أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خدد

صفحة 154 - الجزء 1

  خجل - كأنّي بك وقد جاء أجَلُك واجتمع عليك خجلُكَ ووَجَلُك؛ وهو التحيّر والاضطراب من الحياء، وأخجله كذا وخجّله.

  ومن المجاز: خَجِل فلانٌ بأمره إذا بَعِلَ به لا يدري كيف يصنع. وخَجِل البعير بحمله. وخَجِلَ الجملُ في الطين والوَعْثِ: ارتطم وتحيّر؛ قال:

  قُلتُ بَلى إنّي إذا اللّيلُ شَمِلْ ... ولَزِمَ الفِتيانُ أثباجَ الإبِلْ

  قد يهتَدي بصَوْتيَ الحادي الخَجِلْ

  أي المتحير. وثوبٌ خَجِلٌ: طويلٌ مضطربٌ، وأخجل ثوبَه؛ قال:

  عليه ثوبٌ خَجِلٌ خَنيثُ ... مَدْرَعَةٌ كِساؤها مَثْلوثُ

  وجَلّلَ فَرَسَه جُلًّا خَجِلاً: واسعاً يضطرب عليه ويدنو من الأرض. وفي الحديث: «إذا جُعْتُنّ دَقَعْتُنّ وإذا شبعتنّ خَجِلتنّ». أي فعلتنّ ما يوجب الخجل والحياء. وخجل النباتُ: كثر والتفّ، ووادٍ خَجِلٌ: مخصب معشب. وفي الحديث: «أنّه أتَى على وادٍ خَجِلٍ مُغِنٍ».

  خدب - رجُلٌ وجَمَلٌ خِدَبٌ: كامل الخَلْقِ شديد.

  خدج - ناقةٌ خادِجٌ: ألقت ولدها قبل الوقت وإن تمّ خَلْقُه، ومُخْدِجٌ: جاءت به ناقص الخلق وإن كان لوقته، ومِخْداجٌ: ذلك عادتها، وهي ذات خِداجٍ، وولدٌ مُخْدِجٌ وخَدِيجٌ.

  ومن المجاز: خَدَجَ الرجلُ فهو خادجٌ إذا نقص عضو منه، وأخدجه الله فهو مُخْدَجٌ، وكان ذو الثُّدَيّةِ مُخْدَجَ اليد. وأخدج صلاتَه: نقص بعض أركانها، وصلاتُه مُخْدَجَةٌ وخَادِجَةٌ وخِداجٌ وصفاً بالمصدر. وأخدَج أمرَه: لم يحكمه، وأنضجه: أحكمه، مستعار من إخداج الناقة وإنضاجها ولدَها. تقول: أنضج رأيك إنضاجاً ولا تخدجه إخداجاً؛ وأخدجَتِ الصّيْفَةُ: قلّ مطرها، وكلّ نقصان في شيء يستعار له الخِداجُ.

  خدد - دخل عليه فأظهر له المودّه وألقى له المِخَدّه؛ وطرحوا لهم النّمارق والمخادَّ. وبعير مخدود: موسوم في خدّه، وبه خِدَادٌ. وخَدَّ في الأرض. وفيها خُدودٌ وأخاديدُ وخَدٌّ وأُخْدُودٌ.

  ومن المجاز: ضربةٌ أُخْدودٌ. وتخدّد لحمه من الهزال. وخدّده سوء الحال؛ قال:

  أحْرَى قلائدها وخَدّدَ لحمَها ... أن لا يَذُقْنَ مع الشكائمِ عُودَا

  وأصلِحْ خُدودَ الهوادج وهي صفائح الخشب في جوانب الدّفتين عن يمين وشمال؛ قال الراعي:

  لهُ ذِئَبٌ جُوفٌ كأنّ خدودَها ... خدودُ جِيادٍ أشرَفَتْ فوْقَ مرْبَدِ

  ومضى خَدٌّ من الناس وجَبْهَةٌ، وقتلنا خدّاً فخَدّاً أي طبقة وطائفة وناحية من الناس؛ قال الجعدي:

  وهَبنا - لكم فيها المِئينَ وغادرَتْ ... مَغارَتُنا خَدّاً منَ النّاسِ عُيَّلا

  وعارَضَهُ خدٌّ من القُفّ: جانب منه؛ قال الراعي:

  غَدَا ومن عالجٍ خَدٌّ يُعارِضُهُ ... عن الشّمالِ وعن شرْقيّهِ كَتَدُ

  وخادَّه: عارضه. وتخادَّ الرجلان في الخصومة وغيرها.

  خدر - جارية مُخَدَّرَةٌ، وقد خدّرها أهلُها وأخدَروها، وتخدّرت، وهي من ربّات الخدور. وهو من الأخْدَرِيّاتِ وهي الحُمُر نُسبت إلى أخْدَرَ حِصان كان لأردشير بن بابك تَوَحّشَ فضرَبَ فيها. تقول في الأحمق: هو من بنات أخْدَر أو من بنات أكْدَر؛ وهو فحل من حُمُرِ الوحش.

  وخَدِرَتْ رِجْلُه، وبها خَدَرٌ، ورجلي خَدِرَةٌ. وخدّرته المقاعد إذا قعد طويلاً حتى خَدِرَتْ رجلاه؛ قال الهذليّ يصف صائداً:

  فجاء وقد أوْجَتْ منَ الموتِ نَفسُهُ ... به شَغَفٌ قد خَدّرَتْهُ المَقاعِدُ

  أوجث: ارتعدت.

  ومن المجاز: ليثٌ خادِرٌ ومخدِر؛ قال الفرزدق:

  بِفي الشّامتينَ الصّخرُ إن كان هَدّني ... رَزِيّةُ شِبْلي مُخْدِرٍ في الضّرَاغِمِ