أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ذلق

صفحة 207 - الجزء 1

  ذلق - كأنّه ذَلْقُ سِنان، وذَوْلَق سنان وهو طَرفه. وذلَّقتَه حدّدْتَه. وسنان مُذَلَّق.

  ومن المجاز: في لسانه ذلاقة وذلَق. وقد ذلِق لسانه، وهو ذليقُ اللسان، وتكلّم بلسان طَلِق ذلِق وطُلَقٍ ذُلَقٍ وطُلُقٍ ذُلُقٍ. وحروف ذَلْق، وذَوْلَقِيَّةٌ: خارجة من ذَلْق اللّسان. وعدوّ ذليق: شديد؛ قال الهذلي:

  أوائِلُ بالشّدّ الذّليقِ وحثَّني ... لدى المتنِ مشبوحُ الذراعينِ خَلْجمُ

  طويل. وذلَّقتَ الفرس: ضمَّرتَه حتى ألقى فُضُول لحمه؛ قال عدِيّ:

  فذلَّقتُه حتى ترَفّعَ لحمُهُ ... أُداويهِ مكنوناً وأرْكبُ وادِعَا

  ذلل - هو ذَليلٌ بيِّنُ الذُّلّ والذِّلّة والمَذَلَّة، وقومٌ أذِلّة وذِلَّة كجِلَّة وأذِلّاء، وقد ذلّ له وتذلَّل، وأذلّه الله وذلّله. واستذلّه العدوّ. وهو مستَذَلّ بينهم: مستهان. وهو ذَليلٌ مُذِلّ: أصحابُه أذلّاء. ودابة ذَلول: بيّنة الذُّل، وذلَّلها صاحبها. وقميص طويل الذَّلاذل، وارفع ذلال قميصك.

  ومن المجاز: ركبوا كلّ صعب وذَلول في أمرهم إذا بذلوا فيه الطاقة. وفلان ذلول لأصحابه ومتذلِّل لهم. وقوم ذُلُل لمن أدلّ عليهم. وذلّت له القوافي إذا سهُل عليه تقوال الشعر. وأجْرِ الأمور على أذْلالها. وأمور الله جارية على أذلالها. وإن قضاء الله ماضٍ على أذلاله، ودعه على أذلاله أي كما هو. وفي حديث ابن مسعود: «مَا مِنْ شيء من كتاب الله إلّا وقد جاء على أذلالِه». ركبوا ذِلّ الطريق، والزم ذِلّ الطريق ومِلْكَه وهو ما ذُلِّل منه بكثرة الوطء، وطريق مُذلَّل ومعبَّد: مسلوك. وذُلّل الكَرْم: دُلِّيَتْ عناقيده. وشجرة مذلَّلة: ينالها كلّ أحد؛ قال:

  لنا جَنّةٌ بالطَّفِّ ذاتُ حَدائِقٍ ... مُذلَّلَةُ الأغصانِ جارٍ سَعيدُها

  وشَمّر ذَلاذلِك لهذا الأمر: تجلَّد لكفايته؛ قال ذو الرّمّة:

  قطعتُ بنَهّاضٍ إلى صعدائِهِ ... إذا شمّرَتْ عن ساق حُمسٍ ذلاذلُه

  وفرس خفيف الذلاذل وهي الذنَب. ولحِقْنا ذلاذِلَ من الناس وذُلَيْذِلاتٍ: أواخرَ منهم.

  ذمر - ذَمَرَه على الأمر: حضّه مع لوم ليجدّ فيه. يقال: القائد يَذْمُر أصحابه في الحرب: يُسمعهم المكروه ليشحذَهم، ورأيتهم يتذامرون في الحرب. وأقبل يتذمّر: يلوم نفسَه على التفريط في فعله وهو ينشِّطها لئلّا تُفرط ثانيةً، وفلان يتذمّم ويتذمّر ويرفع أذياله ويتشمّر. وهو ذمْرٌ من الأذمار: شجاع. وذمّر الراعي السليل: مسّ فهقته وهي مَعْرِز الرأس في العُنُق. وتُسمّى المذمّر ليعلَم أذَكَر هو أم أنثى؛ قال أُحَيْحَةُ:

  وما تَدري إذا ذَمَّرْتَ سَقْباً ... لغيرِكَ أمْ يكونُ لكَ الفَصِيلُ

  والمذَمر للإبل كالقابلة للناس. وهو حامي الذِّمار إذا حمى ما لو لم يحمه ليم وعُنِّف من حماه وحريمه كقولهم: حامي الحقيقة.

  ومن المجاز: بلغ الأمرُ المُذمَّر. كقولهم: بلغ المُخنَّق؛ قال الجعديّ:

  وحيُّ أبي بكرٍ ولا حَيَّ مثلهم ... إذا بلَغَ الأمرُ العَماسُ المُذَمَّرَا

  ذمل - ناقة ذَمولٌ، وقد ذَمَلَتْ تذمُل وتذمِل ذميلاً وذمَلاناً وهو سير متوسّط، وفي ذملان العيس خير كثير، وذمَّلتُ ناقتي: حملتها على الذميل.

  ذمم - ذمّ صاحبه ذمّاً ومذمّة وذمّمه. ورجل ذامّ وذمّام لأصحابه، وذميم وذمٌ كحبٍّ ومذمم. وإيّاك والمذامَ والمَلاوِمَ. وأذَمَ فلان وألام: أتى بما يُذمّ عليه ويلام. وهو مُذِمٌ: مليم. وبلوت فلاناً فأذممته: خلاف أحمدته. وأردتُ ضربه ثمّ تذمّمتُ من أجل حقّ أو حرمة أي ذممتُ نفسي وانتهيت. ويقال: تذمَّمَ منه: استنكف واستحيا، وإنّي أتذمّم من القوم أن أتحوّل من عندهم إلى غيرهم، ولم أرَ منهم إلّا ما أحبّ. واستَذَمّ إلى فلان: فعل ما يَذُمّه عليه. ولفلان ذمّة وذمام ومَذَمَّة: عهد يلزم الذمُ مضيِّعَه. وهو في ذمّتي وذمامي. وأذهِبْ مذمّهم بشيء أي أعطهم ما تقضي به حقَّ ذمامهم. وفي الحديث: «ما يُذهب عني