أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سأر

صفحة 281 - الجزء 1

  س

  سأد - بات يُسئد السيرَ ليلته كلّها: يديمه؛ قال لبيد:

  يُسئِدُ السّيرَ علَيها راكِبٌ ... رابطُ الجأشِ على كلّ وَجَلْ

  وتقول: قد أسعد يومَه إسعاداً مّنْ أسأد ليلته إسآداً.

  سأر - أسأر الشارب في الإناء سؤراً وسؤْرة: بقيّة. وأسأرتِ الإبلُ في الحوض وسأرتْ بقيّة سؤوراً. وفلان يتسأّرُ: يشرب الأسآر.

  ومن المجاز: أسأر من الطعام سؤرة. وهذه سؤرة الصقر: لما يبقى من لُحمته. وأسأر الحاسب من حسابه: أفضل ولم يستقصِ؛ وقال:

  في هَجمةٍ يُسئرُ منها القابِض

  ويقال للمرأة التي جاوزت الشباب ولم يهرّمها الكِبَر: إن فيها لسؤرة: بقيّة؛ قال حميد بن ثور:

  إزاء معاشٍ ما تحلّ إزَارَها ... منَ الكَيْسِ فيها سؤرَةٌ وهيَ قاعد

  وفلان سؤر شرّ إذا كان شرّيراً. وهذه سؤرة من القرآن وسؤر منه: لأنّها قطعة منه. وفي مثل: «أسائرَ اليومِ وقد زالَ الظّهر» لما يُرجَى نيله وقد فات وقته.

  سأل - هو سأآل وسَؤول وسُؤَلة. وقوم سَأَلة وسُؤّال. وسألته عن كذا سُؤالاً ومَسألة، وساءلته عنه مساءلة، وتساءلوا عنه، وسألته حاجة. وأصبتُ منه سؤلي: طَلِبَتي، فُعْلٌ بمعنى مفعول كعرف ونكر.

  ومن المجاز: هو سَأْلتي من الدنيا. واللهمّ أعطنا سأَلاتنا؛ وقال:

  ونادَيْتُ يا رَبّاه أوّلُ سَأْلتي ... إليك سليمى ثمّ أنتَ حَسيبُها

  وتعلّمتُ مَسألة ومسائل، استعير المصدر للمفعول فيه.

  سأم - فيه سأَمٌ وسأْمة وسآمة وسآم. وسئمه وسئم منه، وأسأمتني. ورجل سَؤوم. وتقول: يغضب غَضَبَ سَؤوم ثُمَّ يقضي قضاءَ سَدوم.

  سأو - فلان بطين الشأو بعيد السأو؛ أي الهمّة.

  سبأ - ذهبوا أيدي سَبَا. وسبأ الخمرَ سِباء؛ قال لبيد:

  أُغلي السِّباء بكُلّ أدكَنَ عاتِق

  قال أبو عبيدة: سبَأها: شراها للشرب لا للبيع، واستبأها لنفسه. وعنده سَبيئة بابليّة. وتقول: ما تُسبأ لكم الرّاح ولكن تُسبَى منكم الأرواح.

  سبب - بينهما سِباب، والمِزاح سِباب النَّوكى، وقد سابّه وتسابّوا واستَبّوا. وفي الحديث: «المسْتَبّان شيطانان». وهو سُبّة، وهذه سُبّة عليك وعلى عَقِبك، وأنت سُبّة على قومك. وإيّاك والمَسبّة والمَسابَّ. ولا تكن سُبَبَة ولا سُبّة كضُحَكة وضُحْكة. واستَسَبّ لأبويه. وبينهم أُسبوبة