أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قبل

صفحة 490 - الجزء 1

  وتقول: فلان يأخذ القُبَّيْطَى فيأكلها السُّرَّيْطَى؛ وهي القُبَيْطاء والقُبَّاط. وهو يلبَس القَباطيّ والقُبْطِيَّةَ، بالضمّ، وهي ثياب من كَتّان بيض تعمل بمصر نسبت إلى القِبط والتغييرُ للاختصاص، ورجلٌ قِبطيٌ، وجماعةٌ قِبطيّة. وتقول: جمع فلان بين الأوزاع والأخلاط من الأنباط والأقباط.

  قبع - فلان يقبَع قُبوعَ القنفذ إذا توارى. وقَبَعَ الرّجلُ: أدخل رأسه في قميصه. وتقول: هو أعقُّ من ضَبَّه وأحمق من قُبَاعِ بن ضَبَّه. وعن قُتَيبةَ: يا أهل خُراسان إنْ وَلِيَكم والٍ شديدٌ عليكم قلتم جَبّارٌ عنيد وإنْ وليَكم والٍ رؤوفٌ بكم قلتم قُباعُ بنُ ضَبّةَ، وهو رجل محمّق كان في الجاهليّة. ومكيالٌ قُبَاعٌ: كثير الأخذ. ونظر الحرث بن عبد الله عاملُ ابن الزّبير على البصرة إلى مكيال فقال: إنّ مكيالكم هذا لَقُبَاعٌ فنُبزَ به. ويقال للقنفذ: القُباعُ، ولسكِّينه وسيفه قَبيعةٌ من فضّة وهي التي في طرف المقبض، وما أحسن قبائعَ سيوفهم!

  قبل - ذهب قِبَلَ السّوق. ولي قِبلَك حقّ، وأصبتُ هذا من قِبَلِك أي من جهتك وتِلقائك. ولقيته قِبَلاً وقَبَلاً وقُبَلاً: مواجهة وعِياناً. وافعل ذلك لعشر من ذي قِبَلٍ وقَبَلٍ: من وقتٍ مستقبَلٍ. ورأيتُ بذلك القَبَلِ شخصاً وهو ما استقبلك من نَشْزٍ أو جبلٍ. وبه قَبَلٌ: خلاف حَوَلٍ. ورجلٌ أقبلُ، وامرأةٌ قَبلاء، وعينٌ قَبلاء، وقوم قُبْلٌ. وجاء من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ. وما تصنع لو أُقْبِلَ قُبْلَكَ، ولو أُقْبِلَ قُبْلَكَ لسكتَّ أي لو استقبلتَ بما تكره. وهم قُبُلي وقُبَلائي: جمع قَبيلٍ وهو الكفيل. وقَبَلَ به يَقْبُلُ، وتقبَّل به، وهو قَبيلُ القوم: لعريفهم. ونحن في قِبالَة فلان. وكلّ من تقبّلَ بشيء مقاطعةً وكُتبَ عليه بذلك الكتابُ فعملُه القِبَالَةُ، وكتابه المكتوب عليه هو: القَبَالَة. وقبِلَتِ القابلةُ الولد تقبَله قَبْلاً وقَبالةً، وصناعتها: القِبالَة. وقَبِلَ الدّلوَ من يد الماتح يقبَلها. وقَبَلتِ الماشية الوادي تقبُله. وأقبلتُها الوادي؛ قال:

  أقبلتُها الخلَّ من شَورانَ مُصعِدَةً ... إنّي لأَزري عليها وهيَ تنطلِقُ

  أي أعيب عليها الإبطاء؛ وقال الجعديّ:

  يتَواصَوْنَ بقَتْلي بَينَهم ... مُقبِلي نحرِيَ أطرافَ الأسلْ

  وأقبلتُ الإناء مجرى الماء إذا استقبلتَ به جِريته؛ وقال ابن أحمر:

  شربتُ الشُّكَاعَى والتَدَدتُ ألِدَّةً ... وأقبلتُ أفواهَ العُروقِ المَكاوِيَا

  وقعدتُ قُبالةَ الكعبة. وجارٌ مُقابِل ومُدابِر؛ قال:

  حميتُ نَفسي ومَعي جاراتي ... مُقابِلاتي ومُدابِراتي

  وتقول: وربِّ هذه البَنِيَّةِ ما قَبَلَ منها وما دَبَرَ ما فعلتُ كذا. واقتبلَ الأمرَ واستقبله: استأنفه. وتقابلوا واقتبلوا؛ قال أبو النّجم:

  غير رماد النّار والأُثفيِ ... مُقتَبِلاتٍ قِعدَةَ النَّجيِ

  ورأيتُ قَبيلاً من النّاس وقُبُلاً. وكادت تَصَدَّعُ قبائلُ رأسي: من الصُّداع وهي شُعَبه. وقَبِلَ الهبة، وقَبِل منه النّصح. وقَبِلَ اللهُ عن عبده التوبةَ، {وَهُوَ الَّذِي} يَقْبَلُ {التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ}. وقَبِل الله عملَه وتقبّله {فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ}.

  ومن المجاز: «ما يعرف قَبيلاً من دَبير» وأصله في فتل الحبل إذا مسح اليمين على اليسار عِلْواً فهو قَبيلٌ وإذا مسحها عليها سِفْلاً فهو دَبِيرٌ. ورجلٌ مُقتَبَل الشباب: كأنّه يستأنف الشبابَ كلّ ساعة. ورجل مقابَلٌ مدابَرٌ: كريم الطرفين.

  ورأيتُ قبائل من الطير: أصنافاً من غربان وحمام وغيرها. وأتى في ثوب له قبائلُ: رِقاعٌ. ولجامٌ حسَن القبائل وهي السيور؛ قال ابن مقبل:

  تُرخي العِذارَ وإن طالتْ قبائله ... عن حشرَة مثل سِنْفِ المَرْخةِ الصَّفِرِ

  وأقبلتِ الدولةُ، وأقبل الأمرُ وقَبَلَ، وخذ الأمر بقوابله. وقبَّلَتْه الحُمَّى؛ وبشفتيه قُبلةُ الحُمّى. وما لهذا الأمر