أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

بكم

صفحة 48 - الجزء 1

  على عِيَالٍ في زَمانٍ جَاحِدِ ... يَرْجُوكَ إذْ أبْكَأ كلُّ رَافِدِ

  ونحن مَعَاشِرَ الأنْبِياء فينا بَكْءٌ أي قِلّةُ كلامٍ.

  بكت - بَكَتَه بالحُجّةِ وبَكّتَه: غَلَبَه. تقول: بَكَتَه حتى أسْكَتَه. وبَكّتَه: قَرّعَه على الأمر وألزَمه ما عَيّ بالجَوابِ عنه. وبَكّتَه بالعَصَا: ضَرَبه.

  بكر - بَكَرَ المُسافِرُ وأبْكَرَ وبَكّرَ وابْتَكَرَ وتَبَكّرَ: خرج في البُكْرَة؛ قال ذو الرُّمّة:

  خُوصٌ بَرَى أشْرَافَهَا التّبَكُّرُ ... قَبلَ انْصِداعِ الفَجْرِ والتّهَجُّرُ

  وباكَرَه: بَكَرَ إليه. وتقول: المُبَاكَرَةُ مُبارَكةٌ. وأتَيتُه بَاكِراً وبُكْرَةً وبَكَراً.

  ومن المجاز: بَكّرَ بالصّلاة إذا صلّاها في أوّل وقتِها. وفي الحديث: «لا يزالُ الناسُ بخَيرٍ ما بكّرُوا بصلاة المغرب». وبَكّرَ إلى صلاة الجمعة: خرج إليها في أوّل وقتها. وابتكَرَ الشّيءَ: أخَذَ أوّلَه. وابْتَكَرَ الفاكِهَة: أكل باكورَتها وهي أوّلُ ما يُدْرِكُ منها. وابْتَكَرَ الجارِية: اقْتَضّها. وابتَكَرَ الخُطْبَةَ: سَمِعَ أوّلها. ونخلَةٌ باكِرٌ وبَكُورٌ: تُبَكِّرُ بحَمْلِها. وغيثٌ باكِرٌ وبَكُورٌ: وقع في أوّل الوَسْميّ. وسَحَابَةٌ مِدْلاجٌ بَكُورٌ؛ قال:

  جَرّرَ السّيلُ بها عُثْنُونَهُ ... وتَهَادَتْها مَدَالِيجٌ بُكُرْ

  وضَرْبَةٌ بِكْرٌ: لا تُثَنّى. وكانَتْ ضَرَباتُ عَلِيٍ أبْكَاراً. وأشَدّ الناسِ بِكْرٌ ابنُ بِكْرَيْنِ. وما هذا الأمرُ منك ببِكْرٍ ولا ثِنْيٍ أي بأوّلٍ ولا ثَانٍ. وكَرْمٌ بِكْرٌ: حَمَلَ أوّلَ حَمْلِه، وكُرُومٌ أبْكارٌ. وحاجَةٌ بِكْرٌ وهي أوّلُ حاجَةٍ رُفِعَتْ؛ قال ذو الرُّمّةِ:

  وُقُوفٌ لَدَى الأبْوَابِ طُلّابُ حَاجَةٍ ... عَوَاناً مِنَ الحاجاتِ أوْ حاجَةً بِكْرَا

  ونارٌ بِكْرٌ: لم تُقْتَبَسْ من نارٍ. وعَسَلٌ أبْكَارٌ: عملته أبْكارُ النّحل، وقيل الجواري الأبْكارُ يُلَيّنّهُ. وجاءوا على بَكْرَةِ أبِيهِم أي جميعاً. والأصل حديث الدُّهَيْم.

  بكع - بَكَعَه بالسّيف والعَصَا: ضَرَبَه ضرباً شديداً.

  ومن المجاز: كَلّمتُه فبَكَعَني بجَوَابٍ خَشِنٍ، وخَشِيتُ أن تَبْكَعَني بما أكْرَهُ.

  بكك - تَبَاكّتِ الإبِلُ على الحَوْض: تزاحمَتْ. وتقول: تَبَاكُّوا فتَداكُّوا. وسُمّيَتْ بَكّةَ لأنّها كانت تَبُكّ أعناقَ الجبابرَةِ إذا ألحَدُوا فيها بظُلْمٍ لم يُناظَرُوا أي لم يُنْتَظَرْ بهم. وتقول: أحْمَقُ بَاكّ مَنْ هو في الحقّ شاكّ.

  بكم - تكلّم فلانٌ فتُبُكِّمَ عليه إذا أُرْتِجَ عليه.

  بكي - بَكَى على المَيّتِ وبَكَاه وبَكَى له وبكّى عليه وبَكّاه. وفعلتُ به ما أبْكَاه وبَكّاه؛ قال:

  سُمَيَّةُ قُومي ولا تَعجِزِي ... وبَكّي النّساءَ على حَمزَةِ

  واستَبْكَيْتُه فبَكَى، وباكَيْتُه فبَكَيْتُه: كنتُ أبكى منه؛ قال جرير:

  الشّمسُ طالعَةٌ لَيسَتْ بكَاسِفَة ... تَبكي عَلَيكَ نجومَ اللّيلِ والقَمَرَا

  وفي الحديث: «لكِنّ حمزَةَ لا بَوَاكيَ له». وهو من البَكّائين.

  ومن المجاز: بَكَتِ السّحابَةُ في أرْضهم {فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ}.

  بلج - انْبَلَجَ الفَجْرُ وتَبَلّجَ. ولَقِيتُه عند البُلْجَةِ، وسرَيتُ الدُّلْجَةَ والبُلْجَةَ حتى وصَلْتُ؛ قال:

  أغْدُو عليها وأشُدُّ أزْرِي ... ببُلجَةٍ قبل طُلوعِ الفَجرِ

  ورجُلٌ أبْلَجُ: بَيّنُ البَلَجِ والبُلْجَةِ؛ قال:

  أبْلَج بَينَ حاجِبَيْهِ نُورُهُ ... إذا تَغَدّى رُفِعَتْ سُتورُهُ

  وما أحْسَنَ بُلْجَتَهُ!

  ومن المجاز: صَبَاحٌ أبْلَجُ؛ قال العَجّاجُ:

  حتى بَدَتْ أعْنَاقُ صُبْحٍ أبْلَجَا ... تَسُورُ في أعْجَازِ لَيْلٍ أدْعَجَا