أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شهب

صفحة 341 - الجزء 1

  أوّله. وشَوّك الفرخُ: أنبت. وشوّكَ ثديُ الجارية وشاكَ وتشوّك إذا بدا خروجه؛ قال:

  أحببتُ هذي قَديماً وهيَ ماشِيَةٌ ... وما تَشَوّكَ ثَدياها وما نَهَدَا

  وشوّك البعيرُ: طلعتْ أنيابُه. وحُلّة شَوْكاء: خشنة المسّ. ولهم شَوْكة في الحرب. وفلان ذو شَوْكَةٍ. وهو شاكُ السلاح وشاكِ السّلاح. و «جاؤوا بالشّوك والشّجر»: بالعدد الجمّ. ويقال لمن ضربته الحُمرة: قد ضربته الشّوْكة، لأنّ الشوكة وهي إبرة العقرب إذا ضربت إنساناً فما أكثر ما تعتري منه الحمرة؛ قال القطامي يصف ضيفاً:

  سرَى في جليدِ اللّيلِ حتى كأنّمَا ... تخَزّمَ بالأطْرَافِ شَوْكُ العقارِبِ

  وأصابهم شَوك القنا وهي شَبا الأسنّة. ولا تَشُوكُكَ منّي شَوْكة: لا يلحقك مني أذًى. ومشَطْته بشَوكة الكَتّان وهي المشط الذي يُمشّط به تؤخذ طينة فتغرز فيها سُلّاء ويُمشط بها.

  شول - شالَ الميزانُ: ارتفعتْ إحدى كِفّتيه؛ قال الأخطل:

  وإذا وَضَعْتَ أباكَ في ميزانِهِمْ ... قَفَزَتْ حَديدَتُهُ إلَيكَ فَشَالا

  وشالت النّاقة إذا رفعت ذنبها للّقاح، وهي شائلة وهنّ شُوَّلٌ، وشالت إذا ارتفع لبنها وهي شائل وهنّ شَوْل. وشالت العقربُ بذنبها. وشالت القِربةُ والزقّ: ارتفعت قوائمها عند الملء أو النّفخ. وأشال الحجَر: رفعه. وأشال بضَبْعه. وضربته الشَّوّالةُ بشَوْلتها أي العقرب بذنبها. وتقول في النّاصح الضارّ بنصحه: نَصيحة شَوْله ضربٌ بِشَوْله.

  شوه - رجلٌ أشوهُ، وامرأةٌ شوهاء، وشاهت الوجوه: قبحت. وشوّهه الله تعالى فهو مُشَوَّهٌ. ولا تُشَوِّه عليّ: لا تُصِبني بعين. وهو ربّ الشُّوَيْهة والبعير. وأرض مَشَاهَة مَأبَلَة.

  شوي - سمعتُ كذا فاقشعَرّتْ منه شَواتي: جلدةُ رأسي؛ قال:

  قالَتْ قُتَيْلَةُ ما لَهُ ... قد جُلّلَتْ شَيباً شَوَاتُهْ

  ورمى الصّيد فأشواه إذا أصاب شَواه وما ليس بمَقتل. وشَوَيتُ اللّحمَ واشتويتُه لنفسي، وأشويتُ أصحابي: أطعمتهم شُواء وشِواء.

  ومن المجاز: أعطاني من الشَّوى وهو رُذال المال؛ قال:

  أكَلنا الشَّوَى حتى إذا لم نَدَعْ شَوًى ... أشَرْنا إلى خَيراتِها بالأصابِعِ

  ويقال: كلّ ذلك شَوًى ما سَلِمَ ديني أي هو حَقير؛ قال:

  وكنتُ إذا الأيّامُ أحدَثنَ هالِكاً ... أقولُ شَوًى ما لم يُصِبنَ صَميمي

  وتعشّى فلان فأشوى من عَشائِه أي أبقى شَوًى منه. وما بقي من الشاء إلّا شُواية: بقية يسيرة. ويقال: القتلُ الخُطّةُ التي لا شَوَى لها أي لا بقيا لها أي لا تُشوِي ولا تُبقي؛ وقال الهذلي:

  فإنّ من القَوْلِ التي لا شَوَى لهَا ... إذا زَلّ عن ظَهرِ اللّسانِ انفِلاتها

  شهب - فيه شُهبَةٌ وشَهَبٌ وهو بياض يَصْدَعه سوادٌ خِلالَه، واشهابّ واشتَهَب؛ قال:

  قالَتِ الخَنْساء لمّا جِئتُها ... شابَ بَعْدي رأسُ هذا واشتَهَبْ

  ومن المجاز: نصل أشهب: بُرِدَ فذهب سواده. واشهابّ الزّرعُ: هاج. وسقاه الشِّهابَ: الضَّيَاح. وعام أشهبُ، وسنة شهباء كما يقال: بيضاء وحمراء وغبراء وكهباء وظلماء، وشهبَتْهم السّنة. وكتيبة شهباء: لشُهبة الحديد. ويوم أشهب وليلة شهباء إذا هَبّت فيهما ريح باردة. وفلان شِهابُ حرب، وهؤلاء شُهبان الجيش؛ قال ذو الرّمّة:

  إذا عَمّ داعيها أتَتْهُ بمالِكٍ ... وشُهبانِ عمرٍو كلُّ شوهاء صَلدمِ

  شهد - شَهِدتُه وشاهدتُه، وشُوهدتْ منه حالٌ جميلة. ومجلس مشهود. وكلَّمته على رؤوس الأشهاد، وهم شهودي وشهدائي. والله يشهد لي، ولا أستشهده كاذباً، وهو من أهل المشهَد والمشاهد، وشهِدتُ بكذا وشهِدتُ عليه، وأشهدني فلان {وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}. وقُتلَ شَهيداً،