أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وكل

صفحة 688 - الجزء 1

  ودمعٌ واكف، ومنحة وَكُوفٌ: غزيرة. وهذا الأمر وَكَفٌ عليك: عَيْبٌ.

  ومن المجاز: فلان يتوكّف الأخبار، نحو: يستقطر الأخبار.

  وكل - وكَلَ إليه الأمرَ وُكولاً، وهذا موكول إليك، ووكَلْتُه إلى الله وواكلته، وتواكلوا. وفلان وَكَلٌ ووُكَلَةٌ تُكَلَةٌ ومُواكِلٌ: ضعيفٌ يتّكِلُ على غيره. وتقول: توكّلْ على الله ولا تتّكل على غيره. وهو وكيل بيّن الوكالة. ووكّلتُه بالبيع فتوكّل به.

  ومن المجاز: قول الشمّاخ يصف ناقة:

  قد وكّلتْ بالهُدى إنسانَ صادقَةٍ ... كأنّه عن تَمام الظمء مسمُولُ

  كأنّه سُمِل لفرط غُؤوره بعد تمام الظمء. ووكّل همّه بكذا. وهو مُوَكَّل برَعْي النّجوم. ويقول الرجل لصاحبه إذا قُضِي له عليه: وكّلْتُك العامَ من كلب بتَنْباحٍ. وحَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وفرس مُواكِلٌ، وفيه وِكالٌ: يسير ما دام معه آخر فإن انفرد تبلّد. وتقول: فلان نَوْءُه متخاذِل ونَهْضه متواكِل. وكِلْني إلى كذا: دعني أقم به.

  وكن - الطّير في وُكُناتها وَوُكَناتها وَوُكْناتها: في أعشاشها ومواقعِها، والطّائر على وَكْنه ومَوْكِنه ووُكْنته، ووَكَن على بيضه وُكوناً، وهو واكن، وحمائِمُ وُكونٌ وواكنات؛ قال:

  تُذكّرني سلْمَى وقد حال دونَها ... حَمامٌ على بيضاتِهنّ وُكُونُ

  ومن المجاز: تمكّن فلان وتوكّن، ونساء واكنات: جالسات.

  وكي - أوكى السّقاءَ: شدّه بالوكاء وهو الرّباط. وفي مثل: «يَدَاكَ أوْكَتا وفُوكَ نَفَخ». ويقال: أوكِ على ما في سقائِك؛ قال:

  إذا شرِب المِرَضّةَ قال أوكي ... على ما في سقائِكِ قد رَوِينا

  وعن الحسن: ابن آدم جَمْعاً في وعاء وشدّاً في وِكاء.

  ومن المجاز: سألناه فأوكَى علينا أي بَخِل. وإن فلاناً لَوِكاء: ما يبِضّ بشيء. وأوكِ على فيك: أمر بالسكوت. وفي الحديث: «كان يُوكي مَا بَيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ». أي يسكُتُ، ويُروى: «كان يُوكي ما بين الصّفا والمَرْوة سَعْياً». أي يملؤه سعياً.

  ولث - أصابهم وَلْثٌ من مطر. وبينهم وَلْثٌ من عهد: شيء منه ليس بمحكم. وعنده وَلْثَةٌ من خبرٍ ورَضْخَةٌ منه. ولم أرَ من ذلك إلّا وَلْثَةً: أثراً يسيراً. وفي بعض نُفَاثات الأمير الشّريف، أدام الله تعالى مجده:

  فأعجِبْ بها حالاً ولم تشحط النّوى ... ولم تَكُ إلّا وَلْثَةً وشميما

  ولج - ولَج في البيت، وتولّج، وامرأةٌ خرّاجة ولّاجة. ودخلوا الوَلَجَ والوَلَجَة وهو ما كان من كهف أو غارٍ يُلجأ إليه، والتجأوا إلى الوَلَجاتِ والأولاج. ودخل الظّبي في التَّوْلَج: في الكِناس. وهو وَليجةٌ من الولائج: بِطانة.

  ولد - هو من أولاده ووَلَدِه ووُلْدِه، وهم وِلْدَةٌ صغار، وهو وليد من الوِلْدانِ ووليدة من الولائد: للصبيّ والصبيّة. ووَلَدَتِ المرأةُ وِلادة ووِلاداً، ومَولِدُه وميلادُه وقتُ كذا، ومكّة مَولده ومَنشؤه. وشاة والدٌ: بيّنة الوِلادِ، وشاءٌ وُلَّدٌ. وهذه مُوَلِّدَةُ فلان: قابِلتُه، وولّدتني فلانة. وعن امرأة من سُلَيم: ولّدتُ عامّة أهل دارنا. ووَلّدتُ الغنمَ: نتجتْها. وغلام مُوَلَّدٌ وجارية مُولَّدةٌ: وُلدتْ عند العرب ونشأت مع أولادهم وتأدّبت بآدابهم. واستولد جاريةً. وتوالدوا بساحل البحر. وهو وهي لِدَتي وهم وهنّ لِداتي.

  ومن المجاز: وَلّدوا حديثاً وكلاماً: استحدثوه. وكلام مُوَلَّد: ليس من أصل لغتهم، وشاعر مُوَلَّدٌ. وتوَلّدتِ العصبيّة فيما بينهم. وأرض البلقاء تَلدُ الزعفرانَ.

  واللّيلُ حُبلَى ليس يُدرَى ما تَلِدْ

  ورأيت وليدة من ولائد فلان ووليداً من وِلدانه: يريد الجارية