أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قرن

صفحة 504 - الجزء 1

  وعندهم قِرفتي، وهو وهم قِرفتي أي الذين أتّهمهم. وسل بني فلان عن ضالّتك فإنّهم قِرْفة؛ قال الأعشى:

  ولسنا لباغي المهملات بقِرْفَةٍ ... إذا ما طَهَى باللّيل منتشراتُها

  واحذر القَرَفَ على غنمك أي الوباء. وفي الحديث: إنّهم شكوا إليه الوباء، فقال: «تحوّلوا فإن من القَرَفِ التّلفَ». ويقال: أحمر كالقَرْفِ وهو صبغ أحمرُ، وأحمرُ قَرْفٌ وقِرْفٌ. وقُرْقِفَ الصَّرِدُ وتقرقف: أُرعد؛ قال:

  نعم ضَجيعُ الفتى إذا برَد اللّي ... لُ سُحيراً وقُرْقِفَ الصَّرِدُ

  ومنه: القَرْقَفُ: لأنّها تقرقف شاربها. وفي أحاجيهم: ما أبيضُ قُرْقوف ولا شَعر ولا صوف في كلّ بلد يطوف؛ يعنون الدرهم، والقُرقوف: الجوّال. وديكٌ قُراقِفٌ: شديد الصّوت. وقعدوا القُرْفُصاء وهي قِعدة المحتبي. وطيبٌ مُقَرْفَلٌ: جُعل فيه القَرَنفُلُ.

  ومن المجاز: هذا عليه قِرْف العِضاه أي هيّن كأنّه قشر لحاء العِضاه. وفي حديث ابن الزّبير: ما على أحدكم إذا أتَى المسجد أن يُخرج قِرْفَةَ أنفه. أي ينقّي أنفه ممّا لزق به من المخاط. وقد اقترف فلان مرضَ آل فلان، وقد أقرفوه إقرافاً وهو أن يأتيهم وهم مرضى فيصيبه ذلك، وهو مُقرَفٌ، ومنه: فرس مُقْرَفٌ، وخيلٌ مَقارِفُ ومقاريفُ. وأُقرفَ: أُدني للهُجنة، ويقال الإقراف من جهة الأب؛ وقال:

  فإن نُتِجَتْ مُهراً كريماً فبالحَرَى ... وإن يكُ إقرافٌ فمن قِبَل الفحلِ

  وقيل: هو مُقرِفٌ، بالكسر. وقد أقرفَ الهجنةَ وقارفها: قاربها وخالطها.

  قرم - قَرِمَ إلى اللّحم. وبازٍ قَرِمٌ، وبه قَرَمٌ شديد. وتقول: ليس من الشرف والكرم عادة الشره والقَرَم؛ وقال أبو دؤاد:

  يزينُ البيتَ مرْبوطاً ... ويشفي قَرَم الرَّكْبِ

  ولفلان قَرْمٌ منجِب، ومُقْرَمٌ: فحلٌ وهو تخفيف قَرِمٍ من القَرَمِ. وقد قَرِمَ البكر واستقرم: صار قَرْماً، وأقرمه صاحبُه: تركه عن الركوب والعمل، وودّعه للفِحْلة وقرّمه؛ قال:

  أرسَلَ فيها بازِلاً يقرّمُهْ ... فهوَ بها يَنحو طَريقاً يعلَمُهْ

  باسمِ الذي في كلّ سُورَة سِمُهْ

  وبعير مقروم، وبه قُرْمةٌ وهي سمة تُسلخ جلدة فوق الأنف وتُجمع. والبَهْمَةُ تَقرِم أطراف الشّجر، وبَهْمَةٌ قَرُومٌ، وهو يتقرّم تقرّم البَهْمَة. وما أعطاني قُرامةً ولا قُمامةً ولا قُلامةً وهو ما لزق بالتنّور أو قُشر من الخُبزة. وما لفِراشه مِقْرَمٌ وقِرام: مِحبس يُقرم به الفِراش أي يُعلَى وهو عند العرب ستر الكِلَّة من صوف فيه ألوان من العهون، والكِلَّة سترة للنّساء في جانب الخيمة. وبنى بيته بالقراميد: بالآجرّ. وقرمص الرّجلُ وتقرمص: دخل في القُرموص وهو حفرة واسعة الجوف ضيّقة الرأس يستدفئ فيها الصَّرِدُ؛ قال:

  جاء الشّتاء ولما أتّخذْ رَبَضاً ... يا ويحَ كفَّيَّ من حفر القراميصِ

  وقال:

  قراميصُ صَردَى نارهم لم تؤجّج

  ومن المجاز: هو قَرْمٌ من القُروم ومُقْرَمٌ: سيّد؛ قال عُوَيف القوافي:

  متى أدعُ في حيَّيْ فزارَةَ يأتِني ... صناديدُ صِيدٌ من قُروماتها الزُّهْرِ

  وقال أوس:

  إذا مُقرَمٌ منّا ذرا حدّ نابِه ... تخمّط فينا نابُ آخرَ مُقرَمِ

  قرن - هو قَرْنه في السن، وقِرْنه في الحرب، القَرْن، بالفتح: مثلك في السن، وبالكسر: مثلك في الشجاعة، وهم أقرانه، وهو قرينه في العلم والتجارة وغيرهما، وهم أقرانه وقرناؤه، وهي قرينتها وهنّ قرائنها، وقَرَنَ الشيءَ بالشيء فاقترن به، وقَرَن بينهما يقرِن ويقرُن، وقَرَن بين الحجّ والعُمرة قِراناً، وجاء فلان قارناً، وقارنته، وتقارنوا واقترنوا؛ وجاؤوا