أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خضر

صفحة 166 - الجزء 1

  ويخضِدُ في الآرِيِّ حتى كأنّما ... به عُرّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعقِبِ

  ورجل مِخْضَد. ورأى معاويةُ مَسْلَمَةَ بن عبد الملك ابن مروان يأكل، فقال لعمرو بن العاص: إنّ ابن عمّك هذا لمِخْضَدٌ. وخَضَدَ اللهُ شوكته.

  خضر - أرض كثيرة الخُضْرة والخُضَر والخُضْراوات، وأنبتت خِضراً أي نباتاً حسناً أخضر. واختُضِر النبات: أُكِلَ أخضرَ، واختُضِرَت الفاكهة: أُكلت قبل إدراكها. وخضَرتُ الشجرَ واختضرتُه: قطعته أخضر. ونهَى عن المخاضرة وهي بيع الثمر قبل بدوّ صلاحه.

  ومن المجاز: ما تحت الخضراء أكرمُ منه. وكتيبة خضراء: لخضرة الحديد. وأباد الله خضراءهم: شجرتهم التي منها تفرّعوا. وشابٌ أخضر. وفلان أخضر: كثير الخير. وأخضرُ القفا: ابن سوداءَ أو صَفْعَانُ. وأخضر البطن: حائك. وأخضر النواجذ: حراث لأكله البقول. «وإيّاكم وخضراء الدِّمن». أي المرأة الحسناء في منبت سوء. والأمر بيننا أخضر: جديد لم يَخْلَق. والمودّة بيننا خضراء؛ قال ذو الرُّمّة:

  وقد يُرَى فيها لعَينٍ مَنظَرُ ... أتراب ميٍّ والوصَالُ أخضرُ

  وكنت وراء الأخضر، ووراء خَضِير وخُضارة وهو البحر. واستقى بالخضراء الفريّ وهي الدلو. وجنَّ عليه أخضرُ الجناحين، وطار عنّا أخضرُ الجناحين وهو الليل. قال ساعدة ابن عليّ بن طُفَيل:

  وقلتُ لهُ إنّي أخافُ مفازَةً ... عليك وملتَجّاً من اللّيلِ أخضرَا

  واخضرّت الظلمة: اشتدّ سوادها؛ وقال الفضل:

  وأنا الأخضَرُ مَنْ يَعرِفُني ... أخضر الجلدة من بيتِ العرَبْ

  خضرم - وبحر خِضْرِم: كثير الماء، وبئر خِضرِم. ورجل خِضرِم: كثير العطاء. ورجل مُخَضرَم: دعيّ. وناقة مُخَضرَمة: جُدع نصف أذنها، ومنه المُخضرَم: الذي أدرك الجاهليّة والإسلام، كأنّما قُطع نصفُه حيث كان في الجاهليّة.

  خضض - يقال للعاطل: ما عليها خَضاض وخَضَضٌ: وهو خرز للإماء أبيض؛ قال:

  ولو أشرفت من كَفّةِ السّتر عاطلاً ... لقلتُ غزالٌ ما عليهِ خَضاضُ

  وما في الدواة خَضاض: شيء من مداد. وخَضْخَض الخنجَرَ في بطنه. وخَضْخَضَ السويقَ. «والخضخضة خيرٌ من الزنا».

  خضع - خَضَع لله خضوعاً واختضع. ورجُل خُضَعَةٌ: يخضع لكلّ أحد. وظليم أخضع: أجْنَأُ. وفي عنق الرجل والبعير خَضَعٌ: تطأمن. وقوم خُضُعٌ: ناكسوا الرؤوس؛ قال الفرزدق:

  وإذا الرّجالُ رَأوْا يَزيدَ رأيتهم ... خُضُعَ الرّقابِ نوَاكِسَ الأبصارِ

  وقال خطّارُ بن مُزاحِم:

  ولَسنا بعَيّابينَ والعيبُ دِقّةٌ ... ولا خُضُع الأبصارِ وسطَ المَجالِسِ

  ورجلٌ أخضعُ: راضٍ بالذلّ؛ قال العجّاج:

  وصرْتُ عبداً للبَعوضِ أخْضَعَا ... يمصّني مَصَّ الصّبيّ المُرْضِعَا

  وقد خَضَعَ من الذلّ. واختضع الصقر: طأمن رأسه للانقضاض. واختضع الفحل الناقة بكلكله إذا أراد الضِّراب. وسمعتُ للسياط خَضْعَه وللسيوف بَضْعَه؛ أي صوتَ وَقْع وصوتَ قَطْعٍ. وسمعتُ خَضِيعَةَ بطن الفرس.

  ومن الكناية والمجاز: خضَعت الإبل في سيرها: جدّت، وهنّ خواضع، لأنّها إذا جدّت طأمنت أعناقها؛ قال جرير:

  ولقد ذكرْتك والمطيُ خواضِعٌ ... وكأنّهُنّ قَطَا فَلاةٍ مَجْهَلِ

  وخَضعت الشمس والنجوم: مالت للمغيب، كما قيل ضرعت وضجعت. والنجوم خواضعُ وضوارعُ وضواجعُ.

  خضف - خَضَفَ الجمل.

  ومن المجاز: قولهم للرجل: قد خَضَفَ بها؛ وأنشد الرياشي: