أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

عبق

صفحة 407 - الجزء 1

  وأمُّك عابر؛ قال:

  يقول ليَ النَّهديُّ هل أنت مُرْدِ في ... وكيفَ رِدافُ الفَلّ أمُّكَ عابرُ

  وأراه عُبْر عينيه، وإنّه لينظر إلى عُبْرِ عينيه أي ما يكرهه ويبكي منه؛ قال يصف رجلاً قبيحاً له امرأة حسناء:

  إذا ابتزّ عن أوصاله الثوب عندَها ... رأتْ عُبْر عينيها وما عنه مَخنِسُ

  أي لا تستطيع أن تَخنِس عنه. ومنه: عَبّرتُ بفلان إذا شققتَ عليه؛ قال ابن هَرْمَة:

  ومن أزْمَةٍ حَصّاءَ تطرَحُ أهلَها ... على مَلَقِيّاتٍ يُعَبِّرْنَ بالغُفْر

  المَلَقيّات: المزالق، ومنه قيل لجبل بالدّهناء: مُعَبِّر لأنّه يُعَبِّر بسالكه. وعَبرتُ الكتابَ عَبْراً: قرأته في نفسي ولم أرفع به صوتي. وغلام مُعْبَر، وجارية مُعْبَرة: لم يُختنا. وتقول العرب في شتائمهم: يا ابن المُعْبَرة. وبنو فلان يُعبِرون النّساء ويبيعون الماء ويعتصرون العطاء؛ أي يرتجعونه. وأحصى قاضي البدو المَخفوضاتِ والبُظْرَ فقال: وجدتُ أكثر العَفَائف موعَبات وأكثر الفواجر مُعْبَرات. وعبّر الدّنانير تعبيراً: وزنها ديناراً ديناراً.

  عبس - تقول: أعوذ بالله من ليلة بُوس ويوم عَبُوس.

  عبط - مات عَبْطَةً إذا مات شابّاً صحيحاً، واعتبطه الموتُ. ولحم عَبيطٌ، ويقال للجزار: أعَبيطٌ أم عارض: يراد أمنحور على صحّة أو من داء. ومن المستعار: زعفرانٌ عَبيطٌ: طريء بيّن العَبْطة. ومِسك مُعتَبِطٌ؛ قال الجعديّ:

  رَحِيقاً عِراقِيّاً ورَيْطاً يمانياً ... ومُعتَبِطاً من مسك دارِين أذفرَا

  وعبَطته الدّواهي: نالته من غير استحقاق. وعبَطَ الأرض واعتبطها: حفرها ولم تُحفر قبله؛ قال مُرار بن مُنْقِذٍ الفَقْعَسيّ:

  ظَلّ في أعلى يَفَاعٍ جاذِلاً ... يعبِطُ الأرضَ اعتِباطَ المحتَفِر

  وعبَط نفسَه في الحرب: ألقاها غير مُكره. وعبَط عليّ الكذب واعتبطه.

  عبق - عَبِقَ به الطّيبُ: لزمه، وبها عَبَقُ الطّيب، وامرأة عبِقَةٌ: تطيّبت بأدنى طِيب فلم تذهب عنها ريحُه أيّاماً. وعبِقَ بكذا: وُلع به. وما في النِّحي عَبَقَةٌ أي أثر من سَمْنٍ، ورُويَ: عَبْقة. وتقول: شرٌّ عَباقِيّهْ سِمتَه باقيهْ. «فلم أرَ عبقريّاً يفري فَريّه»؛ وقال:

  ظلم لعمر الله عَبقَريٌ

  وقال رجل من غَطَفَان:

  أُكلّف أن تحُلّ بنو سُلَيمٍ ... جُنوبَ الأتْمِ ظلْمٌ عبقرِيّ

  عبل - فيه عَبالَةٌ، وفرس عَبْل الشَّوى؛ قال:

  خبَطناهُم بكلّ أرَحَّ نَهْدٍ ... كمِرْضَاخِ النَّوَى عَبْلٍ وَقَاحِ

  عبم - هو فَدْم عَبَام؛ قال:

  فيا لَيتَني من قبلِها كنتُ مُفحَماً ... عَباماً ولم أنطقْ قصيدةَ شاعرِ

  عبهل - تقول: ما كان لسوقة باهِلَه أن يباروا الملوك العباهله؛ وهم الذين أقرُّوا على ملكهم لا يزالون.

  عتب - أبدِلْ عَتَبَة بابك: جعلها إبراهيمُ ~ كناية عن الاستبدال بالمرأة. ويقال: حُمِلَ فلان على عَتبَةٍ كريهةٍ وهي واحدة عَتَبات الدّرجة والعقبة وهي المراقي؛ قال المتلمّس:

  يُعْلى على العَتَب الكريه ويُوبِسُ

  وما سكفتُ باب فلانٍ ولا عَتَبتُه وما تسكّفته ولا تعتّبته أي ما وطِئتُه. وتعتّب فلانٌ: لزم عتَبةَ الباب لا يبرح. ولفلان عليّ مَعتَبَةٌ. وأعطاني فلانٌ العُتْبى إذا أعتبك. واستعتبه: استرضاه. «وما بعد الموتِ مُستَعتَب». وبينهم أُعتوبة إذا كانوا يتعاتبون، تقول: سمعت منها أُعتوبه لم تكن إلّا أُعجوبه. وعتابك السّيف. وعاتبتُ المشيبَ؛ قال النابغة:

  على حين عاتبتُ المشيبَ على الصِّبا ... وقلتُ ألّما أصْحُ والشّيبُ وازعُ