أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

توب

صفحة 65 - الجزء 1

  فَبِتُّ أُكَابِدُ لَيلَ التّمَا ... مِ والقَلْبُ من خَشيَةٍ مُقشَعِرّ

  وهذه ليلة التِّمامِ والتَّمَامِ: لليلةِ تَمَامِ القمر. وولدتْ لتِمَامٍ وتَمَامٍ. وألقتْ ولدَها لغيرِ تَمَامٍ وتِمَامٍ. وقد أَتَمّتْ فهيَ مُتِمٌ كما تقول: مُقْرِبٌ ومُدْنٍ للتي دنا نِتَاجُها؛ قال:

  زَفِيرُ المُتِمّ بالمُشَيّإ طَرَّقتْ ... بكاهِلِهِ فما يرِيم المَلاقِيَا

  وصبيٌ متمَّم: عُلّقَت عليه التّمائم. وتمَمْتُ عنه العينَ أَتمُّها تَمّاً أي دفعتُها عنه بتعليق التميمة عليه. وفي الحديث: «من عَلّق تميمَةً فلا أتَمّ الله له».

  ومن المجاز: تمّم على الجريح إذا أجهز عليه. وتَمّ على أمره: مضى عليه. وتِمَ على أمرك وتِمَ إلى مقصدك، وتَمّ تَمَامُه.

  تمهل - اتْمَهَلّ الرجلُ: طال واعتدل، وإنّه لمُتْمَهِلُّ القَوَامِ؛ قال أبو تمام:

  إنّ الأَشاء إذا أصَابَ مُشَذِّبٌ ... منه اتْمَهَلّ ذُرًى وأَثَّ أسَافِلا

  واتمهَلّتِ الروضةُ: طال نَباتُها، أُخِذَت حروفُ المَهَلِ مع التّاء فبني منها رباعيّ فيه معنى السّبْقِ في البُسُوقِ. وتقول: تمهّلَ في المَجْد، واتمَهَلّ في الشّرَف.

  تنأ - تَنَأ بالبلدِ وتَنَخَ بمعنى، وهو تانئٌ ببلده، وهو من تُنّاء تلك الكُورةِ إذا كان أصلُه منها. ويقال: أمِن تُنّائِها أنت أم من طُرّائِها؟ وقال أبو النّجم:

  واللهُ مَنْ شاء برزْقٍ كَرّمَا ... وهوَ الذي أرْوَى بوَادي زمزَمَا

  تُنّاءَهَا والرّاكِبَ المُعَمَّمَا

  وتَنَأَ ضَيفُنا شهراً؛ قال أبو نُخَيْلة:

  إذا لَقِيتَ ابنَ قُشَيرٍ هَانِيَا ... لَقيتَ من بَهْرَاءَ شَيْخاً وَانِيَا

  شَيخاً يَظَلُّ الحِجَجَ الثّمَانِيَا ... ضَيفاً ولا تَلْقَاهُ إلّا تَانِيَا

  ومن المجاز: تَنَأ على أمر كذا إذا قَرّ عليه لازماً لا يفارقه.

  تنف - قطعوا تَنُوفَةً ذاتَ أهوال. وذكرتُه وبَينَنا تَنائِفُ.

  تنم - انكسفت الشّمْسُ فآضَتْ كأنّها تَنُّومَةٌ.

  تنن - هو سِنُّه وتِنُّه أي تِرْبُه، وهما سِنّانِ وتِنّانِ. وتقول: ما هما تِنّان ولكن تِنّينَان. والتِّنّينُ حيّة عظيمة يزعمون أن السّحابة تحملها فتلقيها على يأجوجَ ومأجوجَ فيأكلونها.

  توب - تاب العبدُ إلى الله من ذَنْبه، وتاب الله على عبده، واللهُ تَوّابٌ وإلى الله المَتَابُ. واستَتابَ الحاكمُ فلاناً: عرض عليه التوبةَ، والمرتَدُّ يُسْتَتابُ. وأدرك فلانٌ زمنَ التوبة أي الإسلام، لأنّه يُتابُ فيه من الشّرْك؛ قال الجَعْدِيّ:

  دارُ حَيٍّ كانَتْ لهم زَمَنَ التَّوْ ... بَةِ لا عُزَّلٌ وَلا أكْفَالُ

  توج - عقد عليه التّاجَ، ومَلِكٌ مُتَوَّج وتوّجوه فتَتَوّج. وفي صِفة العرب: العمائم تِيجانُها والسّيوفُ سِيجانُها. وتقول: خرج تحتَه الأعْوَجيّ وعلى يده التَّوَّجيّ، أي الصّقر المنسوب إلى تَوَّجَ، من قُرَى فارِسَ؛ قال الشَّمَرْدَلُ اليَرْبُوعيّ:

  أحَمُّ مِنْ تَوَّجَ مَحضٌ حسْبُهْ ... ممكَّنٌ على الشِّمَالِ مَرْكَبُهْ

  تور - فعل ذلك تَارَاتٍ وتارةً بعد أخرى، وهذه شرّ تاراتِك. ومنها قولهم: تاوَرْتُه بمعنى عاوَدْتُه. «وكان رسول الله ÷ يتوضّأ بالتَّوْرِ». وهو إناء صغير، وهو مذكر عند أهل اللغة. ومررتُ بباب العُمْرَةِ على امرأة تقول لجارتها: أعِيرِيني تُوَيْرَتَكِ، وسمّي بذلك لأنّه يُتَعَاوَرُ ويُرَدَّد، أو سمّي بالتَّوْر وهو الرّسول الذي يتردّد ويدور بين العشّاق؛ قال:

  والتَّوْرُ فِيمَا بَيْنَنا مُعْمَلُ ... يرْضَى بهِ المأتيُّ والمُرْسِلُ