أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جذو

صفحة 87 - الجزء 1

  وقال عُوَيْفُ القَوَافي:

  ولم أرَ قَتْلى لم تَدَعْ ليَ بَعْدَها ... يَدَيْنِ فَما أرْجو من العَيْشِ أَجذَمَا

  وقيل مَجْذُومٌ، وقومٌ جُذْمٌ ومَجَاذِيمُ. ويقال: ما الذي جَذَمَ يَدَه فانجَذَمَتْ، وما الذي أجْذَمَها فجَذِمَتْ، وهي جَذْماءُ. وأَجْذَم في سَيرِه: أسرع.

  ومن المجاز: انجَذَمَ الحبْلُ بينهما إذا تَصارَما. ونَوًى جَذُومٌ: قَطُوعٌ بين الأحِبّة. وأَجْذَم عن الأمر: أقْلَع. ورجل مِجْذامٌ ومِجْذَامَةٌ للذي يُوَادّ، فإذا أحَسّ ما ساءه أسْرَعَ الصَّرْمَ. ورأيتُ عنده جِذْمَةً من الناس: فئةً. ونعل جَذْمَاءُ: منقطعة القِبَالِ، وقد جَذِمَتْ.

  جذو - جَذَا القُرَادُ في جنْبِ البعير وظَلِفَةُ الإكَافِ في جنب الحمار إذا ثبت وارتكز. ومنه جِذْوَةُ الشجرة: أصلُها. قال ابنُ مُقْبل:

  باتَتْ حَوَاطِبُ لَيلى يَلتَمِسْنَ لها ... جَزْلَ الجِذَا غيرَ خَوّارٍ ولا دَعِرِ

  وأتى بجُذْوَةٍ وبجَذْوَةٍ وبجِذْوَةٍ من نار، وهي عود في رأسه نار. و «مثل الكافر كمثل الأرْزَةِ المُجْذِيَةِ على الأرض». أي الثابتة. واجْذَوْذَى على الرّحْلِ لا يفارقه إذا لزمه؛ قال أبو الغريبِ النَّضْرِي:

  ألَستَ بمُجْذَوْذٍ على الرّحْل دائِباً ... فَمَا لَكَ إلّا مَا رُزِقْتَ نَصِيبُ

  ورأيتهم يَتَجاذَوْن الحجرَ: يَتَشاوَلُونَه. وأثقل من مِجْذَى ابنِ رُكَانَةَ، وهو الرّبيعَةُ. والحَمَامُ يَتَجَذّى للحمامة، وهو أن يمسح الأرض بذنبه إذا هَدَر.

  ومن المجاز: فلان جِذْوَةُ شرّ.

  جرأ - ما كان جريئاً، ولقد جَرُؤ جَرَاءةً، وهو جَرِيءُ المَقْدَمِ. وكان الحجّاج شديد الجُرْأةِ على الله. وجَرّأتُك عليّ حتى اجترأت، وتجرّأتَ، واستجرَأتَ. وما كنتُ أظنّ أن مثلك يَستَجرئ على مثلي. وهو أَجرأُ من أُسامة.

  جرب - أعْدَى من الجَرَب عند العرب؛ ورجلٌ جَرِبٌ وأجْرَب، وامرأةٌ جَرِبَةٌ وجَرْباءُ، وقوم جُرْبٌ وجَرْبَى، وإبل جَرْبَى. وأجْرَبَ فلانٌ: جَرِبَتْ إبِلُه. وفي مثل: «لا إلَه لمُجْرِبٍ» قالوا: كأنّه بَرِئَ من إلهِه لكثرة حَلِفه به كاذباً أنّه لا هِنَاء عنده إذا طُلِبَ إليه. ورجل مجرِّبٌ ومجرَّب: ذو تَجَارِبَ، قد جَرّب وجُرّب. وله جَرِيبٌ من الحَبّ، وهو مكيالٌ أربعةُ أقفزة، وما يُبذَرُ فيه هذا القَدْرُ من الأرض يقال له: جَرِيبٌ، كما قيل للبغل وللمسافة التي يسير فيها: بَرِيدٌ. وهو أنتن من ريح الجَوْرَبِ؛ قال:

  أَثْني عليّ بما علِمتِ فإنّني ... مُثْنٍ عليكِ بمثلِ رِيحِ الجَوْرَبِ

  وجاءوا في أيديهم جُرُبٌ وجُرْبٌ، وفي أرجلهم جَوَارِبُ. ولهم مَوَازِجَةٌ وجَوَارِبَةٌ.

  ومن المجاز: نَزلوا بأرْض جَرْباءَ: مَقْحُوطَةٍ. وتقول: إذا أصحت الجَرْباء وهبّتِ الجِرْبِياء فقد كشر البَرْدُ عن أنيابه وابيَضّت لِمَمُ الدنيا به؛ وهي السماء شُبّهَتْ نجومُها بآثار الجَرَبِ. وتألّبَ عليه الأجْرَبان وهما عَبْسٌ وذُبْيَان؛ تُحُوموا لقوّتهم كما تُتَحامى الجُرْبُ؛ قال حسان:

  وفي عِضَادَتِه اليُمْنى بَنو أسَدٍ ... والأجْرَبَانِ بَنو عَبْسٍ وذُبْيَانُ

  وتقول: اطوِ جِرَابَها بالحجارة، وما أصلَب جِرَابَها، وإنّها لمستقيمة الجِرَابِ تريد جوف البئر، شُبّه بالجِرَابِ؛ قال:

  يَضرِبُ أقطارَ الدَّلا جِرَابُها

  جمع الدَّلاةِ وهي الدلو؛ وأنشد بعض العرب:

  هذي دَلاتي أيُّما دَلاتي ... قاتِلَتي ومِلْؤها حَياتي

  وعن ابن الأعرابيّ: سيف أجْرَبُ إذا كَثُفَ الصدأُ عليه حتى يحمرّ فلا ينقلع عنه إلّا بالمِسْحَل؛ وأنشد:

  منَ القَلَعِيّاتِ لا مُحْدَثٌ ... كَلِيلٌ وَلا طَبِعٌ أجْرَبُ