أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نجز

صفحة 619 - الجزء 1

  قِشْرَها؛ قال ذو الرّمّة:

  كأنّ رِجلَيهِ مِسْماكانِ من عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يتفرّقْ عنهما النَّجَبُ

  نجح - رجَع بنُجْحٍ ونَجاحٍ. وتقول: من لي برَسُولٍ يطيرُ بجَناح ويرجع بنَجاح. ونجحت طِلبتُه: فاز بها، وطِلبتُك ناجِحَةٌ. وسمعتُهم يقولون لمن طلب إليهم: نُجْحٌ أي تَمّ مطلوبُك وحصَل. واستنجَحَني حاجتَه. وبالله أستَفْتح وإيّاه أستَنْجح؛ قال القطامي يَصف ناقتَه:

  إن تَرْجِعي من أبي عثمانَ مُنْجِحَةً ... فقَد يَهُونُ معَ المُسْتَنجَح العَمَلُ

  وأنجح اللهُ طِلْبَتَك فنجحَتْ. وأنجحتَ يا فلانُ: صرتَ ذا نُجْح، ورجل مُنْجِحٌ: ذو نُجح؛ قال:

  ليُبْلِغَ عُذْراً أوْ يُصِيبَ رَغيبةً ... ومُبلغُ نَفسٍ عُذْرَها مثلُ مُنجِح

  ورأي نجيحٌ وسعي نَجيحٌ.

  ومن المجاز: تَناجَحتْ أحلامُه: تتابعتْ عليه رُؤَيّاتُ صِدْقٍ. وسَيرٌ نَجيحٌ: وشِيكٌ. ونَهَضَ في هذا الأمر نَهْضاً نجيحاً: سريعاً. وفي مَثَلٍ: «إذا رُمْتَ الباطِلَ أنْجح بك» أي غلبك وظفر بك.

  نجد - نَجُدَ الرّجلُ نَجْدَةً، ورجلٌ نَجُدٌ ونَجِدٌ ونَجيدٌ ومُنَاجِدٌ. وناجَدَه: بارزَه للقتال. وكان جباناً فاستنجَدَ: صار نجيداً شجاعاً. وتقول: معه أجْناد ورجال أنجاد. وهو مَنْجُودٌ: مكروبٌ. وتقول: عنده نُصرةُ المَجهود وعُصْرَةُ المَنْجُود. واستنجدَني فأنجدتُه؛ قال:

  إذا استَنجَدتُهم ودعوْتُ بَكْراً ... لنُصرَتنا كسرْتُ بهم هُمُومي

  وغارَ وأنجدَ. وسار ذكره في الأغوار والنِّجاد والنُّجود؛ قال:

  هنّ الغِياثُ إذا تهَوّلتِ السُّرَى ... وإذا تَوَقّدَ في النِّجادِ الحَزْوَرُ

  واحتَبَى بنِجاده. وبيتٌ مُنَجَّدٌ: مزيَّن بنُجوده وهي ستوره التي تُشَدّ على الحيطان. ورجل نَجّادٌ: يعالج الفُرُشَ والوسائدَ. وذِفراه تنضَح النَّجَدَ: العَرَقَ، وقد نَجِدَ إذا عَرِق. وروّقوا الخمرَ في النّاجودِ وهو إناء تُصَفّى فيه؛ قال الأخطل:

  كأنّما المسكُ نُهبَى بينَ أرحُلنا ... ممّا تضَوّعَ من ناجودها الجاري

  ومن المجاز: «هو طلّاع أنجُدٍ»: رَكّاب لصعاب الأمور. وهو محتبٍ بنِجادِ الحلم. وفلان طويل النِّجاد. ويقال. «هو ابن نَجدتها» أي الجاهل بها، خلاف قولهم: «هو ابن بَجدتها» ذهاباً إلى ابن نَجدةَ الحَروريّ.

  نجذ - أبدَى ناجِذَه إذا بالغ في ضحكه أو غضبه، وعن النبيّ ÷: «أنّه ضحك حتى بدت نواجذُه».

  ومن المجاز: أبدت الحربُ ناجِذَيْها؛ قال بشر:

  إذا ما الحرْبُ أبدَتْ ناجذَيها ... غداة الرَّوع والتقتِ الجُموعُ

  وعضّ على ناجذه إذا بلغ أشُدَّه واستحكم. وعضّ في العلم وغيره بناجذه إذا أتقنه، ومنه: نجّذتْه التجاربُ: أحكمتْه؛ قال:

  أخو خمسينَ مُجتمِعٌ أشُدّي ... ونجّذَني مُداوَرة الشّؤونِ

  نجر - عُودٌ منجورٌ، وقد نجَرَه النّجّارُ. والباب يدور على نَجْرانه وهو رجلُه. وهو أثقل من أنجَرٍ وهو المِرْساة. ونحن في شهر ناجِر وهو الشّهر الواقع في صميم الحرّ، من النَّجْرِ وهو فرط العطش. وقد نجِرتِ الإبلُ، وإبلٌ نَجْرَى ونَجارَى.

  ومن المجاز: هو كريم النَّجْرِ والنِّجارِ وهو الطّبع والمنبِت، كما يقال: كريم النَّحْتِ والنَّحيتَةِ. ونَجَرْتُه بيدي نَجْراً وهو أن تضمّ كفّك ثمّ تُخرج بُرْجُمَةَ الإصبع الوسطى فتضرب بها رأسه. وتقول: هو أزكاهم نَجْرا وأطيبهم مجرَى. وتقول: غلامٌ أغناه عن الزَّجْر والنَّجْر كرم النّفس وطيب النَّجْر. ونَجَرَ المرأة: جامعها.

  نجز - أنجز وعده إنجازاً، ونجزَ الوَعدُ، وهو ناجز إذا حصل