أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مرض

صفحة 590 - الجزء 1

  كأنّما مثواتُهنّ مَعْرَسُ ... أو ريحُ عطّارينَ قد تمرّسُوا

  بالطّيبِ فالرّيحُ بهم تنَفَّسُ

  وبيننا ليلةٌ مَرّاسة: لا وتيرة فيها بعيدة دائبة السير. وامترستِ الألسنُ في الخصومات: أخذ بعضها بعضاً.

  مرض - هو مريضٌ، وهم مَرْضَى ومِرَاضٌ، وهو مريضٌ مُمْرِضٌ: أهلُه مِراضٌ، وأمرضَ القومُ: مرِضتْ دوابّهم. وأمرضَه اللهُ، وأكل ما لم يوافقه فأمرَضه، وبه مَرْضَةٌ شديدة؛ قال عِمران بن حِطّان:

  أفي كلّ عامٍ مَرْضَةٌ ثمّ نَقْهَةٌ ... وتَنعى وَلا تُنعَى فكم ذا إلى متى

  ومرّضته تمريضاً، وتمارض.

  ومن المجاز: مَرّضَ في الأمر: ضجّع فيه، وتمرّض وتمارض. ومارضتُ رأيي فيك: خادعت نفسي فيك. وأمرض فلان: قارب إصابة حاجته؛ قال:

  رأيتُ أبا الوَليدِ غداةَ جمعٍ ... بهِ شَيبٌ وما فقَد الشّبابَا

  ولكن تحتَ ذاكَ الشّيب حَزْمٌ ... إذا ما ظنّ أمرَضَ أوْ أصابَا

  وفِي قَلْبِهِ مَرَضٌ: نفاق. وهذه ريح مريضة، ونسمت مَرْضَى الرياح. وشمس مريضة: ضعيفة الضوء، وليلة مريضة؛ قال:

  وليلةٍ مرِضَتْ من كلّ ناحيَةٍ ... فما يُضيء لها نَجمٌ وَلا قمَرُ

  وقال الراعي:

  وطخياءَ من لَيل التّمامِ مريضَةٍ ... أجنّ الغمامُ نجمَها فهوَ ماصِحُ

  وأرض مريضة: كثيرةُ الفتن والحروب مغتصَّةٌ بالجيوش؛ قال أوس:

  ترَى الأرْضَ منّا بالفضاء مريضَةً ... معضِّلةً منّا بجَمعٍ عرَمرَمِ

  وقالت الأخيليّة:

  إذا بلغَ الحجّاجُ أرضاً مريضَةً ... تتَبّعَ أقصى دائِها فشَفاها

  ورأي مريض. وأعين مِرَاضٌ ومَرْضَى.

  مرط - مَرّطتُ شعرَه: نتفته فانمرط وتمرّط، وتمرّطتْ لحيته: سقطتْ. وتمرّطتْ أوبار الإبل وتمعّطتْ. وتمرّط الذئبُ: سقط أكثر شعره، وذئبٌ أمرطُ من ذئابٍ مُرْطٍ فإن ذهب كلّه فهو أملطُ. ورجل أمرطُ: أجرد، وقد مَرِطَ مَرَطاً. وسهمٌ أمرطُ ومُرُطٌ ومِرَاط ومارِطٌ: لا ريش له، وقد مَرِطَ الرّيشُ عنه يَمْرَطُ، وسهامٌ مُرْطٌ ومَوارطُ وأمراطٌ؛ قال:

  صُبّ على شاء أبي رياطِ ... ذؤالَةٌ كالأقدُحِ الأمراطِ

  والخيل يمرُطن: يعدونَ المَرَطَى، وفرس مَرَطَى: سريعة. وفلان يَمرُط ما يجده ويمترطه: يجمعه. وامترطتُ الشيء من يده: اختلسته. وكانت له لِمّةٌ فَيْنانة فكان يُدخل أصابعه فيها ثمّ يَمرُطها حتى إذا امتدت أرسلها فقلَّصت وهو يقول: وا شباباه! وأخاف أن تنشقّ مُرَيْطاؤك: ما بين الصدر إلى العانة.

  مرع - مكان مَريع ومُمْرِع: مُكلئ، وقد مَرِع مَرَعاً وأمرَع. وإن فلاناً لمَريعُ الجناب. وقد أمرع القومُ: أكلأوا. ورجلٌ مَرِعٌ: يحبّ المَرْعَ، وتمرّع: طلبَ المَرْعَ؛ قال الراعي:

  وجاوزتْ عبشميّاتٍ بمَحْنية ... ينأى بهنّ أخو دوّيّةٍ مَرِعُ

  وتقول: نزلوا بالأجرع من الوادي الأمرع.

  ومن المجاز: «أعشبتَ انزِل» و «أمرعت انزِل» أي بغيتك عندنا فلا تَجُزْ. وتقول: نحن من عزِّك على جبل منيع ومن كرمك في وادٍ مَريع.

  مرغ - مَرّغَ دابّته فتمرّغ، وهذا مَرَاغُ الدوابّ ومراغتها ومتمرَّغُها، ولفلان مَراغَةٌ: أتانٌ لا تمتنع من الفحولة، ومنه قول الفرزدق لجرير: يا ابن المَراغةِ. ومرّغتُه تمريغاً إذا أشبعتَ رأسَه وجسدَه دُهناً، وتمرّغ بالدُّهن. وسال