أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خصي

صفحة 165 - الجزء 1

  اختلّ أي افتقر، وسدَدْتُ خَصاصة فلان: جبرت فقره. وسمعت أهل السراة يقولون: رفع الله خَصّتَك.

  خصف - خَصَفَ النعلَ: أطبق عليها مثلها وخرزها بالمِخصف؛ قال:

  حتى دُفعتُ إلى فراخِ عزيزَةٍ ... فتخاءَ روثةُ أنفِها كالمِخْصَفِ

  وحبل خَصيف، وأخصَفُ: أبرقُ؛ قال العجّاج:

  أبدَى الصّباحُ عن بَرِيمٍ أخصَفَا

  وكتيبة خصيف: لبياض الحديد وسواد الصدأ.

  ومن المجاز: خصف خِرقةً أو يده على عورته، واختصف بها: استتر. وهم يَخصِفونَ أقدامَ القوم بأقدامهم، أي يتبعونهم فيطبقونها عليها. والخيل تخصف أخفاف الإبل بحوافرها، وعن بعض العرب: احتَثُّوا كلّ جُماليَّة عيرانةٍ، فما زالوا يخصفون أخفافَ المطيّ بحوافر الخيل حتى أدركوهم، أي ركبوا الإبل وجنّبوا الخيل وراءهم. وقال مَقّاسٌ العائذيّ:

  أولى فأولى بامرئ القَيسِ بَعدَ ما ... خَصَفنا بآثارِ المَطيّ الحَوافرَا

  وخصّفْتُ فلاناً: أربيت عليه في الشتم. وخصّف الشيبُ لِمّته: جعلها خصيفاً؛ قال:

  دَنَتْ حِفْظتي وخصّفَ الشيبُ لمّتي ... وخَلّيتُ بالي للأُمورِ الأَباطِلِ

  خصل - أخذ من خُصَل الشَّعر، ومن خُصَل الشجر، وهي ما تدَلّى من أطرافه. وارتعدت فرائصه واضطربت خصائله جمع خصيلة، وهي كلّ لحمة فيها عصب. وتخاصَلَ القوم: تراهنوا في النضال. وإذا وقع السهم بلزق القرطاس سمّوا ذلك خَصْلَة، فإذا غلب وتراهنوا حسبوا خَصلتين بقرطسة. وأحرز فلان خَصْلَه إذا غلب.

  ومن المجاز: فيه خَصلة حسنة وخصال وخَصَلات كرام.

  خصم - اختصموا وتخاصموا، وهذا يوم التخاصم. وخاصمته فخَصَمتُه أَخصِمُه. وكنّا في خصومة {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ}. ورجل خَصِمٌ {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}. وهو خَصْمه وخصيمه، وهم خصومه وخصماؤه. وأخصَمَ صاحبَه: لقنه حجّته حتى خَصَمَ، وخاصمه مخاصَمة. وضَعْه في خُصْمِ الفراش وهو جانبه. وخذوا بأخصام الغرارة وهي جوانبها التي فيها العرى؛ وقال الأخطل:

  إذا طَعَنَتْ فيها الجنوبُ تحَامَلَتْ ... بأعجازِ جَرّارٍ تَداعى خُصُومُها

  وأخذ بخُصم الراوية وعُصمها فرفعها أي بطرفها الأسفل وطرفها الأعلى.

  ومن المجاز: قولهم في الأمر إذا اضطرب: لا يُسدّ منه خُصم إلّا انفتح خُصْمٌ آخر.

  خصي - قال النابغة في الخنساء: إن لها أربَع خُصًى. و «برئت إليك من الخِصَاء». وجاء كخاصي العَيرِ أي مستحيياً لم يقضِ حاجتَه.

  خضب - خَضَبَ شَعرَه ويدَه بالخِضاب، وكفٌ خَضيبٌ، وبنانٌ مخضَّب. وطلعت الكفّ الخضيبُ وهي نجم. واختضب الرجل وتخضّب. وامرأةٌ خُضَبَةٌ: كثيرة الاختضاب، وقد خضَبَتْ تخضِب. وأعطِني من مخاضِب حِنّائِك وهي خِرَقُ الخضَاب. وغسلت ثيابها في المِخْضَب وهي الإجّانَةُ.

  ومن المجاز: ظليم خاضب: أكل الربيع فاحمرّت ساقاه وقوادمه. وخضَبَتِ العِضَاهُ: اخضرّت وتفطّرت. وخضَبت الأرض وأخضبَتْ وتخضّبَتْ: ظهر نبتُها. وتقول: رأيتُ الأرضَ مُخضِبَه وتوشك أن تكون مُخْصِبَه.

  خضد - خَضَد الشجرَ وخضّدَه: قطع شوكه. وسِدر مخضود ومخضَّد وخضيد. واحتظر بالخَضَدِ وهو ما خُضِدَ أي قُطع من العيدان، وخَضَد العودَ فانخضَدَ وتخَضّد: أي ثناه. وفي الحديث: «في شجر المدينة حرمتها أن تُعضَد أو تُخْضَد». وانخضَدَت الفواكه وتخضّدت: حُملت من موضع إلى موضع فتكسّرت، وقد خَضَدها الحمل. وقيل لأعرابيّ كان يعجبه القِثّاء: ما يعجبك منه؟ قال: خَضْدُه أي تكسّره. ومنه قول صبيان مكّة في ندائهم على القِثّاء: العَثَرِيّ العَثَرِيّ، عثر فتكسّر.

  ومن المجاز: خَضَد البعيرُ عنقَ البعير إذا قاتله. وهو يخضِدُ خَضْداً إذا اشتَدّ الأكلُ؛ قال امرؤ القيس: