أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حلو

صفحة 140 - الجزء 1

  ومكان مِحْلالٌ: يُحَلُ كثيراً. وتحَلْحَلَ عن المكان. ورجلٌ حُلاحِلٌ: سيّد. وشاة ضيّقة الإحْليلِ وهو مَخْرَجُ اللبن. وحَلّ الدَّينُ يَحِلّ: وجب. وحان مَحِلُ الدَّين. وبَلَغَ الهَدْيُ مَحِلّه.

  ومن المجاز: رجلٌ مُحِلّ: لا عهد له، ومُحْرِمٌ: له عهد. وفلان حَلّالٌ للعُقَدِ، كافٍ للمُهمّاتِ. والكرَم في حُلّته. وكساه حُلَلَ الثّناء. ولبس المُحارِبُ حُلّتَه وبِزّتَه أي سلاحَه.

  حلم - حَلَمَ الغلامُ واحتَلَم، وغلامٌ حالِمٌ ومُحْتَلِمٌ، وبلغ الحُلُمَ. ورأى في حُلْمِه كذا. وهو من أضغاث الأحلام. وحَلَمْتُ بفلانة، وحَلَمْتُها؛ قال الأخطل:

  فَحَلَمْتُها وبَنُو رُفَيْدَةَ دُونَها ... لا يَبْعَدَنّ خَيالُها المَحْلُومُ

  وتَحَلّمَ فلان ما لم يَحْلُم إذا قال: حَلَمْتُ بكذا وهو كاذب. وحَلُم فلانٌ، فهو حَليمٌ، وفيه حِلْمٌ أي أناة وعقل. وهو من ذوي الأحلام، ولهم أحلامُ عادٍ. وتحلّم: تكلّفَ الحِلْمَ؛ قال حاتم:

  تَحَلّمْ عنِ الأدنينَ واستبقِ ودَّهمْ ... ولَن تَستَطيعَ الحِلْمَ حتى تَحَلّمَا

  وحَلُمَ عن السّفيه. والله حَليمٌ عن العصاة: لا يُعاجِلُهم بالعقاب. وقد حَلِمَ الأديمُ: وقع فيه الحَلَمُ. وحَلّمْتُ بعيري وقَرّدْتُه:

  ومن المجاز: اسْوَدّتْ حَلَمَتَا ثَديَيه، وقُرادا ثدييه. وحَلِمَ الأديمُ أي فسدَ الأمرُ. وهذه أحلامُ نائمٍ: للأمانيّ الكاذبة. ولأهل المدينة ثيابٌ غلاظٌ مخطَّطةٌ تسمّى أحلامَ نائمٍ؛ قال:

  تَبَدّلْتِ بَعدَ الخَيْزُرَانِ جَرِيدَةً ... وبعدَ ثيابِ الخَزّ أحلامَ نائِمِ

  يقول كَبِرْتِ فاستَبدَلتِ بقَدّ في لين الخيزران قدّاً في يُبْسِ الجريدة، وبجلدٍ في لين الخزّ جلداً في خشونة هذه الثياب.

  حلو - حَلا الشيءُ واحْلَوْلَى، واستحلاه، واحلولاه؛ قال:

  فلو كنتَ تُعطي حينَ تُسألُ سامَحتْ ... لكَ النّفسُ واحْلَوْلاكَ كلُّ خَليلِ

  وحَلُوَتِ الفاكهَةُ: نَضِجَتْ. وحَلّى السَّويقَ. وهو يحبّ الحلاويَّ. وحَلَوْتُه العطاءَ. و «نُهي عن حُلْوَانِ الكاهِن». وأخذ حُلْوَانَ بنتِه أي مَهْرها. وحَلِيَتِ المرأةُ، وهي حالٍ. ولها حَلْيٌ وحُليٌ وحِلْيَةٌ وحُلًى. وهذه حِلْيَةُ السيف، وحِلْيَةُ المصحف. وعرفته بحِلْيَتِه أي بهيئتِه، وعرفتُهم بحُلاهم. وحَلّيْتُ الرجلَ: بيّنتُ حِلْيَتَه.

  ومن المجاز: حَليَ فلان في صدري وفي عيني؛ قال:

  فلم يَحْلَ في العينَينِ بعدكِ مَنظَرُ

  وحَلّيْتُ الشيءَ في عين صاحبه، وهو حُلْوُ اللّقاء، وحُلْوُ الكلام. واستَحلَيتُ هذه الجاريَةَ، واحْلَوْلَتْ لي، وجارية حُلْوَة المنظر، وحلوة العينين. وتَحَالَى الرجلُ، وتحالَتِ المرأةُ: أظهرتْ حلاوتها، وتَحَلّى فلان بما ليس فيه.

  حمأ - عين حَمِئَةٌ: كثيرة الحَمْأة، وقد حَمِئَتْ. وحَمَأتُ البئرَ: نزعتُ حَمَأَها. وأحْمَأتُها: ألقيتُه فيها، ونظيره قَذَيْتَ العينَ وأقْذَيْتَها، ونظير الحَمْأةِ والحَمَإِ الحَلْقَة والحَلَق.

  حمد - أحْمَدُ الله تعالى بجميع محامده؛ قال النابغة:

  وألقَيتُ في العَبْسِيّ فَضلاً ونعمَةً ... ومَحْمَدَةً مِن باقِياتِ المَحَامِدِ

  وأحْمَدُ إليكَ اللهَ. وأحْمَدْتُ فلاناً: وجدتُه محموداً. وأحمَدَ الرجلُ: جاء بما يحمد عليه، ضدّ أذَمَّ. والله محمود وحَميد. ورجل حُمَدَةٌ: كثير الحمد. وحَمّدتُ الله ومجّدتُه. وهو أهل التّحْميدِ والتحاميد. وتحمّد فلانٌ: تكلّفَ الحَمْدَ. تقول: وجدتُه متحمِّداً متشكِّراً. «ومن أنفق مالَه على نفسه، فلا يَتَحَمّدْ به على الناس». واستَحْمَدَ الله إلى خلقه بإحسانه إليهم وإنعامه عليهم.

  ومن المجاز: أحْمَدْتُ صنيعَه. وأحْمَدْتُ الأرضَ: رضيتُ سكناها. والرعاة يَتَحامَدُونَ الكلأ؛ قال قُرَادُ ابن حَنَش: