أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نمي

صفحة 656 - الجزء 1

  ونمَ الحديثَ يَنِمُّه، ونمَ على الرّجُل. وسمعتُ نميمةَ القانِص: هَمْس كلامِه؛ قال أبو ذؤيب:

  ونميمة من قانص متلبّب ... في كفّه جَشءٌ أجشُّ وأقطعُ

  وثوب مُنَمْنَمٌ: مَوْشِيٌّ. ونمنم كتابَه: قرمَط خطَّه. ونمنمتِ الرّيحُ الرملَ والماءَ. وعلى ظُفُر الصبيّ نمنمة: بياض في أصله، وجمعها نِمْنِم ونَمانِم، بالكسر، ورواه أبو حاتم بالضَّمّ.

  ومن المجاز: نمَّتْ على المسك رائحتُه. وهذه الإبل لا تَنِمّ جلودُها أي لا تعرَق.

  نمي - نَمَى المالُ نَماءً وأنماه اللهُ تعالى، ومنه: نامية الله: خَلْقُه لأنّهم يَنْمُون. وما على الأرض نامٍ وصامت، فالنّامي: نحو النّبات، والصامتُ: كالحَجَر. ونَمَى الشيءُ وتنمَّى: ارتفع، ونمَيتُه؛ قال القطاميّ:

  فأصبح سَيْلُ ذلك قد تنمَّى ... إلى مَن كان منزلُه يَفاعا

  ونَمَيْتُ الرَّحلَ على البعير.

  ومن المجاز: فلان يَنْمِيه حسبُه، وقد نَمَاه جَدٌّ كريم؛ قال النّابغة:

  إلى صَعْب المَقادة مُنذِريٍ ... نَماه في فرُوع المجد نامي

  يمدح المُنذر بن المنذر بن ماء السماء. ونَمَيتُ الحديثَ إلى فلانٍ: رفعتُه وأسندتُه، ونُميَ إليه الحديثُ؛ قال:

  من حديثٍ نُمي إليّ فما ترْ ... قأ عيني ولا يَسُوغ شرابي

  ويقال: نَمَيتُ الحديثَ: بلّغتُه على جهةِ الإصلاح، ونمّيتُه تنميةً: بلّغتُه على جهة الإفساد، وفلان يُنَمِّي أحاديثَ النّاس. ونمّيتُ النّارَ تنميةً: ألقيتُ عليها شَيوعَها. ونمتِ النّاقةُ: سَمِنَتْ، وناقةٌ نامِيةٌ: ناوِيةٌ. ورجلٌ نامٍ وقد نَمَى. ونمتِ الرَّمِيَّةُ إذا تحاملتْ بالسّهم، وأنماها الصّائدُ؛ قال امرؤ القيس:

  فهو لا تَنْمي رميّتُه

  ويُروَى: لا يُنْمي رميّته. ونَمَى الخِضابُ في اليد والشَّعرِ إذا ازداد سَواداً. ونَمَى الحِبرُ في الكتاب: اشتدّ سواده وزاد بعد ما كُتب؛ قال:

  يا حُبّ ليلى لا تَغَيَّرْ وازْدَدِ ... وانمِ كما يَنْمي الخِضابُ في اليدِ

  نوأ - نُؤْتُ بالحِمل: نهضتُ به، وناءَ بي الحِملُ: مال بي إلى السُّقوط. والمرأةُ تَنوء بها عجيزتُها. {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ}. وفلان نَوْءُه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأتُ الرجلَ: عاديتُه، ومعناه: ناهضتُه للعداوة. وناء النَّجمُ: سقط، ونَاءَ: طَلَع. ومعه عِلم الأنواء. وما بالبادية أنْوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء. وتقول: أطفأ اللهُ ضَوءَك وخطّأ نَوْءَك؛ وهو أن يسقُط نجمٌ مع طلوع الفجر ويطلُع في حياله نجم على رأس أربعةَ عشر منزِلاً من منازل القمر فيُسَمَّى ذلك السقوط والطلوع: نوءاً.

  نوب - نَابَه أمرٌ نَوْبةً. وأصابتْه نوائبُ ونُوَبٌ ونائبَةٌ ونَوْبَةٌ، والخطوب تنوبُه وتَتَناوبه؛ قال:

  أجِدَّك أيُّما رجُل ترامَتْ ... به الغاراتُ يشحَطُ أو يؤوبُ

  تَناوَبُه المَنيّةُ كلَّ يوم ... وتطْرقُه الحوادثُ لا يَشيبُ

  ونابَ إليه نَوْبةً ومَناباً: رجع مرّة بعد أخرى. والنَّحْل تَنوبُ إلى الخلايا ولذلك سُمِّيت النُّوبَ؛ قال أبو ذؤيب:

  إذا لسعته النَّحْلُ لم يَرْجُ لسعَها ... وحالفها في بيت نُوبٍ عوامِل

  {وَإلَيْهِ مَنَابِ}: مرجعي. وخيرٌ نائبٌ: كثِيرٌ عَوّادٌ. وهو ينتابُنا، وهو مُنتابٌ: مُغادٍ مُراوِحٌ. وأناب إلى الله. وعبد مُنيبٌ. وأتاني فلانٌ فما أنبتُ إليه إذا لم تحفِل به. وناوبه مناوبة. وتناوَب القومُ في الماء وغيره. ونُوِّب فلانٌ: جُعِلَتْ له النَّوْبةُ. وناب عنه نَوْبَةً، وهو ينوب مَنَابَه.