أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

طرب

صفحة 385 - الجزء 1

  طحر - طحَرتْ عينُ الماء العرْمِضَ. وطحَرتِ العينُ قذاها؛ قال طَرفة:

  طَحورانِ عُوَّارَ القذى فتراهما ... كمكحولتيْ شاةٍ بحومل مُفردِ

  وقوسٌ مِطْحَرٌ: بعيدة موقع السّهم، وسهم مِطْحَرٌ: بعيد الذهاب. وأطحرَ الحجّامُ الختانَ وأسحتَه: استأصله. وختنَه الخاتنُ فلم يُغدِفْ ولم يُطحِرْ أي لم يُبقِ شيئاً من الجِلد ولم يستأصل ولكن وسَطاً بين ذلك. وله زَحيرٌ وطَحيرٌ: نفَس عالٍ، وقد طحَر يطحَر.

  ومن المجاز: لقوسه طَحيرٌ.

  طحل - به طُحالٌ وهو داء الطِّحال، وطحلتُه: أصبتُ طِحاله، وقد طُحِل وطَحِل فهو مطحول وطَحِلٌ. ورَمادٌ أطحلُ، وشرابٌ أطحلُ: كدِرٌ على لون الطِّحال، وفيه طُحْلة. وماءٌ طَحِلٌ. وقد طَحِلَ إذا فسد وتغير وعلاه الطُّحلب؛ قال زهير:

  يَعُمْنَ في شَرباتٍ ماؤها طَحِلٌ ... على الجذوع يخفْن الغمَّ والغَرَقا

  وفيه وجهان أن يكون من الطِّحال أو من معنى الطُّحلب. وطَحلَبَ الماءُ. وعين مُطحلِبةٌ؛ قال ذو الرّمّة:

  عيناً مُطحلِبَةَ الأرجاء طاميَةً

  وفي مثل: «ضَيّعْتَ البِكارَ على طِحالٍ» يُضرب لمن طلب حاجة إلى من أساء إليه، وذلك أنّ سُويدَ بن أبي كاهل هجا بني الغُبَر بقوله:

  مَن سرّهُ النَّيكُ بغير مالِ ... فالغُبَرِيّاتُ على طِحالِ

  شواغرٌ يلمعنَ بالرّجال

  وهو مكان، ثمَّ طلب إليهم بعدُ أن يفتكّوه من أسر وقع فيه.

  طحم - أتتهم طَحْمَة السّيل: دُفّاعه ومعظمه.

  ومن المجاز: أشدّ من حَطْمة السّيل تحت طَحْمة اللّيل؛ وهي مُعظم سواده. وطرقتنا طَحْمة من النّاس. ودُفِعوا إلى طَحْمة الفتنة.

  طحن - هو طحّان جيّد الطَّحْن نقيّ الطِّحْن وهو الطَّحين، وهو كحمار الطاحونة، وهي الطحّانة. وأُكِلت طواحنُك ولا أكَلتْ. وأطرق إطراق الطُّحَنِ وهو ليث عِفِرّين دويبة مثل الفستقة يقول له الصبيان: اطحن لنا جِرابنا، فيطحنُ بنفسه الأرض حتى يغيب فيها؛ قال جندل:

  إذا رآني خالياً أو في عَيَنْ ... يعرفني أطرَقَ إطراقَ الطُّحَنْ

  العَيَنُ: أهل الدار. وتقول: قعد على الإحن وأطرق كالطُّحَن.

  ومن المجاز: طحنتهم المنون. وكتيبة طَحون.

  طحو - طحا اللهُ الأرضَ طَحْواً. وطحا بك الهوى. وطحا بك همُّك: ذهب بك؛ قال:

  طحا بك قلبٌ في الحسان طروب

  وضربته ضربة طحا منها أي امتدّ. وضربته فطحوته: مددته على الأرض. وطحا بالكرة: رمى بها. وطحا الجارح بالأرنب: ذهب بها. وطحا بفلان شحمه إذا سمن. ومظلّة طاحية: عظيمة منبسطة.

  طخي - ليلةٌ طَخْياء: مظلمة.

  طرأ - طَرَأَ علينا فلانٌ: جاءَ من بلد بعيد فجأةً، وهو طارئ، وهو من الطُّرّاء لا من الثُّنّاء. ورجل طُرْآنيّ. وحَمَام طُرآنيّ: لا يُدرى من أين جاء. وشيء طرئ: بيّن الطّراءة، وقد طرُؤ طراءة، وقيل: طرُوَ طَراوة، وطرّأه تطرئة وطرّاه تطرية، وثوب مُطرّأ ومُطرًّى، وعُود مطرّأ ومُطرًّى.

  ومن المجاز: طرأ عليّ همُّ لا أطيقه، وطرأ عليّ شغل منعني من المسير، وطرأ عليّ ما لا أجد بدّاً من إمضائه، وفي الحديث: «طرأ عليّ حزبي من القرآن فأحببتُ أن لا أخرج حتى أقضيَه». وهذا كلام طرآنيّ: منكر خارج من الأدب الجميل.

  طرب - هو طرِبٌ وطروب ومِطراب، وقد طرِبَ طرباً وهو خفّة من سرور أو همّ، وتطرّب؛ قال الطرمّاح:

  وتطرّبْت للهَوَى ثمّ أوقف ... ت رِضاً بالتُّقى وذو البِرّ راضي

  وقومٌ طِراب ومطاريب، وأطربني صوتُه وتطرّبني؛ قال الكميت: