أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ثمم

صفحة 77 - الجزء 1

  والعرب تقول: لقّانا اللهُ مَضِيرَه وأسقانا ثَمِيرَه؛ وقال ابن مقبل:

  وكنّا اجتَنينا مرّةً ثَمَرَ الصِّبَا ... فلمْ يُبْقِ منهُ الدّهرُ إلّا تَذَكُّرَا

  ثمل - شرب حتى ثَمِلَ، وهو نشوانُ ثَمِلٌ؛ قال الأعشى:

  أقولُ للرَّكْبِ في دُرْنَا وقد ثَمِلُوا ... شِيموا وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثَّمِلُ

  وأَثْمَلَهم الشرابُ. وأنا لا أشربُ إلّا على ثَمِيلَةٍ وهي بقيّة العَلَفِ في البطن. وما بقي من الماء إلّا ثُمْل وثَمْل وهو الثَّمَدُ. وشرب ثُمالةَ اللبن وهي رغوتُه، وأثْمَلَ اللبنُ وثَمَّل إذا رَغا. وسقاه السّمّ المثمَّل وهو المنْقَع. وثُمِّلَ السّمّ: تُرِكَ في الإنْقَاعِ أيّاماً حتى اختَمَر وهو الثُّمَال. وهو ثِمَالُ قومِه أي قِوامُهم وغِياثُهم، وقد ثَمَلَهم يَثْمِلُهم.

  ومن المجاز: رنَّحَه ثَمَلُ الكرى؛ قال:

  وفتيَةٍ أرّقْتُهم من مَهجَعٍ ... والنّوْم أحلى عندهم من العَسَلْ

  فنَهَضُوا مائِلَةً عِمّاتُهُمْ ... كأنّهُم منَ الكَلالِ والثَّمَلْ

  شَرْبٌ تَساقَوْا قَرْقَفاً حِمْصِيّةً ... كُرّتْ عَلَيهِمْ عَلَلاً بعدَ نَهَلْ

  وأَثمَلَه النّعاسُ، وهو ثَمِلٌ ممّا غلَبَه الوَسَنُ. ووَطْبٌ ثَمِلٌ: ملآنُ ثقيل. وأصبَحَتْ نفسي ثَمِلة غاثِيَةً أي مسترخيةً خبيثةً. وثَمّلَ الحَمامُ، وحمام مثمِّل، وهو المطرب الذي يكاد يُثْمِل من يسمع صوته.

  ثمم - كنّا أهل ثَمِّه ورَمِّه أي أهلَ إصلاحِ شأنه والاهتمام بأمره، ثَمَ الشيءَ يَثُمُّه، ورمَّه يَرُمُّه إذا جمعه وأصلحَه. وفلان لا يملك ثُمّاً ولا رُمّاً. وفلان مِثَمٌ مِقَمٌّ إذا كان يكتب كلّ شيء.

  ومن المجاز: هو لك على طرَف الثُّمام، وعلى ظهرِ العُسّ إذا كان هَيّن المتناوَل. وتكلّم فما تَثَمثَم ولا تَلَعثَم أي ما توقّف.

  ثمن - ثَمَنْتُهُم أَثْمِنُهم: كنت ثامنهم، بالكسر، وبالضمّ أخذتُ ثمن أموالهم. وكانوا سبعة فأثْمَنُوا أي صاروا ثمانية، وأخذت فلانةُ ثَمِينَها من تركة زوجِها؛ قال:

  ألا لا تُعينيني على البُخْلِ وابتَغي ... ثَمينَكِ إنْ مَرّتْ عَليّ شَعُوبُ

  وقال:

  فإنّي لستُ منكِ ولستِ مِنّي ... إذا ما طارَ مِنْ مالي الثَّمِينُ

  وإبِلٌ ثَوَامِنُ: من الثِّمْنِ بمعنى الظِّمْء. وكساء ذو ثَمَانٍ: عُمِلَ من ثماني جِزّات؛ قال الراعي:

  سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمَانٍ ... حَصِيفٌ تُبْرِمِينَ لَهُ جُفَالا

  ومتاع ثَمِينٌ: كثير الثّمَن، وسِلْعَةٌ ثَمِينَة، وقد ثَمُنَتْ ثَمَانَةً. وتقول: هذا المَتاع الثّمِين لك منه الثّمِين. وأثْمَنْتُ الرجلَ بمتاعِه، وأثمَنتُ له أعطيتُه ثَمَنَه. وأثْمَنْتُ البَيْعَ: سَمّيْتُ له ثَمَناً؛ قال عديّ:

  لا يُثْمِنُ البَيْعَ ولا يَحْمِلُ الرِّدْ ... فَ ولا يُعطَى به قَلبُ خُوصِ

  وثَمِّنْ هذا المَتاعَ: بَيّنْ ثَمَنَه، كما تقول: قوِّمْه. وضَعْ بينَ يدي البائع الثّمَنَ والمُثَمَّن أو المُثْمَن.

  ثنن - فرس وافي الثُّنّةِ وهي الشّعر المشرِفُ على مؤخّر رُسْغِ الدّابّة، ويُحمد وفورُه؛ قال امرؤ القيس:

  لها ثُنَنٌ كخَوَافي العُقَا ... بِ سودٌ يَفينَ إذا تَزْبَئِرّ

  من وَفَى شعرُه، ويكره أن يكون أمْرَط. وفي مَثَل: «بلَغَتِ الدّماءُ الثُّنَنَ». وطعنه في ثُنّتِه وهي ما بين السُّرّة والعانة، وهي مَرَاقُّ البطنِ.

  ومن المجاز: كنّا في ثُنّةٍ من الكلإ وغُنّةٍ، مستعارة من ثُنّة الفرس، والغُنّةُ من الرّوضةِ الغَنّاء.