أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رصد

صفحة 233 - الجزء 1

  ومن المجاز: من لم يدخل في الشّرّ أصابه من رَشَاشه. وتقول: قد ألَحّ بنا العُطَاش وما لنا منك إلّا الرَّشَاش.

  رشف - رَشَفَ الماءَ رَشْفاً ورَشيفاً: مصّه بشفتيه؛ قال:

  سَقَينَ البَشَامَ المسكَ ثمّ رَشَفْنَهُ ... رَشيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائِعِ

  وارتشفه وترشّفه. وهو رَشّاف الفِضال؛ قال ذو الرّمّة:

  طرَدتُ الكَرَى عنه وقد مالَ رَأسُه ... كما مالَ رَشّافُ الفِضَالِ المُرَنَّحُ

  وحَوْضٌ رَشْفٌ: لا ماء فيه. وما بقي في الحوض إلّا رَشْفٌ: بقيّة يسيرة تُترشّف. وفي مثل: «لحَسُنَ ما أرضعتِ إن لم تُرْشِفي» أي لم تُذْهبي اللبن، يُضرب لمن يحسن ثمّ يسيء بآخرة. ورَشَف ريقَ المرأَةِ، وهي طيِّبةُ المَراشف. وامرأة رَشوفٌ: طيبة الفم يصلح لأن يُرتَشَف.

  رشق - رَشَقَه بالسّهم: رماه رَشْقاً، وخرجوا يتراشقون: يتناضلون. ورَمَيْنا رِشْقاً ورِشْقَين وأرشاقاً وهو الوجه من الرّمْي، يرمي المتناضلون بما معهم من السّهام كلّه ثمّ يعودون فكلّ شوط رِشْقٌ. وسمعتُ رَشْقَ قلمه ورِشْقَه وهو صوته. وغلام رشيقٌ، وجارية رشيقة إذا كانا في اعتدال ودقّة، وقد رَشُقا رَشَاقة.

  ومن المجاز: رَشَقَتْني بعينها. وأرشقتِ الظبيةُ إلى ما رابها: أحدّتِ النّظر؛ قال ذو الرّمّة:

  كما أرْشَقَتْ من تحت أرْطَى صريمةٍ ... إلى نبأة الصّوت الظِّباءُ الكوانِسُ

  ورَشَقَه بلسانه. وإيّاك ورَشَقَاتِ اللّسان. وتراشقوا بألسنتهم. وتراشقوني بأعينهم. وراشقني مقصدي: باراني في المسير إليه؛ قال كثيّر:

  إذا ما رَمَى قصْدَ المَلا لحِقَتْ بهِ ... عَلاةٌ كمِرْداة القِذافِ تُرَاشقُهْ

  كأنّها تُرامي راكبها فيقع سيرها حيث يقع قصده وإرادته. ورجل رشيق: ظريف. وخطٌّ رشيق. وقوس رشيقة: سريعة النَّبل.

  رشن - فلان أرشمُ راشِنٌ: متشمّم للطّعام متحيّن له. وقد رَشَنَ فلانٌ يَرشُن إذا تطفّل وتحيّن. ورَشَن الكلبُ في الإناء: وَلَغَ.

  رشو - فلان يَرتشي في حكمه ويأخذ الرُّشوة والرَّشوة والرِّشوة والرُّشَى. والرُّشَى رِشَاء النَّجاح. و «لعن الله الراشي والمرتشي». ورشوته أرشوه، وعن ثعلب: هو من رَشَا الفرخُ إذا مدّ رأسه إلى أمّه لتزقّه. واسترشى الفصيلُ: طلب الرّضاع.

  ومن المجاز: امتدّت أرْشِيَةُ الحنظل والبطّيخ وسيورُها وهي أغصانها. وقد أرشى الحنظلُ. وترشّيت فلاناً: لا ينته كما يُصانَعُ الحاكم بالرّشوة. ورشوتُ الدّهرَ صبراً حتى قَضَى لي عليكم؛ ولقد أبدع من قال:

  تَرْشُو أجِنّتَها المَطيُّ سرابَها ... طمعاً بأن يَنْتاشهنّ من الصّدَى

  رصد - رَصَدْتُه وارتصدتُه وترصّدتُه نحو رقبته وارتقبته وترقّبتُه: قعدت له على طريقه أترقّبه، وراصدته: راقبته. وتراصد الرّجلان؛ وقال ذو الرّمّة:

  يراصدها في جوْفِ حدباءَ ضَيّقٍ ... على المرْء إلّا ما تخرّقَ حالها

  وقعدتُ له بالمَرْصَد والمِرْصاد والمُرتصد والرَّصَد. وقوم رَصَدٌ جمع راصد نحو حَرَسٍ وخدَمٍ {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}. وفلان يخاف رَصَداً من قُدّامه وطلباً من ورائِه أي عدوّاً يرصده {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً}. وسَبُعٌ رَصيدٌ: يَرصُد ليثب. وناقة رَصُودٌ: ترصُد شربَ الإبل ثمّ تشرب.

  ومن المجاز: أنا لك بالمَرْصَد والمِرْصاد أي لا تفوتني {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ}. والمنايا للرّجال بمَرْصَد. وقد أرصدتُ هذا الجيش للقتال، وهذا الفرس للطّراد، وهذا المال لأداء الحقوق إذا أعددته لذلك وجعلته بسبيل منه. وأرصدتُ لك خيراً أو شرّاً، وأرصدتُ لك العقوبة. وأنا لك مُرْصِدٌ بإحسانك إليّ حتى أكافئك. وفلان يَرصُد الزكاةَ في صِلة إخوانه أي يضعها فيها على أنّه يعتدّ بصلتهم من الزّكاة. ولا تُخطئك مني رَصَداتُ خير أو شرّ أي أكافئك بما يكون