أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رحل

صفحة 225 - الجزء 1

  يا شارب الرّحيق أبشر بعذاب الحريق.

  ومن المجاز: مسك رحيق: لا غشّ فيه؛ قال يصف شَعراً:

  يُسقَى الدّهانَ والرّحيقَ والكَتَمْ ... حتى استَوَتْ نِبتَتُه وما ظَلَمْ

  وما نقص. وحسبٌ رحيق: لا شوب فيه.

  رحل - رحل عن البلد: ظعن عنه، وارتحل وترحّل، ورحّلته أنا. وغداً يوم الرحيل والرِّحلة، ومكّة رُحْلتي: وجهي الذي أريد أن أرتحل إليه. وأنتم رُحْلتي. وفلان عالمٌ رُحْلةٌ: يُرتحل إليه من الآفاق. ورَحَل بعيرَه. وشدّ رَحْله على راحلته، وشدّوا رحالهم وأرحلهم على رواحلهم، وألقَى رِحالتَه على ظهره وهي السرج؛ قال خِداش:

  ولن أكون كمنْ ألقَى رِحالَتَه ... على الحمارِ وخَلّى صهوَةَ الفرَسِ

  والماء في رَحْله: في منزله ومأواه. وصلُّوا في رِحالكم. وأرْحَلَهُ: أعطاه راحلة. وأرحلتُ بعيري: جعلته راحلة، واسترحله: طلب منه راحلة كقولك: استحمله. واسترحله: سأله أن يرحل له.

  ومن المجاز: رَحَلتُ الرجل رحلاً، وارتحلته ارتحالاً: ركبته. وعن النبيّ ÷ حين ركبه الحسين فأبطأ في سجوده «إن ابني ارتحلني». ولأرْحَلَنّك بسيفي، ورَحَله بسيفه: إذا علاه به. ورَحَلَ الأمرَ وارتحَلَه: ركبه. وارتحل فلان أمراً ما يطيقه. ورحل فلان صاحبه بما يكره. واسترحل الناسَ نفسَه: أذلها لهم فهم يركبونها بالأذى؛ قال زهير:

  ومن لا يزَل يَسترحلُ النّاسَ نفسه ... ولا يُغنِها يوْماً منَ الدّهرِ يُسأم

  ومشت رواحله إذا شاب وضعف؛ وأنشد ابن الأعرابي:

  أصْبَحتُ قد صالحَني عَوَاذِلي ... بعدَ الشّقاقِ ومَشَتْ رَوَاحِلي

  وحطَّ فلان رحله، وألقى رحله: أقام. وفي القذف: يا ابن ملقَى أرحلِ الركبان؛ وقال زهير:

  فشَدّ ولم يَفزَعْ بُيُوتاً كثيرَةً ... لدى حيثُ ألقَتْ رحلَها أمُّ قشعمِ

  وفرس أرحلُ، ونعجة رحلاء: يراد بياض الظهر لأنّه موضع الرَّحل.

  رحم - رحِمتُه رحمة ومَرحمة ورُحْماً. وما أقرب رُحمَ فلان إذا كان ذا مرحمة. ومنزلي في أمّ رُحْم وهي مكّة. «ورهبوتٌ خير من رحموتٍ». وهو مرحوم ومرحَّم للمبالغة. وترحّمتُ عليه واسترحمته: استعطفته، وتراحموا: تعاطفوا، والمؤمنون متراحمون. ووقعت النّطفة في الرَّحم {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ} وهي منْبِت الولد ووعاؤه في البطن. ورَحُمت المرأة رَحامة ورَحِمَت رَحَماً ورَحَمتْ رَحْماً إذا اشتكت رَحِمها بعد الوِلادة.

  ومن المجاز: |، وهُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ: الواسع الرحمة. وبينهما رحِم ورُحْم؛ قال الهذلي:

  ولمْ يَكُ فَظّاً قاطِعاً لقرابَةٍ ... ولكن وَصُولاً للقرابةِ ذا رُحْمِ

  {وَأَقْرَبَ رُحْماً} وهي علاقة القرابة وسببها. وأُنشِدك بالله والرَّحِم. ووصلتْك رحِم، ووصلوا الأرحام وقطعوها.

  رحي - له رَحَيان وأرْحٍ وأرْحَاء وأرحِيَة ورُحيّ ورِحيّ. وله رحَى ماء وأرحاء ماء. وقد رَحَيْت الرحا: أدَرْتها. ولنا مُرَحٍّ ماهر، وأمَرْتُه أن يُرَحِّي لنا رَحًى جيّدة، وهو عامل الأرحاء.

  ومن المجاز: رحتِ الحيّة وترحّت: استدارت. ودارت رحى الحرب. وفي الحديث: «أتيتُ علِيّاً حين فرَغ من مَرْحى الجمل». وهو مَدارُ رَحى الحرب؛ قال الأخطل:

  رَكُود لم تَكَدْ عَنّا رَحَاها ... وَلا مَرْحَى حُمَيّاها تَزُولُ

  وطحنه بأرحائه وهي أضراسه. وأرى في السماء رَحًى مُرْجَحِنّةً وهي السحابة المستديرة. وهو رحى قومه: لسيّدهم الذي يَعصِبون به أمورَهم. ونزلوا في رحى واسعة وهي أرض ناشزة على ما حولها مستديرة أكبرُ من الفَلَكة. وهؤلاء رَحًى من أرحاء العرب وهي قبائل لا تَنتَجِع