أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كدر

صفحة 538 - الجزء 1

  إلّا بعد عسر. وكان ابن هُبَيرة يقول: كُدّوني فإنّي مُكِدٌّ أي سلوني فإنّي أعطي على السؤال.

  كدر - كَدرَ الماء، عن ابن الأعرابيّ، فيه اللّغات الثلاث، وماء كَدرٌ وأكدر: بيّن الكَدَر والكُدْرة والكُدورة. ونُطفة سَجراء كَدراء: حديثة عهد بالسماء لأن فيها كُدرةً حينئذ. وطائر أكدرُ، وطيرٌ كُدْرٌ، وقطاة كُدْرِيّةٌ من قطاً كُدريّ. وكأنّهن بناتُ أكدر: حمير الوحش نُسبت إلى فحل. وانكدر النّجمُ والطائرُ.

  ومن المجاز: كَدِر وكَدُر وكَدَرَ عيشه وتكدّر. «وخذ ما صفا ودع ما كدر». وكَدَرَ عليَّ فلانٌ، وهو كدِر الفؤاد عليّ؛ قال:

  وإنّي لمشتاقٌ إلى ظلّ صاحبٍ ... يرقّ ويصفو إن كدرتُ عليهِ

  وأطعمَنا الكُدَيْراءَ: المَجيع لكُدرةِ لونها. وصفا أمري فكدَّره فلان. وانكدر في سيره: أسرع. وانكدر عليهم العدوّ: انصبّوا عليهم أرسالاً. وتكادرتِ العينُ إذا أدامتِ النظرَ إليه.

  كدس - له كُدْسٌ من الطعام وأكداسٌ؛ وقال المتلمّس:

  لم تدرِ بُصرى بما آليتُ من قَسَمٍ ... ولا دمشقُ إذا دِيسَ الكداديسُ

  أراد الأكداس وهو اسم جمع، وكدَسَ الطّعامَ فتكدّس.

  ومن المجاز: عنده من الدراهم والثياب كُدْسٌ مكدَّس وأكداس مكدَّسة. ومررتُ بأكداس من التراب. وتكردست الخيلُ وتكدّست: اجتمعت وركب بعضها بعضاً في سيرها؛ قالت الخنساء:

  وخيلٍ تَكدَّسُ مشيَ الوعُو ... ل نازَلتَ بالسّيفِ أبطالَها

  وجاءتِ الخيلُ كراديسَ: كُردوساً بعد كُردوس وهو الجمع العظيم. وكَردسَ القائدُ الخيلَ. ورجل ضخم الكراديس وهي رؤوس المنكبين والركبتين والوركين والقِطعُ العِظامُ من اللّحم؛ قال:

  ضخم الكراديس إذا اللّحم ذَبَل

  وفيما كتب إليّ الأمير الشريف أدام الله مجده:

  تقيك شذا الرّدى منَّا نُفُوسٌ ... تَكدَّسُ دون مَغضَبة الوَليِ

  وحبستْه الكوادسُ: الطِّيَرُ من العطاس والسّعال ونحوه لأنّها تَكدِسُ عندهم أي تصرع بشؤمها؛ قال أبو ذؤيب:

  فلوْ أنّني كنت السليمَ لعُدتَني ... سريعاً ولم تحبسكَ عني الكوادِسُ

  كدم - كَدَمَهُ: عضّه بأدنى الفم، وحِمارٌ مُكدَّم: معضَّض.

  ومن المجاز: قولهم للدوابّ إذا لم تستمكن من الحشيش: إنّها لتَكدِم الحشيشَ. وبقيتْ من المرعى كُدامةٌ: بقيّة، ويقال: «كدَمتَ غيرَ مَكدَم» أي طلبتَ غير مَطلَب.

  كدن - إنّه لذو كُدْنة وكِدْنة وعَبالة وهي غلظ اللّحم وثقله، ومنه: الكَوْدنُ وهو البرذون التركيُّ؛ قال:

  خليليّ عوجا من صدور الكوادِنِ ... إلى قصعةٍ فيها عيونُ الضَّياونِ

  وقال يذمّهم:

  اللّافظينَ النّوَى تحتَ الثّيابِ كما ... مَجَّتْ كوادِمُ دهمٌ في مخالِيها

  وكَوْدَنَ في مِشيته كَوْدَنَةً: أبطأ وثقل.

  كدي - أكدى الحافرُ: بلغ الكُدية وهي صلابة الأرض فمنعته، كقولهم: أجبَل الحافرُ.

  ومن المجاز: أكدى الرجل: أخفق ولم يظفر بحاجته. وفلان مُكْدٍ: لا ينمي مالُه. وطلبتُ إليه فأكدَى: أجحد ونَكِر. وإن فلاناً قد بلغَ النّاسُ كُديته وكُداه إذا أمسك بعد الإعطاء. ومِسْكٌ كَدٍ. لا ريح له، وقد كَدِيَ، وتقول كَدِيَ بعد ما قَدِيَ.

  كذب - هو كذوب وكذَّاب وكُذَبة وكَيْذُبانٌ وكَيْذَبانٌ، وكذَبَ أخاه كَذِباً وكِذْباً وكِذّاباً، «وليس لمكذوبٍ رأي». وكاذبه مكاذبة وكِذَاباً، «والصدوق لا يكاذِب».