أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كبل

صفحة 534 - الجزء 1

  وأكبرتُه: أعظمتُه {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}: عَظُمَ في صدورهنّ.

  ومن المجاز: قولهم للنّصل العتيق: علَتْه كَبْرَةٌ؛ قال الراعي:

  وبِيضٍ رِقاقٍ قد علتهنّ كَبْرَةٌ ... يُداوَى بها الصّادُ الذي في النّواظر

  وقال الطرمّاح:

  سلاجم يثرب اللاتي علَتها ... بيثربَ كَبْرَةٌ بعد المرون

  وقال الشمّاخ:

  جُماليّة لو يُجعلُ السّيف غرضَها ... على حدّه لاستكبَرَتْ أن تضوّرا

  كبس - كبس الحفرة: طمَّها. وكبس رأسه في جيب قميصه: أدخله فيه؛ وهو عابس كابس. وإنّه لكُبَاس غير خُبَاس؛ إذا التجئ إليه كبس رأسه ولم يغتنم السّعي؛ قال:

  هوَ الرّزْء المبيّنُ لا كُبَاسٌ ... ثقيل الرّأس يحلُمُ بالنّعيقِ

  لأنّه راعي غنم. ولها قِلادةٌ من الكبيس وهو حَلْيٌ مجوّف يُكبس طِيباً. ورجل أكبس: رؤاسيّ، ورأسٌ أكبس، وهامة كبساء: عظيمة مستديرة. ووقع عليه الكابوسُ. وعنده كِبَاسةٌ من بُسر وكبائسُ وهي العِذْق التامّ بشماريخه.

  ومن المجاز: جَبْهَتُه كبستْها النّاصية، وناصية كابسة: مقبلة على الجبهة، وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة. وكبَسوا عليهم وكبَّسوا: اقتحموا عليهم. وسمعتهم يقولون: أدخله الله في الكَبْس ولأدخلنّه في الكَبْس إذا قهره وأذلّه.

  كبش - انتطحتِ الكِباشُ.

  ومن المجاز: هو كَبْشُ كتيبة، وهم كِباش الكتائب؛ قال:

  وإنّا لممّا نضربُ الكبش ضربَةً ... على رأسه تُلقي اللّسان من الفَمِ

  وبنى سوراً حصيناً ووثّقه بالكُبوشِ.

  كبل - فلان مُكَلَّبٌ مُكَبَّلٌ: مأسور بالكَلْبِ وهو القِدُّ، مقيَّدٌ بالكَبْل وهو القَيْد، وكَبَلْتُ الأسير وكبَّلته واكتبلتُه، وفي ساقَيْه كَبْلٌ وكُبول؛ قال جرير:

  ومكتبلاً في القِدّ ليس بنازعٍ ... له من مراسِ القِدّ رِجلاً ولا يدَا

  وكُبِّلَت الجامعة في يديه: وُثِّقتْ؛ قال النابغة:

  وذلك قولٌ لم أكنْ لأقُولَهُ ... ولو كُبِّلَتْ في ساعديَّ الجوامعُ

  وقال:

  وما وجدُ مغلولٍ بصنعاء موثقٍ ... بساقَيْهِ من ماء الحديد كُبُولُ

  ومن المجاز: كَبَلَ الدَّينَ: أخَّره، يقال: كَبَلْتُكَ دَيْنك كَبْلاً. وكابلتُ الغريمَ: ماطلتُه، وكُرِهَت المكابَلَةُ وهي أن تباع دار إلى جنب دارك وأنت تريدها فتؤخّر شراءها حتى تُشترى فتأخذها بالشُّفْعة. واكتبل فلانٌ كيسَه: صرّه. واكتبَلَ خيرَه: احتبسه. واكتُبِلَ الخيرُ عنك: لؤمَ أصلُكَ؛ قال الطِّرمّاح:

  متى يَعِدْ يُنجزْ ولا يكتبِلْ ... منهُ العَطايا طولُ إعتامِها

  وهو الإبطاء بها من القِرى العاتم. وتقول للنكد: خيرك مكبول وما عذرك مقبول. وكَبَلَ يمينه على كذا إذا عقد يده عليه ضنّاً به؛ قال عديّ:

  فزادَتْهُ بضِعْفَيْ ما أتَاها ... ولم تَكْبِلْ على المال اليَمينَا

  كبو - «لكلّ جواد كبوة». وكبا لوجهه. وتقول: الحدّ ينبو والجَدّ يكبو. واستجمَرَ بالكِباء وهو العود؛ قال:

  كلّ يوْمٍ لها مَقْطَرَةٌ ... ولها كِبَاءٌ مُعَدٌّ وحَميمْ

  وكَبُّوا ثيابهم، وكَبِّ ثوبَك: بخِّرْهُ. واكتَبَى بالعود. وتقول: يكتُبون بما في المحابر وكأنّهم يكتَبون بما في المجامر. وكبوتُ البيت: كنسته، ورميتُ بالأكباءِ وهي القُمامُ،