أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قرد

صفحة 500 - الجزء 1

  الوشمَ: غرزه بالإبرة، وبه قَرْحة دامية وقَرْحٌ وقُروح وهو كلّ ما جرح الجلدَ من عضّ سلاح أو غيره {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}. ويقال: به قُرْحٌ من قَرْحٍ به أي ألم من جراحة به. وما زلت آكل الورق حتى أقرح شفتيَّ. وقَرَحَ الفرسُ يقرَح ويقرُح قُرُوحاً، وقَرَحَ نابُه: طلع، وفرس قارح، وخيل قُرَّح، وفرس أقرح: أغرّ، وخيلٌ قُرْحٌ، وبوجهه قُرْحة وهي ما دون الغرّة. ويقال: لا ذباب إلّا وهو أقرح كما لا بعير إلّا وهو أعلم. وقرَحتُ ركيَّةً واقترحتُها: حفرتها في مكان لم يُحفر فيه. وهذه أرض لم يُقْرَح فيها. وشربتُ قريحةَ البئر: أوّل ما استنبط منها، وقَريحة السّحابِ وقريحه: أوّل ما صاب منها؛ قال مزاحم:

  قريحة أبكارٍ من المُزْن جِلَّةٍ ... شغاميمَ لاحتْ في ذراها البوارقُ

  وماء قَراح: لا يشوبه شيء من سويق ولا غيره. وأرض قَراح: ما فيها منابت سبخ. ورجلٌ قُرحانٌ: سالم من الجدري والحصبة ونحوهما، وقوم قُرحانٌ وقُرحانون. ونخلةٌ قِرواحٌ: طويلة. وهضبة قِرواحٌ. وناقة قِرواح: طويلة القوائم. وأرضٌ قِرواحٌ: واسعة؛ قال:

  أدينُ وما ديني عليكُم بمَغرَمٍ ... ولكن على الشمّ الجلادِ القَراوحِ

  وقال أبو ذؤيب:

  أُمَّ الصّبيّينِ هل تدرين أن رُبَمَا ... عيطاءُ قُلّتها شمّاءُ قِرواحُ

  ومن المجاز: روضة قَرحاء: في وسطها نَور أبيض. وقرّحتْ سنُّ الصّبيّ إذا همّت بالنبات فإذا خرجت قيل: غرّرت من القُرحة والغُرّة. وقرَّح العَرفجُ: نبتَ أوّلُه. وقرَّح الشّجرُ: خرجت رؤوس ورقه. وقَرَحَه بالحقّ: استقبله به. ولقيته مصارحة مقارحة: مواجهة. وهو قُرحة أصحابه: غرّتهم. وأصبنا قُرحة الوسميّ: أوّله. واقترحتُ الجمل: ركبته قبل أن يُركب. واقترحتُ الأمر: ابتدعته. وأنا أوّل من اقترح مودّة فلان أي أوّل من اتخذه صديقاً. واقترحتُ عليه كذا. واقترح خطبةً: ارتجلها. وفلان حسن القريحة إذا ابتدع شعراً أو خطبة أجاد. وأخذتُ قريحة الشيء: أوّله وباكورته. وأنت قُرحانٌ ممّا قُرِفتَ به أي بريء؛ وقال زَبّان بن سيّار الفزاري:

  كادَ الفراق غداةَ البينِ يفجعني ... لو كنتُ من فجعاتِ البَينِ قُرحانَا

  وتفرَّى اللّيل عن وجهِ أقْرَحَ وهو الصّباح.

  قرد - «فلان أذلّ من القِرْد والقُراد»، وأسفل من القُراد. وقرّد بعيره: ألقى عنه القُراد، وقرّده الغرابُ: وقع عليه يلتقط القِردانَ، وأقرد البعيرُ: سكن لذلك. ومنه قوله:

  إذا نزلتْ بَنو لَيثٍ عُكاظاً ... رأيتَ على رؤوسهِم الغُرابَا

  وجملٌ قَرودٌ. وكم قطعتُ من سبسب وفدفد ومن غائط وقَرْدد؛ وهي الارتفاع إلى جنب وَهدة؛ قال:

  متى ما تزرْنا تلقَنا وبيوتَنا ... بقرقرة ملساءَ ليست بقَردَدِ

  ومن المجاز: نزعت قُراد فلان. وقرّدته: خدعته؛ قال الحطيئة:

  لعمركَ ما قُرادُ بني كليب ... إذا نُزع القُرادُ بمُستَطاعِ

  وقال الأعشى:

  همُ السَّمْن بالسَّنُّوتِ لا ألْسَ فيهِمُ ... وهم يَمنَعونَ جارَهم أن يُقرَّدَا

  ورجلٌ قَرودٌ: ساكن. وأقرد الرجلُ: لصق بالأرض من ذلّ. وكلّمته فأقرد: سكت من عيّ. وإنّه لقَرِدُ الفم إذا كانت أسنانه صغاراً. وصوفٌ قَرِدٌ: ملتصق متلبّد. وتامِك قَرِدٌ. وسحاب قَرِدٌ: متراكب. وفرسٌ قَرِدُ الخصيلِ؛ قال:

  قَرِدُ الخَصيل وفي العظامِ بقيّة ... من صنعةٍ قدّمتُها لا تذهب

  وعِلْكٌ قَرِدٌ، وقَرِدَ العِلْكُ إذا فسدت ممضَغته. وأقرد