أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وزع

صفحة 673 - الجزء 1

  فقد فَجَر ومن ورّك ذنبه على الله فقد كفر. وتورّك عن الحاجة: تبطّأ عنها؛ وقال القطاميّ:

  وقد تعرّجتْ لمّا ورّكت أركاً ... ذات الشّمال وعن أيماننا الرِّجَلُ

  أي خلَّفَته.

  ورم - ورِمَ جلدُه، وفيه ورَمٌ وأورام، وتورّم وجهه، وأصبح مورَّماً.

  ومن المجاز: ورِم أنفُه إذا غضب. وفي حديث أبي بكر، ¥: «فكلُّكم ورِمَ أنفه أن يكون له الأمر من دونه». وشجر وارم: كثير مجتمع؛ قال الجعديّ:

  فتَسامَى زمخريّ وارم ... مالت الأعراف منه واكتهل

  لا يُمسك ماءه.

  وره - امرأة وَرْهاء: حمقاء.

  ومن المجاز: ريح وَرْهاء، كقولهم: هَوْجاء إذا كان في هُبوبها خُرق وعَجرفَةٌ. وسحاب وَرِهٌ.

  وري - واريتُه فتوارَى. ووَرَى الزَّنْدُ يَري ووَريَ يَري، نحو: وَليَ يلي. وأوريتُه. وهل عندَك رِيَةٌ؟ شيء تُورَى به النّار من بعرة أو قطنة. ووراه الداءُ. وبعير مَوْرِيٌ؛ قال:

  وراهُنّ ربّي مثل ما قد ورَينني ... وأحمَى على أكبادهنّ المَكاويا

  قال النّضر: الوَرْيُ شَرَقٌ يقع في قصب الرئتين فيقتُل. وكان رسول الله، ÷، إذا أراد سفراً وَرّى بغيره. وما أدري أيّ الوَرَى هو؟ ويقال: «وراءك أوسعُ لك». وقيل للمخبّل: قاوِم الزبرقان، فقال: إنّه أندى مني صوتاً وأكثر مني ريقاً وإنّي لا أقوم له في المواجهة ولكن دعوني أهاديه الشعر من وَرَاءُ وَرَاءُ.

  ومن المجاز: «وَرَتْ بك زنادي» ووَرِيتُ؛ قال:

  ورت بعمرو بن عليّ ناري ... ساعة تبدو أسؤق العذاري

  وفلان كثير الرَّماد واري الزِّناد. واستوريت فلاناً رأياً: سألته أن يُورِيَه لي، كما يقال: استضئ برأيه. وسمعتهم يقولون: أَورنيه بمعنى أرِنيه وهو من الوَرْيِ أي أبرزه لي. ووَرَى النِّقْيُ وَرْياً: خرج منه وَدَك كثير. وسنامٌ وارٍ؛ قال الأخطل:

  والمطعِمين إذا هَبّت شَآمية ... تزجي الجهامَ سديفَ المُربع الواري

  النّاقة التي لقحت أوّل الربيع، والواري وصفٌ للسّديف منصوبٌ أو مجرور على الجوار أو وصفٌ للمُربع على معنى النّسب أي ذات وَرْي.

  وزب - سالت المَوازيب والمَيازيب، من وزب إذا سال، عن ابن الأعرابيّ.

  وزر - حمّلته الوِزْرَ وهو الحِمل الثقيل، ووَزَرَه يَزِرُه: حمله، وهو وازِرُه، ووازَرَه: حامَلَه. وهو مُوازِره ووزيره، كقولك: مُجالسه وجليسه. وأنت حصني ووَزَري.

  ومن المجاز: أعدَّ أوزارَ الحرب: آلاتها؛ قال الأعشى:

  وأعددتَ للحربِ أوزارَها ... رماحاً طِوالاً وخيلاً ذكورا

  ووضعتِ الحربُ أوزارَها. وقد وزَرَ فلان: أذنب فهو وازرٌ، ووُزِرَ فهو موزور. يقال: فلان موزور غير مأجور. واتَّزر فهو متَّزرٌ؛ قال مَرَّار بن سعيد:

  أستغفر الله من جِدّي ومن لعبي ... وِزري فكلُّ امرئ لا بدّ متَّزِرُ

  وعليك في هذا وِزْرٌ وأوزار. وهو وزير الملك: للذي يوازره أعباء الملك أي يحامله، وليس من المؤازرة: المعاونة لأن واوها عن همزة وفعيل منها أزيرٌ. ووَزَرَ فلانٌ للأمير يَزِرُ له وِزارةً، واستُوزِر استيزاراً. وعن النضر: سمعتُ رجلاً فصيحاً من جذام يقول: نحن أوزاره أجمعون أي وزراؤه وأنصاره نحو أشراف وأيتام.

  وزع - وَزَعْتُه: كففته، فاتَّزع، ووازعته: مانعته. والشيب وازع. وهو وازع العسكر: لمن يَزَعُ من يتقدّم منهم. ولا بدّ للنّاس من وَزَعةٍ: من كَفَفَةٍ عن الشرّ والبغي.