنّما قتلْته غِيله. وتغيّل الأسدُ الشجرَ: دخله واتخذه غِيلاً.

  غيم - أغامتِ السماء وتغيّمت وغيّمت. وتقول: هو كالسماء غَيَّمتْ فدَيَّمَتْ. وفلان عَيْمانُ غَيْمانُ؛ قال مالك بن نويرة:

  لعمريَ إنّي وابن جارودَ كالذي ... أراقَ شَعيبَ الماء والآلُ يبرقُ

  فلمّا بَغاهُ خَيّبَ اللهُ سعيَه ... فأمسَى يغضّ الطّرفَ غَيمان يشهق

  وفي الحديث: إنّه كان يتعوّذ من العَيْمة والغَيْمة والأَيْمة. ويقولون: أفاق غَيْمُ الإبل إذا ذهب عطشها، ورجعتْ من الوِرد بغَيْمها إذا لم تَرْوَ.

  ومن المجاز: غيَّم علينا اللّيل إذا أظلم.

  غيي - تقول: أنت بعيد الغاية في صواب الرأي، ومن شأن السُّبَّقِ بُعْدُ الغاي، جمع: غاية. وأظلّتني هموم كأنّها غَياية وهي كلّ ما أظلّك من غمامة أو عجاجة أو نحوهما. وفي الحديث: «تجيء البقرة وآل عِمران يوم القيامة كأنّهما غَيايتان أو غمامتان». ومنها: غايَوا فوق رأسه بالسيوف مُغاياة. وتَغَايَا عليه الطير إذا رنَّقتْ فوقه. وتقول: بلّغك الله في العلم والعمل الغايتين، وأظلّك يوم الدين بظلّ الغيايتين. واجتمع تحت غايته كذا ألفاً أي تحت رايته.