أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ثلج

صفحة 75 - الجزء 1

  من الخفاء اثنين وهما الشيخان، ويُبطِل غيرَهما، وفلان يَثْلِثُ ولا يَرْبَع أي يعدّ منهم ثلاثة ويبطل الرابع. وهذا شيخ لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أي لا يقدِر في المرّة الثانية ولا الثالثة أن يَنْهَض. وهو يسقي نخلَهُ الثِّلْثَ، بالكسر، أي مرّة في ثلاثة أيّام. وهؤلاء بِكْرُها، وثِنْيُها، وثِلْثُها أي ولدها الأوّل والثاني والثالث وكذلك إلى العشرة. وثوبٌ ثُلاثيّ: طوله ثلاث أذرُعٍ. وناقَةٌ ثَلُوثٌ: تملأ ثلاثةَ آنيَةٍ في حَلبَة، وهي التي يَبِسَ ثلاثةٌ من أخْلافِها. ويقال خَلّفَ بناقته: صَرّ خِلْفاً واحداً من أخلافِها، وشَطّرَ بها: صَرّ خِلْفَين، وثَلّثَ بها: صَرّ ثلاثةً، وأجمعَ بها: صرّ جميعَها.

  ومن المجاز: التقَتْ عُرَى ذي ثَلاثِها إذا ضَمُرَتْ، قال الممزَّق:

  وقد ضَمُرَتْ حتى التَقَى من نُسُوعِها ... عُرَى ذي ثَلاثٍ لم تكن قبلُ تَلتَقي

  يريد عُرَى وَضِينِها، وذلك أن له ثلاثَ عُرًى في طرفيه ووسطِه، وانطَوى ذو ثلاثِها إذا لحقَ بطنُها، والثلاث: الخِرْصِيانُ، والجِلْدُ، والكَرِشُ؛ قال الطِّرِمّاح:

  طواها السُّرَى حتى انطوَى ذو ثَلاثِها ... إلى أبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السَّنَاسِنِ

  وروي: حتى ارتقى ذو ثلاثِها أي ولدها، والثلاث السَّلى، والسّابِياء، والرّحِم، أي صَعِد إلى الظهر. وعليه ذو ثلاثٍ أي كِساء عُمِلَ من صُوفِ ثلاثٍ من الغَنَم؛ قال:

  وَابُرْدَتَا لَهْفي علَيها ونَدَمْ ... من خيرِ ما يُعمَل من صُوفِ الغنمْ

  ذاتَ ثَلاثٍ لَوْنُها لونُ الحُمَمْ ... صُوفِ اللِّفاعِ والبُهَيمِ والفَحَمْ

  وهي أعلام لشَاء.

  ثلج - وقعت الثلوج في بلادهم، وثَلَجَتْنا السماءُ تثلُج وتثلِج، وثُلِجْنا العام ثَلجاً كثيراً، وأَثْلَج عامُنا، وأثلج الناس بمكان كذا، وثُلِجَت الأرض فهي مثلوجة.

  ومن المجاز: ثُلِجَ فؤاده، وهو مثلوج الفؤادِ؛ قال كعب بن لؤي:

  لئن كنتَ مَثلوجَ الفؤادِ لقد بَدَا ... لجَمْعِ لؤَيٍّ منكَ ذِلّةُ ذي غَمْضِ

  وهو الأحمقُ البليد، وهو كما يقال: مَاهُ القلبِ [الأصل مَوِهُ القلب]؛ قال:

  إنّكَ يا جَهْضَمُ مَاهُ القلبِ

  لأن الذكيّ يوصَف بالاشتعال والتوقّد، ولفظ الذكاء شاهد لذلك. وثَلَجْتُ فؤاده بالخير فثَلِجَ. وثَلِجَتْ نَفسُه بكذا: برَدَتْ وسُرّتْ، تَثْلَج ثَلَجاً، وثَلَجَتْ تثلُج وتثلِج ثُلُوجاً، وأثلجَتْ تُثْلِج. والحمد لله على بَلَج الحق وثَلَج اليَقين. وأثلَجتَ صدري بخبرك؛ قال:

  فقَرّتْ بهمْ عَيني وأفنَيْتُ جمعَهم ... وأثلَجْتُ لما أن قتلتُهمُ صدرِي

  وحفر حتى أثْلَج إذا باشر بَرْدَ الثّرَى وقرُب من الماء. وأثْلَجَتِ الرَّكِيّةُ: بلغَ حفرُها النّدى، وأنْبَطَتْ إذا بلغ حفرُها الماءَ. وأثْلَجَتْ عنه الحُمّى وثَلَجَتْ: أقلعتْ. وأثْلَج ماءُ البئر: انقطع. ونَصْلٌ ثُلاجيّ، وحَديدةٌ ثُلاجيّة: شديدة البياض.

  ثلط - ما ثَرَطَه ثَرْطاً ولكن ثَلَطَ عليه ثَلْطاً، الثَّرْط الزّراية والعيب.

  ثلغ - ثَلَغَ رأسه وفَلَغَه: شدَخَه. ورُطَبٌ مثلَّغ: سقط من النخلة فانشدخ، وتناثرتِ الثّمار فثُلِّغَتْ.

  ثلل - لا يَفْرُقُ بين الثَّلّةِ وبين هذه الثُّلّةِ؛ الثَّلّة جماعة الغنم، والثُّلّة جماعة الناس؛ قال:

  آلَيْتُ باللهِ رَبّي لا أُسالمهم ... حتى يُسالَم رَبَ الثَّلّةِ الذّيبُ

  وبنو فلانٍ مُثِلُّون: أصحاب غنم. وكساء جيّد الثَّلّة أي الصوف، سمّي باسم ما هو منه كتسمية المطر بالسماء. وفي الحديث في ماشية اليتيم: «للوصيّ أن يصيب من ثَلّتها ورِسْلِها». وفي المَثَل: «خرقاءُ وجدتْ ثَلّة». وقد أثَلّ فلان: