أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حفن

صفحة 134 - الجزء 1

  وحَفّ النّباتُ حُفُوفاً: يَبِسَ. وحَفّتْ أرضُنا وقَفّتْ، وأرضٌ حافّةٌ. وعن بعض العرب: أتوْنا بعصيدة قد حَفّتْ، فكأنّها عَقبٌ فيه شِقَاقٌ. وسويقٌ حَافٌ: غير مَلْتُوت.

  ومن المجاز: فلان يَحُفّنا ويَرُفّنا أي يضمّنا ويؤوينا. وهو في حُفُوفٍ من العيش وحَفَفٍ. وحَفّ رأسُه: بَعُد عهدُه بالدُّهْنِ. وقوم مَحْفُوفُون، وقد حَفّتْهم الحاجةُ.

  حفل - حَفَلَ القومُ واحتَفَلوا: اجتمعوا. ولا تُنْكِرْ على أحد في الحَفْلِ. وهذا مَحْفِلُ القوم ومحتَفَلُهم. وشاعَ الحديثُ في المَحَافِلِ. وحَفَلَ الماءُ في الوادي، وحَفَلَ الوادي إذا كثر ماؤه. وضَرْعٌ حافِلٌ، وضروعٌ حُفَّلٌ وحَوَافِلُ. وحَفّلَ الشّاةَ: جمع اللبن في ضرعِها ليُرَى حافِلاً. ونهَى عن بيع المُحَفَّلَةِ.

  ومن المجاز: احتَفَل في الأمر إذا احتَشَد واجتهد. واحتَفَلَ الفرسُ في حُضْرِه: جَدّ فيه كما يقال: جَمَعَ نفسَه؛ قال امرؤ القيس:

  كأنّها حينَ فاضَ الماءُ واحتَفَلَتْ ... صَقْعَاءُ لاحَ لها بالصَّرْحَةِ الذّيبُ

  وحَفَلَتِ السَّماءُ: جَدَّ وَقْعُها. وطريقٌ مُحْتَفِلٌ: عظيمٌ مستَبين. وهذا ثوبٌ يَحْفِلُ الوجهَ أي يظهر حسنَه ويَجمعه؛ قال بشر:

  رأى دُرّةً بيضاء يَحْفِلُ لَوْنَهَا ... سُخامٌ كغِرْبانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ

  وقال ابن مُقْبِل:

  سبَتْني بعَيْنَيْ جُؤذَرٍ حَفَلَتْهُما ... رِعَاثٌ وبَرّاقٌ مِنَ اللّوْنِ واضحُ

  واحتَفَلَ وتحفّل: تزيّن، ولبس ثيابَ الحَفْلَةِ أي الزينة.

  حفن - أعطاه حَفْنَةً من الدقيق وهي ملء الكفّين. وحَفَنْتُ له حَفْنَتَين، وثلاثَ حَفَنَاتٍ. واحتَفَنْتُه: أخذتُه لنفسي.

  ومن المجاز: في الحديث: «إنّما نحن حَفْنَةٌ من حَفَنَاتِ رَبّنا». واحتَفَنْتُ الرجلَ: اقتلعتُه من مكانه. واحتَفِنْ من كذا: استكثرْ منه.

  حفو - هو حَافٍ بَيّن الحُفْوَة والحِفْوَة والحَفَاء، وهم حُفَاةٌ. وهو أفضل من كلّ حافٍ ونَاعِلٍ. وهو حَفٍ بيّن الحَفَاء. وقد حَفيَ من كثرة المشي. وحَفيَ الفرسُ: انسحَجَ حافرُه. وأحْفَى الراكبُ: حَفيَ دابّتُه. وأحْفَى شاربَه: ألزق حَزَّه. واحتَفَى القومُ المرعى: لم يتركوا منه شيئاً.

  ومن المجاز: أحْفَى في السؤال: ألحَف، وسائل مُحْفٍ مُجْحِفٌ: ملحٌّ مُلْحِف. وأحْفَيْتُ إليه في الوَصيّة: بالغتُ. وهو حَفيٌ عن الأمر: بليغ في السؤال عنه {كَأَنَّكَ حَفِيٌ عَنْها}؛ وقال الأعشى:

  فإنْ تَسألي عنّي فيا رُبّ سائِلٍ ... حَفيٍ عن الأعشى به حيثُ أصْعَدَا

  واستَحْفَيتُه عن كذا: اسْتَخْبَرْتُه على وجه المبالغة. وتحَفّى بي فلان، وحَفيَ بي حِفَاوَةً إذا تلطّف بك، وبالغ في إكرامك، وهو حسن التّحَفّي بقومه، وحَفيٌ بهم؛ وأنشد الأصمعي:

  فتَحَفّى به وَوَحّى قِرَاهُ ... فأتاه به غَرِيضاً نَضِيجَا

  وفلان وفيٌ حفيٌ خيره جليٌّ خفيٌ.

  حقب - كأنّ رحلي على أحْقَبَ، وهو الذي في مكان الحَقَبِ منه بياض، وهو حبل يلي الحَقْوَ. والأتان حَقْبَاءُ، والجمع حُقْبٌ؛ قال ذو الرُّمّة:

  حُقْبٌ سَماحيجُ في أحشائِها قَبَبُ

  وشَدّ الرّحلَ بالحَقَبِ. وحَقِبَ البعيرُ فهو حَقِبٌ: وقع حَقَبُه على ثيلِه، فتعسّرَ بَوله لذلك، وربّما قتَلَه. وحَقِبَتِ الناقةُ: أصاب الحَقَبُ ضرعَها، فامتنع دَرُّها. وملأ حقيبتَه وحَقَائبَه. واحتَقَبَ الشيءَ واستَحقَبَه: احتمله خلفه؛ قال النابغة:

  مُسْتَحْقِبُو حَلَقِ الماذيّ يقْدُمُهُم ... شُمُّ العرانينِ ضرّابُونَ للْهَامِ

  وكلّ ما حُمِلَ وراء الرحل فهو حَقِيبَةٌ؛ قال حاتم:

  وما أنا بالطّاوي حَقيبَةَ رَحْلِها ... لأبعثَها خِفّاً وأترُكَ صاحبي