أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جدر

صفحة 84 - الجزء 1

  ومن المجاز: اصطلى فلان بجَاحِمِ الحربِ. وذاقَ جاحمَ الحرب فبرد أي فَتَر وسكنَتْ حَفيظَتُه؛ قال:

  البَاغيَ الحرْبِ يَسعى نحوَها تَرِعاً ... حتى إذا ذاقَ منها جَاحِماً بَرَدَا

  جدب - جَدُبَ المكانُ جُدُوبَةً، وجَدِبَ وأجدَبَ، نحو خَصِبَ وأخصب. ومكان جَدْب وجَدِيب، وأرض جَدْبة وجَدِيبة، وبلد مُجْدِب وبلاد مَجَادِبُ. وفلان رَبيعٌ في المَجَادِبِ؛ قال حَرَام بن وَابِصَة:

  ألا ماتَ أهلُ الحِلمِ والبَاعِ والنّدَى ... رَبيعُ اليَتامَى صَوْبُه في المَجَادِبِ

  وأجْدَب القومُ: أصابهم الجَدْبُ، وأجْدَبت السّنَة، ومرّتْ عليهِم سِنُو جَدْبٍ، وسِنُونَ جَدَبَات. وأجْدَبْنا أرضَ بني فلان: وجدناها جَدْبَة. وجادبتِ الإبلُ العامَ إذا لم تُصادِف إلّا الدَّرِينَ لجُدُوبَتِه. وإبل مَجَادِبَة ومَجاديبُ. وجَدَبَ عمرُ ¥ السَّمَرَ بعد العَتَمَةِ. أي ذَمّه وعابه. ودعا رجل عُتْبَةَ بنَ غَزْوَانَ إلى منزله، فقال: امْضِ في رَشَدِ اللهِ وصحبتِه فما أتجَدّب أن أصْحَبَك. أي لا أتذَمّم.

  ومن المجاز: نزلنا ببني فلان فأجْدَبْناهم إذا لم يجدوا عندهم قِرًى وإن كانوا مُخْصِبين. وعن الحسن: «أجْدَبُ قلوبٍ وأخصَبُ ألسنَةٍ». ورَحْلُ فلانٍ جَديبٌ. وفي نوابغ الكلم: من كان آدَب كان رَحْلُه أجْدَب.

  جدث - غَيّبوه في الجَدَثِ أي في القبر. وتقول: شرّ الأحداث نزولُ الأجْداث.

  جدح - جدَحَ السَّويقَ واللّبنَ بالمِجْدَح وهو عُودٌ في رأسه عُودانِ معترضان يُخَاضُ به حتى يختلط. وخفَقَ المِجْدَحُ: أي الدَّبَرَانُ، ونَوْءُهُ غزيرٌ. يقولون: أرسلت السماءُ مَجَاديحَ الغَيْثِ. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: «لقد استَسْقَيْتُ بمَجاديح السّماء». أراد الاستغفار.

  جدد - رجلٌ مَجْدُود وجُدٌّ: ذو جَدٍّ، وهو أجدُّ من فلان، ويقال: أُعْطيَ فلان جَدّاً فلو بال لجُدّ ببَوْله أي لكان الجَدُّ في بَوْلِه أيضاً. وجَدَّ في عيني: عَظُم. وسلَكَ الجَدَدَ. وقد أجْدَدْتَ فسِرْ، ومشى على الجادّة، وامشوا على الجَوَادّ. وجَدّ في الأمر وأجَدّ، وأجَدّ المسير. وأ جادٌّ أنت أم هازِلٌ؟ وأجَدَّكَ وأجِدَّك تفعلُ كذا. وأرض جَدّاءُ: لا ماء بها. وشاة جَدّاءُ وجَدُودٌ: لا لبن بها. وعلى ظهره جُدّةٌ، وفي السّماء جُدّةٌ، وهي الطريقة. ولا أفعل ما كَرّ الجديدان والأجَدّان. وهذا زمن الجَدَادِ والجِدادِ، وأجَدَّ النّخْلُ. ومِلْحَفَةٌ جَديدٌ، وأجَدَّ ثوباً واستجدّه بمعنى.

  ومن المجاز: جَدّ به الأمرُ، وجَدّ جِدُّه، وهو على جِدّ أمر. وركب جُدّةً من الأمر أي طريقة ورأى رأياً. وهذه نَخْلٌ جَادُّ مائةِ وَسْقٍ أي تجُدُّها، كما تقول: ناقة حالبةُ عُلْبَتَين، وتحلُبُ علبتين.

  جدر - ناداه من وراء الجِدَار. وللحِجْرِ ثلاثة أَسَامٍ: الحِجْرُ والحَطيمُ والجَدْرُ، وهو أصلُ الجِدَار، سمّي بذلك لأنّ جِدارَه مستوطئ. وهو جَدِيرٌ بكذا، وما كنتَ جديراً به؛ قال زهير:

  بِخَيلٍ عَلَيها جِنّةٌ عَبقرِيّةٌ ... جديرُونَ يَوْماً أن يَنالوا فيَستَعلُوا

  ولقد جَدُرَ به، وما أجدَرَه بالخير، وهو أجدَرُ به. وجُدِرَ الصّبيُّ، وجُدِّر، وهو مَجْدُورُ الوجه، ومجدَّر.

  جدع - جدَعَ أنفَه وأذنَه فهو مَجْدُوعٌ، وإذا لزِمَ النّعْتُ قيل: هو أجْدَعُ، وهي جَدْعاءُ، وبه جَدَعٌ. ولا يقال: جَدِعَ، ولكن جُدِعَ، كما لا يقال في الأقطع: قَطِعَ، ولكن قُطِعَ. وما أقبح جَدَعَتَه وهي موضع الجَدْع، كالصَّلَعَةِ والقَطَعَة. وجدّعَه إذا قال له: جَدْعاً لك. وحبشيٌ مجدَّع.

  ومن المجاز: جَدِعَ الصّبيُ: أُسِيء غِذاؤه وقُطِعَ، فهو جَدِعٌ، وبه جَدَعٌ؛ قال أبو زُبَيْد:

  ثمّ استَفَاها فلم يَقطَعْ فطامَهما ... عنِ التّضَبُّبِ لا غَيْلٌ ولا جَدَعُ

  أي انهمكا في الرّضاع، من استفاهَ الرجلُ إذا كثر أكلُه، والتَّضبُّبُ السِّمَنُ، وجَدَعَتْ غذاءَه. ويقال: جدّعوا