أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

صدي

صفحة 352 - الجزء 1

  ومن المجاز: صدمتُ الشرَّ بالشرِّ. وصدَمهم أمر شديد. «والصّبرُ عند الصَّدْمة الأولى». وأتيتُ على الأمرين صدْمةً واحدة، كما تقول: ضربةً، وأعطاه رزق شهرين صَدْمةً. وقال عبد الملك للحجّاج: إنّي استعملتك على العراقين صَدْمةً فاخرج إليهما كميش الإزار. وصدمتْه حُميّا الكأس. ورجل مُصدَّم: مجرَّب.

  صدي - رجلٌ صَدٍ وصَادٍ وصَدْيَانُ، وامرأة صَدْيَا، وقد صَدِيَ، وقتله الصَّدَى وهو العطش الشديد. وتصدّيتُ له. وصدَّى بيديه: صفَّق، ولهم مُكاءٌ وتَصْدِية. وصاديْتُه، وظللتُ أصاديه: أداريه، وتقول: من صاداك فقد صادك.

  ومن المجاز: أنا صَديانُ إلى حديثك. ولي أحشاء صوادٍ إليك. وصَمَ صَداه، وأصَمَّ الله تعالى صَداه: دعاء بالهلاك لأنّه إذا هلك لم يجبه الصَّدَى. وتقول: أنت غداً صَدًى. وتقول: هم اليوم أعداء وهم غداً أصداء؛ أي موتَى.

  صرب - «جاء بصَرْبة تزوي الوجه». وتقول: جزى الله بضَربه من جاءنا بصَربه؛ وهي القارص. وتقول: الضَّريبُ لا الصَّريب أي الخاثر من عدّة لقاح ضُرب بعضه على بعض لا الحَقِينُ الحامض.

  صرح - لَبنٌ صَريح: ذهبتْ رُغوته وخلص. وعربيٌ صريح من عربٍ صُرَحاء: غير هُجَناء، ونَسَبٌ صريح. وكأس صُراح: لم تُمزج. وصرَّحتِ الخمرةُ: ذهب عنها الزَّبد. ولقيته مصارحة: مجاهرة. وصرّح النّهارُ: ذهب سحابه وأضاءت شمسه؛ قال الطرمّاح في صفة ذئب:

  إذا امتَلَّ يَعدو قلتَ ظلّ طَخاءةٍ ... ذَرَى الرِّيحُ في أعقابِ يوْمٍ مصرِّحِ

  وصرّح بما في نفسه. وبَنى صَرْحاً وصُروحاً. وقعد في صَرْحة داره: في ساحتها.

  ومن المجاز: شرٌّ صُراح. «وصرّح الحقُّ عن محضه».

  صرخ - تقول: له عَولة كعولة الثكلَى وصَرخة كصَرخة الحُبلَى. وصرَخ يصرُخ صُراخاً وصريخاً، وهو صارخ وصَريخ، وقد نقَع الصَّريخُ؛ قال:

  قوْمٌ إذا نَقَعَ الصَّريخُ رَأيتهم ... من بين مُلجِم مُهره أوْ سافعِ

  والصُّراخ: صوت المستغيث وصوت المغيث إذا صرخ بقومه للإغاثة؛ قال سلامة:

  إنّا إذا ما أتَانَا صَارخٌ فَزِعٌ ... كانَ الصُّراخُ له قرْعَ الظَّنابيبِ

  أي كان الغياث له. وتقول: جاء فلان صارخاً وصَريخاً ومستصرِخاً: مستغيثاً. وأقبل صارخاً وصارخَةً وصَريخاً ومُصْرِخاً: مغيثاً؛ قال:

  وكانوا مُهلِكي الأبناء لَوْلا ... تَداركهم بصَارخةٍ شَفيقِ

  وفي المثل: «عبدٌ صريخه أَمة» أي مغيثه. وأصرختُه: أغثته. واستَصرَخني: استغاثني. وتصارخوا واصطرخوا: تصايحوا.

  صرد - هذا يومُ صَرْدٍ وصَرَدٍ، ويومٌ صَرِدٌ، وقد صَرِدَ يومُنا، وليلةٌ صَرِدَةٌ. ورجُلٌ صَرِدٌ، وقومٌ صَرْدَى، وقد صَرِدتُ اليومَ صَرَداً شديداً، وريحٌ مِصراد: باردة؛ قال:

  إذا رَأينَ حَرْجفاً مِصرَادَا ... وَلَّيْنَها أكسِيَةً جِيادَا

  ورجلٌ مِصرادٌ: جزوعٌ من البرد، وقيل: قويٌّ عليه. وسهمٌ صارِدٌ: خرجتْ شباة حدِّه من الرميَّة، ونافِذٌ: خرج بعضه، ومارقٌ: خرج كلُّه. ونَبْلٌ صَوَارِد، وقد صرَدَ من الرَّميّة يَصرُد فهو صارد، وصرِدَ صرَداً فهو صَرِدٌ؛ قال الصَّلَتان:

  فَما بُقْيَا عَليَّ تَرَكْتُماني ... ولكِن خِفتُما صَرَدَ النِّبالِ

  وقد أصرده الرّامي. وصرَّدَ السَّقيَ: قطعه دون الرِّيِّ. وشرب مصرَّد. وسقاه سَقياً غيرَ تصريد. وصرَّدْتُ الشّاربَ عن الماءِ: قطعتُ عليه شربه؛ قال النّابغة:

  وتُسقَى إذا ما شئتَ غيرَ مصرَّدٍ ... بصَهباءَ في حافاتِها المسكُ كارعُ

  وصرَّد شرابَه: قلَّلَه.