أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حرب

صفحة 119 - الجزء 1

  حسَناً. وأحْذَاني فلان وحَذَاني: حَمَلَني. على حِذاء. وحَذَا لي حِذْوَةً وحِذْيَةً من لحم، أي حُزّة. وبنو فلان يتَحاذَوْنَ الماءَ: يتصافَنُونَه ويقتسمُونَه على السويّة.

  ومن المجاز: أحذيْتُه حُذْيَا، وحُذْيَةً، وحَذِيّةً، أي أعطيتُه عطيّة، وهل أخذتَ حُذْياكَ؟ أي جائزتَك. وفي مثَل: «بينَ الحُذَيّا والخُلْسَةِ». وأحذَيتُه طعنةً إذا طعنتَه؛ قال ابن مُقْبِل:

  فقد كنتُ أُحْذي النّابَ بالسيفِ ضرْبةً ... فأُبْقي ثَلاثاً والوَظيفَ المُكَعْبَرَا

  أي المقطوعَ؛ وقال أيضاً:

  كأنّ خَصِيفَ الجمرِ في عرَصاتِها ... مَزَاحِفُ قَيْنَاتٍ تَحَاذَيْنَ إثْمِدَا

  الخصيف رماد فيه سواد وبياض. وهذا لبنٌ قارصٌ يَحْذِي اللّسانَ: يفعل به شِبْهَ القطع من الإحْراق.

  حرب - هو مَحْرُوبٌ، وحَرِيبٌ، وقد حُرِبَ مالَه أي سُلِبَه. وفي الحديث: «المحروبُ من حُرِبَ دينَه». وحَرَبْتُه فحَرِبَ حَرَباً، ومنه: وا وَيْلاه ووا حَرَبَاه. وأُخِذَتْ حَرِيبَتُه وحرائبُه. وفلان منغمس في الحروب، وهو مِحْرَبٌ، وحاربتُه، وهو من أهل الحِرَابِ، وأخذوا الحِرابَ للحِرَابِ، وتحارَبُوا واحترَبُوا.

  ومن المجاز: حَرِبَ الرّجلُ حَرَباً: غضب فهو حَرِبٌ، وحَرّبْتُه أنا. وأسدٌ حَرِبٌ ومُحَرَّبٌ، شُبّه بمن أصابه الحَرَبُ في شدّة غضبه؛ ومنه قول الراعي:

  وحارَبَ مِرْفَقُها دُفَّها ... وسامَى بهِ عُنُقٌ مِسْعَرُ

  أي باعَدَه كأنّ بينهما عداوة وحرْباً؛ ومنه قول الطائي:

  لا تُنكري عَطَلَ الكريمِ من الغِني ... فالسّيلُ حَرْبٌ للمكانِ العالي

  حرث - حَرَثَ الأرضَ: أثارَها للزراعة وذلّلَها لها، وبلد مَحْرُوثٌ، ولفلان ألفُ جَرِيبٍ محروثٍ.

  ومن المجاز: حَرَثَتِ الخيلُ الأرضَ: داسَتْها حتى صارت كالمَحْرُوثَةِ؛ كما قال:

  وبلَدٍ تَحْسَبُهُ محرُوثَا ... لا يجدُ الدّاعي بهِ مُغِيثَا

  يعني وطئته الخيلُ حتى صار كذلك. وحَرَثَ النّاقةَ وأحرَثَها: هَزّلها بالسّير. وحَرَثَ النّارَ بالمِحْرَاثِ: حرّكها. وحَرَثَ عنقَه بالسّكّين: قطعها. واحرُثْ لآخرتك: اعمل لها. وحَرَثْتُ القرآنَ: أطَلْتُ دراستَه وتدبُّرَه. وكيف حَرْثُك أي امرأتُك؛ قال:

  إذا أكَلَ الجرادُ حروثَ قَوْمٍ ... فحَرْثي هَمُّهُ أكْلُ الجَرادِ

  حرج - حَرِجَ صَدرُه حَرَجاً، وصدرٌ حَرِجٌ وحَرَجٌ. وأحْرَجَني إلى كذا: ألجأني فحَرِجْتُ إليه، وأحْرَجَ السّبُعَ إلى مَضيقٍ حتى أخذَه. وأحْرِجْ كلبَك فإنّه أدعى له إلى الصيد أي أسْهِمْ له من الصيد، وأطعِمْهُ حِرْجَه منه أي نصيبَه؛ قال الطِّرِمّاح:

  يَبْتَدِرْنَ الأحْرَاجَ كالثَّوْلِ والحِرْ ... جُ لرَبّ الضِّرَاء يَصْطَفِدُهْ

  يدّخِرُه: من الصَّفَد، أي يطعمها أحراجَها ويأخذ حِرْجَ نفسه. والثَّوْلُ: النّحلُ. وكلاب مُحَرَّجَةٌ: في أعناقِها الأحْرَاجُ، وهي الوَدَعُ، الواحد حِرْجٌ. وريحٌ حَرْجَفٌ: باردة.

  ومن المجاز: وقع في الحَرَجِ وهو ضيق المأثم. وحَدِّثْ عن بني إسرائيلَ ولا حَرَجَ. وأحْرَجَني فلان: أوقَعني في الحَرَجِ. وحَرِجَتِ الصلاةُ على الحائض، والسَّحُورُ على الصائم لما أصبح أي حَرُمَا وضاق أمرُهما. وظلمك عليّ حَرَجٌ أي حرام مضيَّق. وتحرّج من كذا: تأثّم. وحلف فلان بالمُحْرِجَاتِ وهي الأَيمان التي تضيّق مجالَ الحالف، وكَسَعَها بالمُحْرِجاتِ، أي بالطَّلَقاتِ الثلاث. وحَرِجَتِ العينُ:

  غارَتْ فضاقَتْ عليها منافذُ البصر؛ قال ذو الرُّمّة:

  وتَحْرَجُ العَينُ فيها حين تَنتَقِبُ

  وناقةٌ حَرَجٌ وحُرْجُوجٌ: ضامرة. ودخلوا في الحَرَجِ وهو مجتَمَع الشجر ومتضايَقُه، وهم في حَرَجَةٍ ملتفّة وحَرَجاتٍ وحِرَاجٍ؛ قال: