أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شعع

صفحة 331 - الجزء 1

  شعث - رجل أشعثُ، وامرأةٌ شَعْثاء، وبه شَعَث وهو انتشار الشعر وتغيّره لقلّة التعهّد.

  ومن المجاز: قولهم للوَتِدِ: أشعث، لتشعُّث رأسه، وشعّث رأس السّواك. ولمّ الله تعالى شَعَثكم وجمَعَ شَعْبكم، ولمّ الله تعالى شُعوثَكم؛ قال الطرمّاح:

  ولمُّهُمُ شُعُوثَ الحَيّ حتى ... يَصِيرَ مَعاً مَعاً بَعدَ الشَّتَاتِ

  وتشعّث القوم: تفرّقوا. وشعّث مني فلان إذا غضّ منك. وشعّثتُ من فلان شيئاً إذا انْتَشْتَ منه. وشعّثَه بخير: أصابه به.

  شعذ - فلان شَعْوَذيّ ومُشَعْوِذ ومشعبِذٌ، وعمله الشَّعوَذة والشَّعْبَذَة وهي خفّة في اليد وأُخَذٌ كالسّحْر، وقيل للبريد: الشّعْوَذيّ لخِفّتِه، وتقول: رأيته يُعَوّذ ويُشَعْوِذ.

  شعر - المال بيني وبينك شَقّ الأُبْلُمَة وشَقّ الشَّعَرة. ورجل أشْعَرُ وشَعْرانيّ: كثير شَعَر الجسد، ورجال شُعْر، ورأى فلان الشَّعَرة: الشّيْبَ. والتقت الشّعْرَتان، ونبتتْ شِعْرَتُه: شَعَر عانتِه. وأشْعَر خُفّه وجُبّتَه وشَعَرَهما. وخُفٌ مُشْعَر ومَشْعور: مُبَطَّن بالشعر. ومِيثرة مُشْعَرَة: مُظهَّرة بالشّعر. وأشعَرَ الجَنينُ: نبت شعرُه. وما أحسنَ ثُنَنَ أشاعره وهي مَنابتُها حول الحوافِر. وعليه شِعارٌ وعليهم شُعُر، وأشعَرَه: ألبسه إيّاه فاستشعره. وشَعَرْتُ المرأةَ وشاعَرْتُها: ضاجَعتُها في شِعار. ولبني فلان شِعار: نِداء يُعرفون به. وعَظّم شعائرَ الله تعالى وهي أعلام الحَجّ من أعماله، ووقف بالمَشْعَر الحرام. وما شَعَرْتُ به: ما فَطِنتُ له وما عَلِمتُه. وليت شِعْري ما كان منه، {وَما} يُشْعِرُكُمْ: وما يُدريكم. وهو ذَكيّ المشاعر وهي الحواسّ. واستشعرَتِ البقرةُ: صوّتَت إلى وَلَدها تطلُب الشّعور بحاله؛ قال الجعديّ:

  فاستَشعَرَتْ وأبَى أنْ يَستَجيبَ لها ... فأيقَنَتْ أنّه قد ماتَ أوْ أُكِلا

  وأشعَرَ البُدْنَ. وأشعرْتُ أمرَ فلان: جعلته معلوما مشهوراً، وأشعرتُ فلاناً: جعلْتُه عَلَماً بقبيحة أشدْتُها عليه. وحمَلُوا دِيَةَ المُشْعَرَة، ودِيَةُ المُشْعَرَة أَلف بعير، وهو المَلِك خاصّة. وقد أُشْعِر إذا قُتِل. وشَعَر فلان: قال الشّعْر، يقال: لو شَعَر بنقصه لما شَعَر. وتقول: بينهما مُعاشَرة ومُشاعَرة. ورَعَيْنا شِعْرِيّ المراعي: ما نبت منها بِنَوْء الشِّعْرَى.

  ومن المجاز: سِكّين شَعِيرتُه ذهب أو فضّة، وأشعرتُ السّكّينَ. وأشعره الهمّ، وأشعره شرّاً: غَشِيَه به. واستشعر خوفاً؛ وقال طفيل:

  وِرَاداً مُدَمّاةً وكُمْتاً كَأنّمَا ... جرَى فوْقَها واستشعرَتْ لوْنَ مُذهَبِ

  ولبِس شِعار الهمّ. وداهية شَعراء: وبراء. وجئتَ بشعراء: ذاتِ وَبَر. وروضة شعْراء: كثيرة العُشْب، وأرض شعراء: كثيرة الشَّعار، بالفتح، ذات شجر. وفلان أشعَرُ الرّقَبَة: للشّديد يُشَبَّه بالأسد. وتقول: له شَعَر كأنّه شَعَر، وهو الزّعفران قبل أن يُسحق؛ قال:

  كأنّ دِماءها تَجري كُمَيْتاً ... على لَبّاتِها شَعَرٌ مَدُوفُ

  شعع - نفس شَعَاعٌ: تفرّقتْ هِمَمُها وآراؤها فلا تتّجه لأمْر جَزْمٍ؛ قال يخاطب نفسه:

  فقَدتُكِ من نَفسٍ شَعاعٍ ألم أكنْ ... نَهَيتُكِ عن هذا وأنتِ جَميعُ

  وتَطايروا شَعَاعاً: متفرّقين، وطال شَعَاع السّنْبُل وشِعاعه وهو سفاه إذا يَبِسَ.

  شعف - توقّلوا شَعَفَ الجِبال وشِعافَها؛ قال:

  وكَعْباً قَد حَمَيناهُمْ فَحَلّوا ... مَحَلَّ العُصْمِ في شَعَفِ الجِبَال

  وضُرِب على شَعَفَة رأسه وشِعافه. وشَعَفَ الحُبُّ فؤادَه: علاه وغلب عليه. وكلّ شيء علا شيئاً فقد شعفَه. وشُعف بها فهو مَشعوف؛ وقال امرؤ القيس:

  لتَقْتُلَني وقَد شَعَفْتُ فُؤادَها ... كما شَعَفَ المَهنوءةَ الرّجلُ الطّالي

  لأنّه يُلِذّها فهي تَشْعَفُ به.