أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ذيخ

صفحة 211 - الجزء 1

  واستذهنتِ السنةُ القصب: ذهبتْ بذِهنِها وهو نِقْيُها.

  ومن المجاز: هو من أهل الذِّهن والأذهان وهو القوّة في العقل والمُسْكة. واجعل ذِهنَك إلى ما أقول، وألقِ ذهنك. وقد ذَهِنَ ذهَناً. وهو ذَهِنٌ فَطِنٌ زَكِنٌ. وما يَذْهَن فلان شيئاً: ما يعقِله؛ قال الطرمّاح يصف واعظاً:

  وأدَلَّ في عِظَةٍ على ما لم يكُنْ ... أبداً ليَذْهَنَه ذوو الأبصارِ

  وفلان يذاهن الناس ويفاطنهم: يباريهم بفطنته، وقد ذاهنني فذهنته وهو مذهون. وقد ذُهن: ذُهب بذهنه. تقول: لقد غُبنت وذُهنت. واستذهنك حبّ الدنيا: ذهب بذهنك.

  ذيخ - ما هم شِيَخَة إنّما هم ذِيَخَة؛ جمع ذِيخٍ وهو الضِّبْعان.

  ذيع - ذاع سرّه ذُيوعاً. وأذاع الخبرَ والسرَّ، وأذاع به، وهو مُذيع ومِذْياع. تقول: فلان للأسرار مِذياع وللأسباب مضياع. وفي الحديث: «ليسوا بالمذاييع البُذُرِ».

  ومن المجاز: تركتُ متاعي بمكان كذا فأذاع به النّاس: ذهبوا به. وأذاعوا بما في الحوض من الماء: شَربوه كلَّه. وذاع الجور: انتشر. وذاع في جلده الجرَب.

  ذيل - «شمّرْ ذَيْلاً وَادّرعْ لَيلاً». وجرّ ذيلَه وأذيالَه وذُيولَه. وقد ذال الثوبُ يَذِيل. وقميص ذائل. ودِرع ذائلة. وأذال ثيابه وذَيَّلها. ومُلاء مذيَّل. وذالت الجارية وتذيّلت: تبخترت ساحبة ذيلَها؛ قال طَرَفة:

  فذالتْ كما ذالَتْ وليدَةُ مَجلسٍ ... تُرِي رَبَّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ

  وقال الطرمّاح:

  إنّ الفُؤادَ هَفَا للبائِنِ الغَرِدِ ... لمَّا تَذَيّلَ خَلْفَ العُنَّسِ الخُرُدِ

  وأذاله: أهانه. وذال بنفسه ذَيْلاً. وهو في ذيل ذائل: في هَون شديد. وأذال فرسَه وغلامَه: لم يحسنِ القيام عليهما فَهُزِلا وفسدا. و «إنّه لأخْيَلُ من مُذالة» وهي الأَمَة.

  ومن المجاز: جرّت بها الرياح ذيولَها وأذيالها. وجاءنا أذيال من الناس وذيول أي أواخرُ منهم. وثور ذَيّال، وفرس ذيّال: طويل الذنب شبّه ذنبه بالذيل. ويقال: فرس طويل الذيل؛ قال ابن مقبل:

  وكلّ عَلَنْدَى قُصّ أسفلُ ذيلِه ... فشمّر عن ساقٍ وأوظفَةٍ عُجْرِ

  وقد تذيّل في استنانه: حرّك ذنَبَه نشاطاً. وذيّل كلامه تذييلاً، وتذيّل في كلامه وتسرَّح: تبسَّط فيه غير محتشم. وفلان طويل الذيل: غنيّ. وذالت حاله وتذايلت: تواضعت. وذالت الحمامة: سحبت ذنبها. وأذالتِ المرأة قناعها: أرسلته. وأذال مالَه: ابتذله بالإنفاق، ولم يصنه. يقال: أذلْ مالَك يصن عِرْضَك.

  ذيم - ذامه وذأَمه: عابه. وهو مَذيمٌ ومذؤوم. وهو يَتّقي الذَّيْم والذام. وفي مثل: «لا تعدم الحسناء ذاماً». وتقول: لا يزال مذيماً مَن لا يزال مضيماً؛ ومن احتمل الضَّيم استحقّ الذَّيْم.