أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رمك

صفحة 253 - الجزء 1

  رمك - فلان يركب الرَّمَكَ والرِّماكَ. وتعطر بالرّامَك وبالرّامِك وهو ضرب من الطِّيب في لونه رُمْكَةٌ وهي وُرْقَةٌ في سواد من قولهم: جمل أرمكُ؛ وقال رؤبة:

  وصبية مثل الدّخانِ رُمْكَا ... يُخْلَطُ بالمِسكِ فيُجعَلُ سُكّا

  وتقول: لا تمنعني صحبتَك وإكرامك، فقد يستصحبُ المسكُ الرّامَك.

  رمل - نزلوا بين رمال وجبال. وحبّذا تلك الرّمال العُفْر والبلاد القَفْر. وهذه رملة حضنتني أحشاؤها. ورَمَّلَ الطّعامَ: جعل فيه الرّمل. وهذا حَبٌ مُرَمَّلٌ، ورمَّله بالدّم، وترمَّل به وارتمل؛ قالت كبشة:

  ولا تَرِدُوا إلّا فُضُولَ نِسائِكُم ... إذا ارتملَتْ أعقابهنّ منَ الدَّمِ

  والرَّمَلُ في الطّواف سنَّة، وقد رَمَلَ رَمَلاً ورملاناً إذا هرولَ. ورَمَلَ الحَصيرَ والسّريرَ وأرملَ: سَفَّ، وحصير مرمول ومُرْمَلٌ، ونساءُ رواملُ: سَوافُّ.

  ومن المجاز: قول أبي النّجم:

  هِيفٌ تَضيقُ الأُزْرُ عن رِمالِها

  وأرمل: افتقر وفني زاده وهو من الرّمل كأدقع من الدقعاء، ومنه الأرملة والأرامل، وفي كتاب العين: ولا يقال شيخ أرملُ إلّا أن يشاء شاعر في تلميح كلامه كقول جرير:

  هَذي الأرَامِلُ قَد قَضّيتَ حاجتَها ... فمَن لحاجَةِ هذا الأرْمَلِ الذَّكَرِ

  وأرملتِ المرأةُ ورمَلَتْ من زوجها ولا يكون إلّا مع الحاجة. وعام أرمل، وسنة رملاء: جدبة. وكلامٌ مُرَمَّلٌ: مزيَّف كالطّعام المرمَّل؛ قال:

  وقافيَةٍ قد بتُّ أعدلُ زيفَها ... إذا أُنشِدَتْ في مجلِسٍ لم تُرَمَّلِ

  رمم - الله يحيي الرَّميم والرِّمَمَ والرِّم والرُّمام بوزن الرُّفات؛ قال:

  ظَلّتْ على مُوَيْسِلٍ حِيَامَا ... ظَلّتْ علَيهِ تَعلُكُ الرُّمَامَا

  أي تتملّح به. ونهَى عن الاستنجاء بالرَّوث والرِّمّة. وفي رأس الوتِد رُمّة ورِمّة: قطعة حبيل بال. ورمَمْتُ من البنيان ما استُرِمّ منه. ورَمّ قوسَه: أصلحها. ورَمّ العظمُ والحبلُ، وحبل أَرْمام. والشاة تَرُمّ الحشيش من وجه الأرض بمِرمّتها. وأَرمّ الرّجلُ: سكت، وكلّمهم فأرمّوا كأن على رؤوسهم الطير، وتكلّموا وهو مُرِمٌ لا ينبِس. وكان ساكتاً ثمّ ترمرم أي حرّك فاه؛ قال:

  إذا تَرَمرَمَ أغضَى كلُّ جَبّارِ

  ومن المجاز: أحيا رميمَ المكارم. ودفعه إليه برُمّته أي كلّه، وأصله أن رجلاً باع بعيراً بحبل في عنقه فقيل ذلك؛ قال ذو الرُّمّة:

  جئنا بأثآرهم أسْرَى مُقرَّنَةً ... حتى دَفعنا إليهِم رُمّةَ القَوَدِ

  أي تمامه، ومنه ارتَمّ ما على الخِوان واقتمَّه: اكتنسه. وترمّمَ العظمَ: تعرّقه أو تركه كالرّمّة. وانتشر أمرُهم فرمّه فلان. ولمّ اللهُ شعثك ورمّ نشرك. ورمّ سهمَه بعينه: نظر فيه حتى سوّاه. وأمرُ فلانٍ مرموم؛ وقال ذو الرُّمّة:

  هل حبل خرْقاءَ بعدَ الهَجرِ مَرْمُومُ

  وترمّمه: تتبّعه بالإصلاح؛ قال عنترة بن شدّاد:

  هل غادرَ الشّعراءُ من مُتَرَمَّمِ

  وله الطِّمّ والرِّمّ: المال الجمّ.

  رمن - من صدور المُرّان يُقتطف رُمّان الصّدور؛ وقال النابغة:

  يُخَطِّطْنَ بالعِيدانِ في كُلّ مجْلسٍ ... وَيخبَأنَ رمّانَ الثُّدِيّ النّوَاهِدِ

  يعدّدنَ مَفاخرَ الآباء. وملأتِ الدابةُ رُمّانتها وهي موضع العلف من جوفها. وأكل حتى نتأتْ رُمّانتُه وهي السُّرّة وما حولها.

  رمي - رَمَاه عن القوس بالمِرْماة وبالمَرَامي رَمْيَةً صائبة ورَمَياتٍ صوائبَ، وهو جيّد الرَّمْي والرِّماية. ورَمُوَتِ اليدُ يدَه. وهو من رُماة الحدَق. وهو رجلٌ رَمّاء. وترامَوه وارتَمَوه. وخرجوا يَرتَمون ويترامون في الغرض. وراماه مُراماة ورِماء، وفي مثل: «قبل الرِّماء تُملأ الكنائن».