أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رأف

صفحة 213 - الجزء 1

  عظيم الرّأس. وشاة رأساء: سوداء الرأس. ورُئِس الرجلُ وهو مرؤوس ورئيس: رأَسَه البرسامُ وغيره: أخذ رأسه. ورأَستُه بالعصا: ضربتُ رأسَه. وخرج الضّبّ مُرَئِّساً، كما تقول: خرج مُذَنِّباً. وخذ برئاس سيفك ورِئاسته: بقائمه.

  ومن المجاز: عندي رأسٌ من غنم، وعدّة أرؤس، وما لي رأس مال. ورأس الدّين الخشيةُ. وهو رأس قومه ورئيسهم. ورائِس الكلاب. ورأَستُ القوم رَآسة؛ قال النمر بن تولب:

  ويوْمَ الكُلابِ رأسنا الجموعَ ... ضراراً وجمعَ بني مِنقَرِ

  وترأّسَ عليهم. ورأّسوه على أنفسهم، نحو تأمّر وأمّروه. وما أريده رأساً. وهم رأس عظيم أي جيش على حياله لا يحتاجون إلى إحلابٍ؛ قال عمرو بن كلثوم:

  برأسٍ من بني جُشَمِ بن بكْرٍ ... ندقّ بهِ السُّهولَةَ والحُزُونَا

  وأعطني رأساً من ثوم وسنّاً منه. وكم في رأسك من سنّ. وكن على رِياسِ أمرك. وتقول لمن يحدّثك: خذه من رأسٍ.

  رأف - الله تعالى رؤوف بعباده ورَؤُفٌ. وقد رؤف بهم ورأَف، وهو ذو رأفة ورحمة. وترأّفَ الوالدُ بولده. وما كان رؤوفاً. وقد رأفته واسترأفته: استعطفته. وتراءف القومُ. وما لبنيّ لا يتراءفون: لا يتراحمون.

  رأل - نعامة ذات رِئال ورِئْلانٍ وهي أولادها، ولها رأْل ورأْلة. واسترأَلتْ فراخُ النعام: قويت واشتدّت.

  ومن المجاز: زفّ رألُه وخوّد رألُه إذا فزع؛ قال:

  أقولُ لنَفسي حين خوّدَ رألُهَا ... روَيدكِ لمَّا تُشفقي حينَ مُشْفَقِ

  وروي بعدما خفّ رألها. وزفّ رألُ القوم وشالت نعامتهم: هلكوا. واسترأل النباتُ واسترسل: طال. ونبات مُسترسل مُسترئِلٌ.

  رأم - رَئِمتِ الناقة الولد أو البوّ رأْماً ورِئماناً، وناقة رائمة ورائم ورؤوم، ونوق روائم. وأمَا لناقتكم رأْمٌ أي شيء ترأمُه من بوّ أو ولد ناقة أخرى. وأرأمْنا الناقةَ ولدَها: عطّفناها عليه. وترأّمتْ عليه: أرزمت وحنتْ. وكأنّها رئم، وكأنّهن أرْآم الصريم؛ قال النابغة:

  علَيهِنّ شُعثٌ عامدونَ لبِرّهم ... فهنّ كأرآمِ الصَّرِيمِ خواضِعُ

  ومن المجاز: رئمتُ ما أنا عليه إذا ألفته وأحببته. وفلان رؤومٌ للضّيم: ذليل راضٍ بالخسف؛ قال:

  رَئِمتُ لسَلمَى بَوَّ ضَيمٍ وإنّني ... قديماً لآبي الضّيمِ وابنُ أُبَاةِ

  ورَئِمَ الجرحُ رِئماناً حسناً إذا التأم. وأرأمه الطبيبُ: داواه حتى لأمه. والأثافيّ روائم الأورق وهو الرماد. ومرّت بنا الآرامُ: تريد النساء الملاح. ومرّ بي ريم في خصره بريم.

  رأي - رأيته بعيني رؤيةً، ورأيته في المنام رؤيا، ورأيته رأيَ العين. وأرأيته غيري إراءةً. ورأيتُ الهلال. وتراءينا الهلال. وتراءى الجمعان. وتراءت لنا فلانة: تصدّت لنا لنراها. وهو يتراءى في المرآة وفي السيف: ينظر فيهما. وفي الحديث: «لا يتراءى أحدكم في الماء». وهو يرائي الناس مُراآة ورِياء، وفعلَ الخير رِئاءَ الناس. وهو حسن المرأى والمَرْآة. ونظر في المِرآة. وله مَرَاءٍ مجلوّةٌ، ورأى رؤيا حسنة، ورُؤًى حِساناً. ورأت المرأة ترئية بوزن تربعة، وتَرِيَّةً وهي ما تراه من صفرة أو بياض. ورأَّيتُ الرجل تَرْئِيَةً: أمسكت له المِرآة لينظر فيها. واسترأيتُ بالمِرآة. وله رُواء حَسَنٌ. وهذه امرأة لها رُواء، والواو تخفيف للهمزة. وعلى وجهه رَأْوَةُ الحمق وهي ما يرى عليه من آيته البينة التي لا تخفى على الناظر كأنّها تتكلّم به وتنادي عليه، وهذا نحو جبيت الخراج جِباوَةً. وأرْأتِ الشاة: تربّد ضرعُها فعُلم أنّها أقربت وهي مُرْءٍ. وأرى القرنُ وأبدى وهو أوّل ما يتبيّن. وأرتِ الأرضُ وأبدت: أوّل ما يلوح شيء من النبات. وجاء حين أجنّ رُؤيٌ رُؤياً أي شخصٌ شخصاً، وهو فُعْلٌ بمعنى مفعول كخبز. ورَأيْته أصبت رِئَتَه. ورَأرَأتْ بعينها: دارت بالحدقتين للمغازلة والمهازلة؛ قال:

  ولمَّا رَأتني رَأرَأتْ ثمّ أقبَلَتْ ... تُهازِلني والهَزْلُ داعيةُ العُهرِ