أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سفو

صفحة 300 - الجزء 1

  سفو - بغلة سَفْواء: بيّنة السَّفَا وهو خفّة النّاصية وهو محمودٌ في البغال والحَمير، مذمومٌ في الخيل؛ قال:

  جاءتْ بهِ مُعتَجِراً في بُرْدِهِ ... سفواءُ تَخْدي بنَسيجِ وحدِهِ

  وقال سلامة:

  لَيسَ بأسْفى وَلا أقْنى وَلا سَغِل

  وطار سَفا السُّنبل وهو شوكه. والرّيح تَسفي الترابَ والورق: تذروه، وسَفَتْ عليه الرّياح، ولعبتْ به السّوافي. وترابٌ سافٍ كعيشة راضية؛ وقال أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه:

  أو يَهلِكوا كهلاكِ عَادٍ قَبلَهُمْ ... بهُبُوبِ رِيحٍ ذاتِ سافٍ حاصِبِ.

  ومن المجاز: ريحٌ سَفواءُ: من السَّفا وهو السفه كما قيل: ريح هَوْجاء؛ قال:

  سَفْوَاءُ هَوْجاءُ نَؤوجُ الغَدوه

  وقولهم: بغلة سَفْواء: يُحمل على هذا بمعنى السريعة المرّ كالرّيح.

  سقب - «الجار أحقُ بسَقَبه»: بقربه. وأسقبتِ الدّارُ وسَقِبَتْ، ومكان ساقب، وبالصاد. ونُتجتِ النّاقةُ سَقْباً والنُّوقُ سُقْباناً، وناقة مِسقاب وقد أسقبتْ.

  سقط - سَقَط في مَهواة وسقط من الجبل، وسقَط الشيء من يده. وهذا مَسقِط السّوط. وهذه مَساقط الغيث ومواقعه. وأسقَطْتُه وساقطتُه كقولك: أعليته وعاليته؛ قال بشر:

  كادَتْ تُساقِطُ مِنّي مُنّةً فزَعاً ... معاهدُ الحيّ والحزنُ الذي أجدُ

  وتساقط على المتاع: ألقى نفسه عليه، وتساقط على الرّجل يقيه بنفسه. وأسقطتِ المرأة، وهي مُسْقِط ومِسْقاط. ويقال: سقَط الميتُ من بطن أمّه ووقع الحيّ، وألقت سُقْطاً وسَقْطاً وسِقْطاً ميتاً. وانقدح سُقْط الزّند وسَقْطه وسِقْطه؛ قال ذو الرّمّة:

  فلَمّا تَمَشّى السّقطُ في العُودِ لم يَدَعْ ... ذوابِلَ مِمّا يَجمَعونَ وَلا خُضْرَا

  وهذا سُقْط الرّمل وسَقْطه وسِقْطه ومَسقِطه: لمنتهاه. وردّ الخيّاط السُّقاطات. وفي مثل: «لكلّ ساقطةٍ لاقطةٌ». وأصبحت الأرض مبيضّة من السّقيط وهو الجليد؛ قال:

  ولَيلَةٍ يا ميّ ذاتِ طلّ ... ذاتِ سَقيطٍ وندًى مُخضَلّ

  ومن المجاز: «على الخبير سقطتَ». وفي مثل: «سَقَطَ العَشاءُ به على سِرحان»؛ وقال الجعديّ:

  سَقَطوا على أسد بلَحْظَةَ مَشْ ... بُوحِ السّواعد باسلٍ جَهْم

  وهي مأسدة كَبيشَةَ وخَفّانَ وغيرهما. وسقط من منزلته. وأسقطه السلطان. و «سُقِطَ في يده» وأُسْقِط. وسَقط، على المبني للفاعل: ندم، وهو مسقوط في يده وساقط في يده: نادم. وهذا البلد مسقِط رأسي، وفلان يحنّ إلى مسقِطه؛ قال:

  خرَجْنا جَميعاً مِن مَساقِطِ رُؤسِنا ... على ثِقَةٍ منّا بجُودِ ابنِ عامرِ

  وسقط النّجم والقمر: غابا؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  هَلّا دَسَسْتِ رَسولاً منكِ يُعلِمُني ... ولم يُعَجّلْ إلى أنْ يَسقُطَ القَمَر

  وفلان ساقط من السُّقّاط وساقطة من السَّواقط: دنيء لئيم الحسب؛ قال:

  نحنُ الصّميمُ وهُمُ السّواقِط

  وقال ذو الرّمّة:

  وكان أبُوكَ ساقِطَةً دَعِيّاً ... تَرَدَّدَ دونَ مَنصِبِهِ فَحَارَا

  وامرأة سقيطة: لقيطة. وسقط من عيني، وهذا الفعل مَسقَطة لك من العيون. وسيف سَقّاط: قطّاع يسقط من وراء الضريبة؛ قال الهذلي:

  كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُهُ هَبِيرٌ ... يُتِرُّ العَظمَ سَقّاطٌ سُراطي

  وما له إلّا سُقاطة البيت وسَقَطه وأسقاطه وهي أثاثه من نحو الفأس والإبرة والقِدر، وأعطاني من سُقاطة المتاع: من رُذاله، وهو يبيع سَقَط المتاع وأسقاطَه نحو التابَل والسُّكّر