أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

لفق

صفحة 570 - الجزء 1

  وهمٌّ يذيب لفائف القلوب جمع لِفَافة وهي شَحْمة تلتفّ على القلب.

  لفق - ثوبٌ مُلفَّق وملفوقٌ. وقد لفّقتُ بين ثوبين، ولفَقتُ أحدهما بالآخر إذا لاءمتَ بينهما بالخياطة كشُقّتي المُلاءة، وهما لِفْقان ما داما مُتضامَّين فإذا فُتِقتِ الخياطة ذهب اسم اللِّفق، ومُلاءةٌ ذات لِفْقَين ولِفاقين.

  ومن المجاز: تلافق القومُ: تلاءمت أحوالهم، وهذا لِفْق فلان، وهما لِفْقان. وما هذا بطِباق لذا ولِفاق. وقد تلفّق ما بينهما. وحديث ملفَّق، وقد لفّقتُ هذه الأحاديثَ.

  لفي - ألفيتُه كاذباً، {ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا}. وتلافيتُ التّقصير. وهذا أمر لا يُتلافَى. وتقول: جاء بالعمل المتنافي ثمّ لم يتعقّبه بالتّلافي.

  لقب - هو مُلقَّب بكذا ومتلقّب، وقد لُقّب به وتلقّب، ونُبِزَ بلقَب قبيح، {وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ}؛ وقال الحَماسيّ:

  أكْنيهِ حينَ أناديه لأكْرِمَه ... ولا ألقّبُه والسّوأة اللّقَبَا

  وتقول: «الجار أحقّ بصَقَبه والمرء أحَقّ بلَقَبه». وتلاقب القومُ، ولاقبه ملاقبَةً.

  لقح - نَاقةٌ لاقِحٌ، ونُوقٌ لواقحُ ولُقَّحٌ، وقد لقِحتْ لَقاحاً ولَقَحاً وتلقّحت، وألقحَها الفحلُ ولقّحها. وعندي لِقْحة ولَقُوح: دَرور وهي الحلوب وجمعها لِقاح؛ قال:

  ألَسنا المُكرمينَ لمن أتَانَا ... إذا ما حاردتْ خُورُ اللِّقاحِ

  لأنّ اللّبن باللّقاح يكون. ويقال: اللَّقوح الرّبعيّةُ مالٌ وطعامٌ. «ونهَى عن بيع الملاقيح والمضامين» أي الأجنّة والتي هي نُطَف في الأصْلاب جمع مَلْقُوحٍ؛ قال مالك ابن الرّيب:

  إنّا وجَدنا طَرَدَ الهَواملِ ... خيراً منَ التّأنانِ والمسائِلِ

  وعِدَة العام وعامٍ قابِلِ ... مَلقُوحة في بطن نابٍ حائلِ

  وهو مفعول من لَقِحتْ به أمّه.

  ومن المجاز: لَقِحَتِ النّخلة، وهذا وقتُ لِقاح النّخل، وألقَح فلان نخلَه ولقّحها باللِّقاح وهو ما يُلقَح به من طَلْع فُحّالٍ يُدقّ ويُذرّ في جوف الجُفّ، واستلقحَ نخلُه: حانَ له أن يُلْقَحَ. وألقحتِ الرّيحُ السّحابَ والشّجرَ، {وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ}: ذات لقاحٍ. وحربٌ لاقحٌ، وقد لقِحتْ؛ قال:

  قرِّبا مَرْبطَ النّعامة منّي ... لقِحتْ حربُ وائل عن حِيالِ

  وجرّب الأمور فلقّحتْ عقلَه، والنّظر في العواقب تلقيحُ العقول. وفلان ملقَّح مُنَقَّح: مجرَّب مهذَّب. وتلقّحت يداه إذا تكلّم فأشار، شُبّهت يدُه بذَنَب اللّاقح؛ قال يصف خُطَباء بلغاء:

  تُلَقَّح أيديهم كأنّ زَبيبَهم ... زبيبُ الفُحُولِ الصِّيد وهي تلَمَّحُ

  وألقحَ بينهم شرّاً: سدّاه وسبّب له. ويقال: إنّ لي لِقْحةً تخبّرني عن لِقاح النّاس: يريد نفسَه ونفوسَهم أي إن أحببتُ لهم خيراً أو شرّاً أحبّوه لي. ويقال: اتّقِ اللهَ ولا تُلْقِح سِلْعتَك بالأيمان.

  لقس - لقِسَتْ نفسُه: غَثَتْ. وفي الحديث: «لا يقولنّ أحدُكم خَبُثَتْ نفسي ولكن ليقل لقِسَتْ نفسي». ولَقَستُه: لقّبْتُه وعِبْتُه، ولا قستُه: لاقبتُه، وعن الأعاريب: نحن نتلاقَسُ: نتلاقَب.

  لقط - لَقَطَ الحصَى وغيرَه والتقطَه وتلقّطه؛ قال ذو الرّمّة:

  بنُؤيٍ كَلا نُؤيٍ وأوْرَق حائِل ... تلقّط عنه الآخرونَ الأثافِيَا

  والتقطُوا لَقَطاً كثيراً وألقاطاً ولُقاطاً ولِقاطاً وهو ما يُلْتقط من السّنبُل والثّمر المنتشر، وهذه لُقَاطةٌ من اللُّقاطاتِ وهي ما كان مطروحاً مَن شاء أخذَه، ووجدتُ لُقْطةً ولُقَطَةً ولَقِيطاً، ورجل لُقَطَةٌ ولَقّاطَةٌ. ووجدت في المعدن لَقَطاً: قطعَ ذهبٍ وفضّةٍ.

  ومن المجاز: التقطنا منهلاً وكلأً، ووردناه التقاطاً ونقاباً: